عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2010, 02:29 AM   #1
م ح البحيري
مستشار منتديات بني بحير بلقرن
 
الصورة الرمزية م ح البحيري
 

م ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوق
افتراضي اكتب حرفاً واكسب شرفاً

الحمد لله المتفرد بصفات الجلال والكمال ...
لك الحمد حمداً باللغات جميعها ** محامد صدق تعجز الإنس والجنا
لك الحمد حمداً بالعبارات كلها ** حقائقها ثم المجاز وما يكنى
لك الحمد حمدا يملأ الأرض والسما ** وما فيهما والبحر والسهل والحزنا
*************
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين , قائد الغر المحجلين ، إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ،،، ثم أما بعد
فقد أبعدتنا مشاغل الحياة ،، وطرقت قلوبنا طوارق الدهر ،، فظننا ألا عودة بعد فراق ،، تقطعت بنا أعناق المطي ،، نطرد سراب الحياة ،، منا من أدرك الركب ،، ومنا من أدركه المبيت ،
ثم ها نحن نعود ،،، بعد أن كنا نحوم حول الحمى ،، عبر الشبكة تارة ،، وعبر الجوال تارة أخرى ،، لنعرف أخبار المنتدى ،، وقضايا المتعة والإثارة .. ألا وإن الحر لتكفيه الإشارة ،،،
جئت اليوم ، ولست بخير منكم ،، ولا أسمو بقلمي فوق مكانته المتواضعة بين أقلامكم الرائعة ،، التي نزفت من عروق الحنايا أروع الأطروحات ،،،
جئت اليوم أرمي بإطراف بناني على أحرف كلماتي ،، لأضع لنفسي ولإخواني وبهجة فؤادي منظومة حب ووفاء ، وماذا علينا لو قلنا
" سمعنا وأطعنا "
رأيت أنه من واجبي وواجب كل راغب في الخير بهذه الساحة الفسيحة ، أن يترك أثراً يعظم فيه أجره ،، وترتفع فيه منزلته عند الله ،،
أيها الأحبة الفضلاء ،، إن الإحساس الصادق ،، والضمير الحي ،، لن يهتمَ كثيراً لإطراء البشر ،، ولن يتلعثمَ قلمه أمام نقدٍ ما أريد به إلا حظ نفس وعرش ثناء
ومن هذه البوابة الفسيحة ،، أفصح عن سر مقالتي ،، وطلاسم كلماتي ،
فقد كنت بين الحين والآخر ،، أجد مواضيعاً تضحكني تارة ،، وتجرح ثمرة فؤادي تارة ،،
فيا من ساح قلمه ،، والتهبت مشاعره ،،،
تذكر دائماً أن الله تعالى قد مقت بني إسرائيل وتوعدهم بالويل ، حينما اطلقوا العنان لإقلامهم لتهتك ستار الفطرة السوية فقال الجليل في محكم التنزيل " فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون "
ألا يخشى أحدنا حين ينطق بالحرف ويسطره ،، أن يقال له ، ويل لك مما كتبت يداك "
ألا يخشى أحدنا أن يأتي يوم العرض الأكبر فتبهته كلماته التي طالما اهتزت لها الأعناق ،، فكيف بك أيها اللبيب ، يوم تناضل وتخاصم وتقول " وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ "
مثل لنفسك يوم تحاج أصغر أنامل يدك ، فتحجك !
مثل لنفسك يوم ترتوي جفونك دمعاً ودماً ،، فلا فوت ولا نجاة .
مثل لنفسك يوم يتخلى عنك من صفق لك ، ورفع لك القبعة ،
أخي أخي .. ضع قلمك في صدر الكلمة ،، واجعل همك ،، كيف ترضي بها مولاك ،،،
اكتب حرفاً واكسب شرفاً عظيماً برضى من لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
انظر للناس من حولك ،، هذا نشر علماً ،، وهذا بنى مسجداً ،، وهذا أسس مشروعاً خيرياً ،،
تخيل يوم يأتي هؤلاء بتلك ،، وتأتي بأحرف سطرتها على مرأى من الملأ ، تؤزك إلى النار أزا ،،،
اكتب حرفاً واكسب محبة الناس لك ،، فما ذاك إلا لرضى الخالق عنك " إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل ،، يا جبريل إني أحب فلان ، فأحبه ، فينادي جبريل في أهل السماء ، إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض "
اكتب حرفاً وازرع قيماً راقية ترتقي بك في سماء العزة الربانية . " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "
لا يصدق عليك ظن أبليس .. فتوهمك نفسك الضعيفة ،، أن القضية قضية كلمات تنثر هنا وهناك ،، ثم تذهب جزافاً أدراج الرياح ،،، لا والله ، فالأمر أعظم شأناً من هذا وربَ كلمة لم تلق لها بالاً كُتب لك بها رضا مولاك ،، وربَ كلمة لم تلق لها بالاً كُتب لك بها غضب الجبار ،، ويا خسارة من لم يحسب ألف حساب لغضب الجبار ،، تجلى للجبل فجعله دكاً ،، ووضع رجله في النار فصرخت ،، قط ، قط ،، يقبض الأرض بيده ،، والسماوات مطويات بيمينه ،، فيا غافلاً عن هذه تنبه ،،
لا يسوقك شره الشهرة ، لتقع في وحل المعصية ،، ولا يستهويك ذكر البشر ، عن حساب رب البشر
الكلمة ملكك طالما حبستها بين أضلعك ،، فإذا خرجت وظهرت ، أصبحت مملوكاً لها ،
فلا تكن يا رعاك الله .. طالب شهرة ، بحرفٍ تمجه النفوس ، وتتقزز منه الفطرة ، وتستوحشه الأنفس الزكية .
سل فؤادك قبل أن ترمي بسهام أفكارك ، أين أجعل سهمي ؟ لدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوض ،، أم لدارٍ طاب مسكنها وتنعم ساكنها ،
تواضع للكلمة الصادقة .. يرفعك الله بها مقامات عالية ،، وارفع نفسك وصنها عن سفاسف الكلمات ،، تسمو غايتك ويعلو شأنك ويعظم سلطانك ..
يجب معشر الأحبة أن نربأ بأنفسنا عن القضايا الوضيعة ،، وأن نتجاوز بهمتنا مقاصد البطال إلى منازل الأبطال .
إذا أعطشتك أكف اللئام ** سقتك القناعة شبعا وريا
فكن رجلاً جسمه في الثرى ** وهمة هامته في الثريا
نسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا ، وأن يسل سخيمة قلوبنا ،، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
أخوكم : م ح البحيري



م ح البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس