إن عجزتَ عن تأديب ولدك، فعليكَ بالدعاء!

[الرهيب]

يُحكَى أن الفُضيَل بن عِياض رحمهُ اللهُ اجتهدَ أن يُربي ابنَه تربيةً صالحةً وسعى لغرسِ محبةِ الله في قلبِه، ولكن الأمرَ صعُبَ عليه وكان ولده مستهترًا طائشًا؛

فكان يدعو الله قائلًا:

"اللَّهُمَّ إِنِّيْ اجْتَهَدْتُ أَنْ أَؤدِّبَ عَلِيًّا فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى تَأَدِيْبِهِ فَأَدِّبْهُ أَنْتَ لِي"

فكان التوفيق منه سبحانه وتعالى، وهداه الله تعالى بدعاء والده له!

حتى صارَ كأبيه إمامًا كبيرًا في العلمِ والزُهد.

وقالَ فيه ابن المُبارك:

(خيرُ الناسِ الفُضيَل بن عِياض وخيرٌ منه ابنه علي!).

وقالَ عنه الإمام النسائي:
(عليُّ بن الفُضيل بن عِياض ثِقة مَأمون).

ويقول عنه الإمام الذهبي :

"علي بن الفضيل مِنْ كِبَارِ الأَوْلِيَاءِ، وَكَانَ عَلِيٌّ قَانِتًا للهِ خَاشِعًا وَجِلًا رَبَّانِيًّا كَبِيْرَ الشَّأْنِ".

وكان هذا ببركة دعاء والده له بعد توفيق الله له ومحض فضله ونعمته!

فلا تيأسوا وأكثروا من الدعاء لأولادكم وأبشروا!

اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ أن تؤدِّب لنا أولادنا وتصنعهم على عينك وتجعلهم من الصالحين المُصلحين الهُداة المُهتدين، وتقرّ أعيُننا بصلاحهم وعافيتهم.
آميين.