الموضوع
:
مسابقة القلم الخاص
عرض مشاركة واحدة
03-23-2010, 01:28 AM
#
22
شذى الجنوب
رد: مسابقة القلم الخاص
((
معناة أب في فقد أبنه في حادث
))
(المشهدالأول )
تحت وطأت الشمس الحارقة
وقت توسطها كبد السماء
الساعة الثانية عشر والنصف
أمام باب المسجد الصغير
يقف متكأً على عصاته التي أتى عليها غبار الزمان
...
وسنين تعب الحرمان
...
محدقٌ في ذلك المجهول الذي إختطف ثمرة فؤاده
...
وحشاشة جوفه
...
في عشية ذلك اليوم المشهود والذي كتب في الأزل الموعود
...
بفقدان ابني محمود عند ذلك العمود
...
والذي أحال حياتي إلى سراب وأيامي عمري عذاب
...
لفراق أحب الأحباب .. وتواريه عن عيني تحت التراب
...
فبلأمس فقط كان كغصنُ الورود
...
متدثر بين المهود
...
واليوم غدا وقد احتضنته اللحود
...
متعطراً بخاتمة المسك و العود
...
ولكنِ ودعته رب ودود
...
أحن عليه من الأم الولود .
وحسرتااااه
عليك ياولدي
...
كم أشتقت لريحه عمامتك
...
وبريق ابتسامتك
...
ولعِبك مع اخواتك واخوتك
...
وها أنا اليوم هنا وحييييد وحييييد
...
مفجوع القلب أمام مسجدك
...
وبقايا سيارتك .
وهنا زاد إنحناء ذلك الشيخ الوقور على عصاته العقور
...
والتي انثنت بدورها محتضنتاً ذلك الجسد الضعيف
...
ومخففتاً عنه من هول المصاب والعذاب
...
فتارةً تمسح تلك العبرات
...
وتارةً تهون عليه من حرارة الآهات
...
بعد علمها ويقينها أنها أصبحت لذلك الكهل السند بعد فقدانه للولد
...
فالمصاب
عظيييييم
عظيم
...
ولكن مازال هنالك رب رحيم .
هذا كان حال العم صالح ذو الـ 65عاماً من الكفاح والنجاح
...
ولكنه اليوم أصبح يتجرع الألم عائشاً بين الأتراح والأشباح
...
باحثاً متلمساً طيف اللذي راح
...
متذكرٌ تلك الوعود والعهود بترميم تلك الشقوق في جدرانِ ذلك البيت القديم
...
ولكن الواقع الأليم أن الموت كان أسبق فقد رحل محمودُ تاركاً وراءه دمعة ألم وندم .
دمعة ندم
عندما اشترى لإبنه تلك السيارة والأداة التي أودت بحياته وكانت السبب في هلاكه .
ودمعة ألم
عندما أعطى قلبه ذلك المفتاح
...
معلناً معه نهايه الأفراح
...
والليالي الملاح
...
وتتالي الأحزان والأتراح بغمامةِ سحابةٍ سوداء على تلك البطاح
...
فأصعب الصعب أن تحس وتشعر بأنك السبب في فقدان من تغلي و تحب ، وإن القلب ليحزن وإن العين لتبكي وإنا علي فراقك ياولدي لمن المحزونين .
( المشهد الثاني )
(
أحسن الله عزائكم وعظم الله أجركم وغفر الله لميتكم وجبر مصيبتكم
)
انتفض ذلك الجسد على تلك الكلمه من الجار الطيب للعم أبا محمود بعد علمه برحيل ذلك المفقود
(
كلمة
) طالما نطق بها العم صالح في كثير من المجالس
...
معزيا ً هذا
...
ومواساً ذاك
...
ولكنه لم يخطر على باله وقلبه أن تُقال له هذه الكلمات في يوم من الأيام في ابنه وسنده
...
ولكن لعل عزاءه الوحيد أن هذا المحمود كان من خيرة البارين
...
الصالحين
...
العابدين
...
الصائمين
...
القائمين
...
الحافظين لكتابه الكريم .
(
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها
)
(
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها
)
هذا كان ديدان حال ولسان العم الدائم
...
عالماً ومؤمناً أن ما أصابه ماكان ليخطئه وما أخطأه ماكان ليصيبه
...
راضياً بقضاء الله وحكمه
...
موقناً أن حال قلبه اليوم كحال يعقوب عليه السلام
بعد أن أقبل عليه أولاده في عشيةٍ يبكون فقدانهم لأخيهم قائلاً فيهم (
صبراً جميلاً والله المستعان على ماتصفون
) وأنا أقول هنا و
دااااعاً
أليما يا قلب أبو محمود
...
ولقاء قريب بإذنه تعالى في جنة عرضها السوات والأرض .
(
حسبي الله ونعم الوكيل .. وإنا لله وإنا إليه راجعون
)
تقدم العم صالح من بيته طالباً العون من الله قبل قدميه لتوصله لذلك الباب
...
حاملاً عبء توصيل خبر فقد أغلى الأحباب
...
لتلك العجوز التي مازالت تحلم بيوم العرس والأحفاد .
وهنا أحبتي
يكون قد وصل معكم قلم بنت النور
...
لنهاية قصته مع ذلك القلب المنحور .
بعد أن أغرقت عبراته كل السطور
...
وفاقت مدى آلامه وآهاته عمق البحور
.
راج
ياً مبتهلاً من رب رحيم غفور
...
خاتمةُ حسنة ملؤها السعادة مع قلب صبور .
تحيااااتيـ
شذى الجنوب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى شذى الجنوب
البحث عن كل مشاركات شذى الجنوب