*إلى الدعاة إلى الله*

[الرهيب]

#خاطرة


الحاجة للدعوة إلى الله في أزمنة انتشار الشهوات وكثرة الفساد وتسلط الأعداء وقيام الحروب أشد منها في غيرها
قال تعالى:
﴿*الَّذينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَروا بِالمَعروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ﴾ [الحج: ٤١]*
وقد جاءت هذه الآية عقب آيات القتال في سورة الحج؛ وفي ذلك إشارة إلى أن الحاجة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوقات الشدة عظيمة

وللشيطان مداخل في صرف الدعاة عن الدعوة إلى الله، منها:

أولا: عدم الصبر واستعجال النتائج وضعف الاستجابة للدعوة

ثانياً: ضعف الإيمان والتفريط في الأوراد
من القرآن وقيام الليل وكثرة الذكر

ثالثاً: وجود دغلٍ في القلب؛ فبعض الصالحين من الدعاة وطلبة العلم ينشر العلم ويتأمل ويتدبر وقد يفتح عليه في تدبر القرآن أو بابا من أبواب العلم فيفرح بذلك ويقيده وينشره للناس ولا يجد أي تفاعل مع مانشر فيصيبه الاحباط أو الضعف

رابعاً: مايراه الداعية من فتور في أوساط إخوانه الدعاة أو من كان يقتدي بهم في الدعوة

خامساً: الانشغال بالدينا والرزق


وهذا كله من الشيطان


*وعلاج ذلك في أمور:*

أولها: أن تعلم أن مهمتك هي البلاغ والتذكير لا الهداية والجزاء والعقاب ﴿*وَإِن ما نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ وَعَلَينَا الحِسابُ﴾ [الرعد: ٤٠] ﴿فَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُو العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ ..﴾ [الأحقاف: ٣٥]*

وتفكر في كلام الله الذي هو خير كلام أنزل على وجه الأرض وهو الهدى والنور والبركة وقراءته أجر وبه شفاء وتحصين وبه تحصل السكينة والطمأنينة وفيه علم الأولين والآخرين وفيه المستقبل والماضي وفيه أخبار الدنيا والآخرة وهو أفصح ماقيل من الكلام العربي وأعلاه بلاغة وأكثره جزاله فهو جوامع الكلم وبه يستدل ولا يستدل له؛ ومع ذلك فكثير من الناس هجروه ولا يقرؤونه إلا في رمضان
فكيف بكلام من سواه من البشر!

وتفكر في حال الرسل سابقاً كيف تعامل الناس مع دعوتهم وهم خير عباد الله على وجه الأرض وقد اصطفاهم الله؛ بالله عليك لو واجهت في دعوتك من يجعل أصبعه في أذنه لكي لايسمع كلامك أو يرسل عليك السفهاء ليسخروا منك ويرجموك بالحجارة أو واجهت طاغية يجيش الجيوش لقتلك
هل ستستمر أم ستتوقف! حدث ذلك مع خير خلق الله وهم الأنبياء ولم يتوقفوا
فشتان بين حالهم وحال من ينقطع عن الدعوة وطلب العلم؛ لأنه أحدهم انتقده في رسالة أو ماوجد من يمدحَ له مقالة، أو عاتبه شيخه فاستنكر عتابه


ثانياً: أن تقوي إيمانك بالفرائض والنوافل وتحذر من الذنوب والمعاصي؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿*يا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيلَ إِلّا قَليلًا*﴾ وفي السورة التي بعدها مباشرة قال: ﴿*يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ*قُم فَأَنذِر* )والتزمل هو التلحف في الليل مع خوف أو برد والتدثر هو تغطية الجسد بكساء يقيه من البرد ويكون ذلك وقت الاسترخاء في النهار ، وأشد مايكون المرء بحاجة للنوم إذا تزمل في الليل فأمر أن يهجر ذلك ويقوم الليل ، وأشد مايكون المرء حاجة للراحة إذا تدثر في النهار فأمر أن يهجر ذلك ويقوم ليدعو إلى الله؛ فعلم من ذلك أن وقود الدعوة هو العبادة


ثالثاً : تجريد القلب بإخلاص العمل لله وحده
﴿*الَّذينَ يُبَلِّغونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخشَونَهُ وَلا يَخشَونَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسيبًا﴾ [الأحزاب: ٣٩]*


رابعاً : وجود أهداف ومشاريع واضحة، والارتباط بصحبة صالحة ﴿*وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: ٢٨]*


فيامن أمضيت سنوات تدعو إلى الله وتبلغ دين الله وتسهر في التخطيط لإصلاح المجتمع والشباب مالذي أصابك الآن!
أصبحت تقلب نظرك يمنة ويسرة في وسائل التواصل وتمر عليك الليالي بلا هدف أو إنجاز ولم يعد لك همة في إصلاح الناس وتبليغ دين الله!


﴿*وَمَن أَحسَنُ قَولًا مِمَّن دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحًا وَقالَ إِنَّني مِنَ المُسلِمينَ﴾ [فصلت: ٣٣]*


||..مَعــــارِجْ..||•
https://telegram.me/modawii