قال يزيد بن معاوية فى قصيدته التى شاعت منسوبة اليه،
وهى القصيدة ذات الأبيات الجميلة،
المنطوية على عاطفة رقيقة مترفة، جادت بها جدران القصور ،
من عند الملوك والأمراء وأصحاب الترف والنعيم..؟
امل ان تحوز على رضاكم
يقول يزيد بن معاوية:
نالت على يدها ما لم تنله يدي = نقشاً على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها = أو روضة رصعتها السحب بالبردِ
وقوس حاجبها من كل ناحية = ونبل مقلتها ترمي به كبدي
مدت مواشطها في كفها شركاً = تصيد قلبي بها من داخل الجسدِ
إنسية لو رأتها الشمس ما طلعت = من بعد رؤيتها يوماً على أحدِ
سألتها الوصل قالت : لا تغر بنا = من رام منا وصالاً مات بالكمدِ
فكم قتيل لنا بالحب مات جوى = من الغرام ولم يبديء ولم يعدِ
فقلت : أستغفر الرحمن من زللٍ = إن المحب قليل الصبر والجلدِ
قد خلفتني طريحاً وهي قائلةً = تأملوا كيف فعل الظبي بالأسدِ
قالت : لطيف خيال زارني ومضى = بالله صفه ولا تنقص ولا تزددِ
فقال : خلفته لو مات من ظمأ = وقلت : قف عن ورود الماء لم يردِ
قالت : صدقت الوفا في الحب شيمتهً = يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
واسترجعت سألت عني فقيل لها = ما فيه من رمق دقت يداً بيدِ
وأمطرت لؤلؤ من نرجس وسقت = ورداً وعضت على العناب بالبردِ
وأنشدت بلسان الحال قائلة = من غير كره ولا مطل ولا مددٍ
والله ما حزنت أخت لفقد أخ ٍ= حزني عليه ولا أم على ولدِ
إن يحسدوني على موتي فوا أسفى = حتى على الموت لا أخلو من الحسدِ
تحيات /اخوكم ابو الفيصل