بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..... أما بعد :
ستكون مقالتي( إن شاء الله ) موجهةً للمهتمين بالتربية الإيمانية والسلوكية من مربين ومحفظين ودعاة
والفئة المستهدفة هم الطلاب والطالبات وطلبة التحفيظ وحديثي الإلتزام ومن في حكمهم .
وسأعرض المشكلة وشيئاً من مظاهرها والله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل .
المشهد التربوي والمعاني الغائبة (محبة الله ...أنموذجاً )
إن المتأمل بعين الفاحص الخبير لا تكاد تخطئ عيناه ما أعنيه في مقالتي هذه من غيابٍ (مــٍر ) لمعانٍ تربوية مهمة وأساسية في العملية التربوية وخاصة ً الإيمانية والسلوكية.
وبالرغم من أن الأخلاق والعمل التطوعي مثلاً يعتبران من أهم ما هو غائب أو مغّيب في التربية الإيمانية ، إلا أن ما سأعرض له الآن هو (( محبة الله ))
فمن المعتاد والمشاهد أن يصرخ الأب بابنه - ياويلك من الله - أو -سيعذبك الله – أو سيدخلك الله النار !
مع أن هذا الابن المسكين لم يعرف بعد من هو الله جل جلاله ولم يحب الله بعد ولم يعرف أنعام الله وأفضاله عليه بعد
ليس هذا وحسب ، بل الأدهى أن البعض يسمح لنفسه بإرتكاب المحرم بدون أدنى رادعٍ من دينٍ أو حياء
ثم إذا بادر ابنه أو تلميذه لمثل ذلك العمل رأيته يسوق له المواعظ المؤثرة والتخويف المقّنط حتى قد يظن الطفل بالله ما لا يليق به سبحانه ! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وفي خضم هذه التربية الحافلة بالتخويف من الله سبحانه لا يكاد يسمع الطفل شيئاً عن محبة الله أصلاً ولا عن كيفية محبته ولا عن تنمية محبته في القلوب
أصدقوني القول ....
هل سبق لأحدكم أن إستمع لمربيٍ فاضل أو معلم قدير يزرع في النشء محبة الله وكيفية تحقيقها....... إلا ما ندر
إن محبة الله مقام عظيم وعمل كبير من أعمال القلوب بل هو الأساس لجميع أعمال القلوب من إخلاص وخوف ورجاء ... وغيرها
قال تعالى {..يحبهم ويحبونه ..}الآية
((والعبد يسير إلى الله بالمحبة والخوف والرجاء ...المحبة هي الرأس ..والخوف والرجاء هما الجناحان ....)) ابن القيم
إن من الأخطاء التي ترتكب في مسيرة الإلتزام بالصراط المستقبم والدين القويم أن يهتم المربون والدعاة بالمظهر والأعمال الظاهرة (( وهي مهمة بلا أدنى ريب )) أكثر من إهتمامهم بعبادات القلوب والتربية الإيمانية والسلوكية ومحبة الله ومعرفته حق المعرفة .
ومما يزيد الحسرة حسرةً والعجب عجباً أن تجد هذه المعاني الإيمانية ذات حضور راسخ ومتين عند الصوفية ((على ما عندهم من بدع وخرافات )) وأن يزهد فيها أهل الحق مع أحقيتهم بها
وإنها لدعوة (( جعل الله كاتبها أول من يتبناها في حياته )) لأن نحب الله وأن نقرأ عن محبته وأن نّعلم أبنائنا محبته وأن يكون الباعث للعمل محبة الله
ولا يكون ذلك الإ بمعرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
وختاماً ... فإن الموضوع أجّل وأعظم من أن أحيط به ولعل من هم خيرٌ مني يناقشون الموضوع تأصيلاً وتفصيلاً
رزقنا الله حبه ورضاه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
التوقيع: جداوي