بين الازدحام والذوبان... تُمحى الهوية

[الرهيب]

طرح مميز أجتماعي جميل وشيق يستحق الإشادة! 💯~🤚~🫡~ 🌟💫 بين الازدحام والذوبان... تُمحى الهوية


في زمنٍ ازدادت فيه الأعداد، وتكدست فيه المظاهر، وارتفعت فيه الأصوات... خفَتَت الملامح.. صار الإنسان جزءًا من تدفّق لا يرحم، واندمج في زحامٍ لا يُمهله أن يسأل: من أنا وسط هذا الضجيج؟
إعلانات وجمهرة ومشاركات لاتشبهنا


أصبحنا نحضر في كل مكان، إلا داخل أنفسنا. نُجامل، نُعلّق، نُشارك، نُبدي الرأي، لكننا ننسحب بصمت من جوهرنا الحقيقي، ونستبدل العمق بالسرعة، والصدق بالخداع ، والهوية بالمظاهرالعابرة.

الزحام لا يخلق الحضور... بل يهدّد الشخص بالذوبان.

اصبح الناس يركضون: خلف المظاهر، خلف الظهور، خلف رضا الجمهور، لكن القليل فقط يركضون خلف هويتهم ومبادئهم وذواتهم .

صار من الطبيعي أن تسأل: "كيف أبدو؟"، قبل أن تسأل: "ماذا أصبحت؟"

الملامح تُمحى حين نُقرّر أن نُشبه الجميع. حين نخشى أن نختلف، أن نختار، أن ننسحب من وجودنا في أماكن لا تشبه قناعاتنا.

أن تبقى كما أنت... وسط عالمٍ يُطالبك أن تكون نسخةً قابلة للتعديل، هي شجاعة قوية ، لكن لا تعني الانسحاب، بل الحضور بشروطك.

في البيئة الاجتماعية، كثيرون يتقمصون شخصيات لا تُشبههم. يضحكون وهم لا يفرحون، يُجادلون وهم لا يؤمنون، يصفقون وهم في داخلهم غير راضين .

والسؤال هنا: هل نحن حقاً نسيرمخيرين ... أم مسيرين؟

المجتمع لا يُقاس بكثافته، بل بوعيه.. وحضور الإنسان لا يُقاس بعدد ظهوره، بل بعمق أثره.. والمكان لا يعطيك قيمة، إن لم تأتِ إليه محمّلاً بمبادئك وقيمك.

أن تكون بين الناس المتلونين... دون أن تضيع بينهم، تلك هي البطولة.

أن تندمج دون أن تذوب، أن تتفاعل دون أن تتنازل ، أن تقول "لا" حين يجب أن تُقال،لو أرهقك البذل ، أو جرّحتك المواقف .

فالعزلة ليست هروباً... والاختلاف ليس تمرداً... والوضوح ليس وقاحة.

في هذا العالم المتغير... حافظ على توازنك ومبادئك وسلامك النفسي، فهي رأس مالك الوحيد.٠

القيادة تُحدث الفرق والسوسة المدسوسة» بيننا.. احذروها!