رحلة إلى الدار الآخرة

[الرهيب]

*كيف سيَنتهي هذا العالم الذي نحنُ فيه، وماهِيَ علامات الساعة الكُبرىٰ وترتيبها، وكيف تَقوم الساعة ..*

▫️العلامة الأولى:

أن يخرج المسيح الدجّال، وهو رجل أعور، فِتنة من أعظم الفِتن التي ما من نبيّ إلا حذر أمته منها، يمكث في الأرض ٤٠ يومًا، ويتنقل فيها، يفتن الناس في دينهم، ويجري الله على يديه أمور يختبر فيها المؤمنين، ولايثبُت إلا من ثبته الله.

▫️العلامة الثانية:

تنزل أثناء وجُود العَلامة الأولى، وهِيَ نُزُول عيسى إبنُ مَريم عليه السلام، ينزل عِند المَنارة البيضاء شرقي دِمشق، وَيَمكُث في الأرض مدة، يَبحث عن الدجال حتى يُدركه بباب لُد في فلسطين، فيضربه بخنجرهِ ويَقُول: إن لي فيك ضربة لن تُخطأها، فيضربه فتنتهي فتنته، وَيَنطَلِق في الأرض يَدعُو الناس إلى دين الله.

▫️العلامة الثالثة:

أثناء دعوة عيسى إبنُ مَريم عليه السلام يَنهدم السدّ الذي بناه ذُو القَرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج؛ فَينطَلِقون يَمُوج بَعضَهُم في بعض من كثرتهم، ولايُحصيهم إلا الله، لا يُقبِلون على مكان إلا أفسدوا فيه، ويُهلكون الأخضر واليابِس، فَيذهب عيسى ومن مَعَهُ إلى الطور، فيفزع إلى الله أن يُخلّصهم من شرهم.

وهُنا تَظهر قُوّة الله عزّ وجل؛ فَيُرسل عَلَيهم دود إسمَهُ النغف؛ يتسلّط على رقابهم، فيقتلهم الله كلهم في ليلة واحدة، فإذا ماتوا انتفخت أجسادهم، وظهر دودهم وروائحهم؛ فعِندها يَدعُو عيسى عليه السلام أن يُخلصهم الله منهم، فيُرسل الله سبحانه طيوراً كأسنمة البُخت فتحملهم وترميهم حيث شاء الله، ثم يُنزل الله مطراً، لا يَبقى مكان إلا ويصيبه هذا المطر، وتعود للأرض البَركة التي كانت في عهد آدم، من وصفها أنه النبي ﷺ قال أن القوم يستظلّون بقشر الرمانة، ويكسر عيسى عليه السلام الصَلِيب، ويقتل الخنزير، ويرفض الجزية، فإما الإسلام أو القتل، ويدعو إلى التوحيد، ويعود الناس إلى دين الله أفواجاً، ويعود الخير إلى الأرض إلى أن يموت عيسى عليه السلام.

▫️العلامة الرابعة:

بعد ذلك يعود الشيطان مرة أُخرى ليُفسد في الناس، ويعود الناس إلى الضلال، فيخسف خسف في شرق الأرض، مدينة كاملة يخسف بها في ليلة واحدة، فيُبحث عنها ولا توجد.

▫️العلامة الخامسة والسادسة:

وبينما الناس يتحدّثون في ذلك الخسف؛ يحدث خسفٌ آخر في غرب الأرض ثُمَّ العَلامة السادِسَة وهي خسفٌ آخر في جزيرة العرب.

▫️العلامة السابعة:

يَخرُج دُخان يَملأ ما بَينَ السَماوات والأرض، يغشى الناس كما قال الله، يتأذى منه المؤمنون كالزكمة الزُكام - الحَساسية -، ويتأذى منه غير المؤمنين أذى شديد؛ وهذا إنذار لآخر ثلاث علامات، وهي التي قال الله تعالى فيها: ﴿يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانِها خيرا﴾.

▫️العلامة الثامنة:

أن تَخرُج الشَمس مِن مَغرِبها، وَبِمُجَرَّد أن تَطلع مِنَ المَغرب تَضَع الملائِكةُ أقلامَها، فلا تَوبة تُرفع ولا عَمل يُقبل، وبِذلك يَبدأ التَجهيز لِيَوم القِيامة.

▫️العلامة التاسعة:

بَعدَ ذلك تَخرُج دابْة، تُكلم الناس، تَدور في الأرض، وفي حديث ضعيف أن من واجبات ومهام هذه الدابة أنها تَسِمُ الناس؛ أي تضع عليهم وسمًا: هذا مؤمن وهذا كافر، وَتَلبُث فَترة ثُمَّ تموت، ثُمَّ تَخرُج آخر عَلامة مِن عَلامات السَاعة.

▫️العلامة العاشرة:

آخر علامة؛ وَهِيَ نَار تَمشي مثل السَيل، تَبيتُ مَعَ الناس حيث باتوا وتقيل معهم، والناس تهرب منها، فتجمّع الناس إلى أرض محشر الدنيا وهي الشام، فإذا اجتمع كل البشر، يبعث الله تعالى ريحاً طيّبة كالحرير، لا يشمّها مؤمن أو أحد في قلبه لا إله إلا الله إلا يموت مُباشرة.

لا يَبقى مُؤمن على وجه الأرض، ويُرفع القرآن، ويُرفع كل شيء فيه إسمُ الله، ولا يَبقى في الأرض إلا شِرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة.

فَكيف تَقوم السَاعة ؟

صاحِب القرن إسرافيل عليه السلام، واضع البوق في فمه مُنذ مَبعث النَبي مُحَمد ﷺ يَنتَظِر هذهِ اللَحظة؛ فينفخ في الصور نَفخةٌ واحدة، صَعقة، صَوت رَهِيب جِداً؛ كل من يسمعه يُصعق مُباشرة، ويمرّ هذا الصَوت مِثل الرِيح السَريعة، فتموت كل الأنفس، يموت الناس وتموت البهائم، ويرتفع الصوت إلى السماء فتموت الملائكة، فإذا مات الملائكة تضطرب السماء؛ فتمور مَوراً، وتتقلب فتكون وردة كالدّهان،

والنُجوم تنكدر، الشمس والقمر يصطدمان، وتبدأ الشّهب تنزل على الأرض، وتتزلزل الأرض وتدك دكّاً دكّاً، وتتفجر براكينها، وتسجّر البحار، والناس تصيح؛ ما لها؟!، حتى إذا انتهى الصوت، وإذا كل من في السماوات والأرض قد مات، فيطوي الله سبحانه وتعالى السماوات السبع والأراضين السبع بيمينه؛ يرجفها ثلاث رجفات، ومع كل رجفة ينادي الله جلّ جلاله لمن المُلك اليوم؟ فلا يُجيب أحد، فيجيب نفسه بنفسه ويقول: لله الواحد القهّار.

وتنتهي بذلك الدنيا كلها، ولا يبقى إلا الله، الحي قبل كل حي، والحي بعد كل حي، والحي القيوم الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم.

*قناة خواطر سلفي على الواتساب↓*