المرأة البحر و الرجل المحيط
( المحيط والبحر )
كلاهما مخلوق عابد لله تعالى
( الرجل المحيط والمرأة البحر )
عابدان لله تعالى, ليس بأداء الفرائض فقط, بل في جميع مناحي
الحياة, وارتباطهما بعقد الزواج, هو عبادة لله تعالى.
متشابهان ,فكلاهما مياه ,وكلاهما مالح الطعم وكلاهما يشابه السماء في صفائها وزرقتها ,وكذلك (الرجل المحيط والمرأة البحر )
يتشابهان ,غير أن التشابه لايعني التطابق...
فالمحيط أصل ,والبحر فرع عنة ,فهو أكبر ,وأعمق ,وأوسع أفقآ ومدى ,و( المحيط ) يحيط بالبحر ويحتويه ,
حيث هو أوسع مدى من البحر, لأنة يحتوي أكثر من بحر واحد, ويملك المهارة في تطويقها جميعا بشواطئه, ويمنحها الاستقرار, وهدوء البال في حماه, وتحت سلطانة...
وهي حال الأزواج في هذه الدنيا منذ الأزل,
و (الرجل المحيط والمرأة البحر )
يمدان يد الخير , ويجزران يد الشر
يمدان حتى لاجفاء , ويجزران حتى يحلو الوصال.
(المحيط والبحر )
شاطئهما أمان الخائفين.
و ( الرجل المحيط والمرأة البحر )
كلاهما ملاذ للآخر يمنحه الإيواء, ويحميه, ويرعاه.
( المحيط والبحر )
يحملان المراكب المرتمية في مائهما , لتصل إلى مرادها.
( والرجل المحيط والمرأة البحر )
كلاهما يرعيان بعضهما وأبناءهما رعاية تجعلهم من الفائزين في الدنيا والآخرة.
( المحيط والبحر )
يتبخران , ليغدو ماؤهما سحابآ
وكذا حال ( الرجل المحيط والمرأة البحر )
فأن اشتدت حرارة أزماتهما فأنها تتحول بردآ وسلامآ
على حياتهما الأسرية .
( المحيط والبحر )
مثال للتجدد , فهما في النهار مختلفان عنهما في الليل , وفي الصيف غيرهما في الشتاء , والأمواج هادئة أو هادرة , وحالاتهما متجددة مثل تجدد أمواجهما التي لاتتكرر...
و ( الرجل المحيط والمرأة البحر )
متجددان دومآ , فلا يشعران أن الأمس والغد توأمان , بل الاستنساخ للأيام لديهما حرام , فهما عدو للروتين اليومي...
كنزهما ممنوحة لكل من قصدهما طالبآ عطاياهما , فقلما يرجع مركب صيد دون أن يكرماه من هباتهما,ناهيك عما يجودان به من الجواهر باهظة الثمن ,التي لاتتطلب سوى أن يمد الغواص يدة لالتقاطة , وسيخجل (البحر والمحيط )
أن يطالباه بالثمن , ومنذ فجر البشرية القديم والناس منهما يأخذون, وما بقي في أعماقهما أضعاف ماسلبة الناس ...
(الرجل المحيط والمرأة البحر )
كريمان في العطاء والبذل دون حدود لبعضهما, ولأبنائهما, ولا ينتظران جزاء ولا شكورا لذلك العطاء.
ختامآ أنقلكم من عموم الفكر إلى خصوصية كاتبها , حيث لم أكن يومآ رجلآ محيطآ و ( ربما لا أكون ) , وإنما كنت أرسم طموحات , حققت بعضآ منها زمنآ ,,وأخفقت في بعض , ثم عدت مرة أخرى لأستبدل (بالإخفاق تحقيقآ ) , وفوجئت أيضآ أني أستبدل (بالتحقيق أخفاقآ ) فشعرت بأن ماكتبته يمكن تحقيقه في أي وقت , ولكن (قد يصعب ) تحقيقه كله في كل وقت.
منقول
للمؤلف : عبدالله بن محمد الداوود