11-17-2009, 02:58 PM
|
#1
|
|
مستشار منتديات بني بحير بلقرن
|
حسبناها غلط .. فخسرنا نادي الرعد كمؤسسة رسمية يخدم قبيلة بني بحير
الحمد لله المحمود بكل لسان والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة منه للإنس والجان .. رسولنا محمد بن عبد الله صاحب الحجة البالغة والبيان .. وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اطرق بي الفكر والخيال .. عائداً لسالف العهد والأوان .. وبالتحديد تماماً .. عندما عقدنا النية على افتتاح نادٍ رياضي تربوي اجتماعي بقبيلة بني بحير ..
تذكرت البدايات .. وفكرة ترسيم النادي بلجنة التنمية الاجتماعية بنمرة .. فأحببت أن أسرد في هذا المقال حديثاً مسترسلاًَ .. نقطف منه الفائدة .. ونقف عند العبرة والعظة .. حتى لا نستهلك أعمارنا في مشاريع معينة تهوي صروحها بعد حقبة من الزمن . لأسباب نتغافلها حيناً ونجهلها آخر..
ولعل نزراً ليس باليسير من هذا الحديث قد يكون جديداً ويكشف لأول مرة .. عن بداية التخطيط لإنشاء النادي الذي كنا نحلم أنه سيكون .. بؤرة إصلاح للمجتمع البحيري قاطبة .
لعل البعض منكم يريد أن يعرف ما أرمي إليه من المقدمة السابقة .. فأقول مستعيناً بالله .
قبل أربع سنوات أو أكثر جاءتني فكرة لا زلت أحلم بغرس بذرتها متى ما وجدت الأيدي العاملة القادرة على العطاء الصادقة في عزمها ومقاصدها ..
ملخص هذه الفكرة .. أنني كنت أرغب في اختيار عدد من الشباب لا يتجاوز عددهم 20 شاب من مختلف قرى بني بحير .. مع التركيز على شباب الحلقات ما استطعنا ذلك أو الشباب الذين نحسبهم والله حسيبهم عندهم توجه لحمل هم الدعوة بالمنطقة في المستقبل القريب .. عرضت الفكرة على مستشاري الخاص الأستاذ الفاضل سرحان علي بركات بعد ترتيبها وتنظيمها ، فرحب بالفكرة وأشاد بها ..
ثم عرضت الفكرة مرة أخرى على الأستاذ الفاضل جابر ذاكر فأشاد بها كذلك ورحب بها .. على أنه سيكون أحد قواد المعركة وهو أهلاً لها ..
وبعد أيام من عرض الفكرة على الأستاذ جابر ذاكر .. قابلني الأستاذ جابر في نمرة .. وعرض علي فكرة أكبر وأوسع بل هي امتداد لفكرتي ..
قائلاً لي " وش رايك يا بو حسين .. نخلي فكرتك .. نادي تابع للجنة التنمية الاجتماعية يخدم الجانب الرياضي والثقافي والاجتماعي .. والشباب سيتعاونون معنا عندما نجعل هذه الفكرة نادي .. أكثر من تعاونهم معنا عندما نخبرهم أن لدينا برنامج لقاء شبابي خاص "
تفرقنا وأنا أضرب أخماسي بأسداسي .. وبعد أن حاورت الفكرة الجديدة .. رأيت أنها أنسب من عدة جوانب ..
أولاً) إمكانية الحصول على تصريح رسمي من لجنة التنمية لفتح نادي أسهل من الحصول على تصريح رسمي من مكتب الدعوة لإنشاء لقاء شبابي ..
ثانياً . تعاون الشباب معنا في فكرة النادي ودعمهم المادي لنا سيكون أكثر فاعلية
حينها وافقت على فكرة الأستاذ جابر . وبدأنا نخطط لذلك .. وبعد أيام تقابلنا من جديد وأخبرني أن هناك عدد كبير من الشباب مستعدون لتفعيل دور هذا النادي في شتى المجالات ..
اتفقنا على فتح النادي .. على أن يكون عضواً رسمياً مع الشباب المتطوعين .. بينما أكون أنا عضواً متعاوناً خاصة في مجال اللقاءات الشبابية والكلمات الوعظية والمحاضرات ..وما ذاك إلا لكثرة ارتباطاتي بأعمالٍ أخرى .
قام النادي وتم استئجار الموقع .. وعٌلقت اللوحة .. وبدأ العمل .. ومع بداية العمل بدأ العد التنازلي لانقراض الأعضاء ..
سار النادي برجل واحدة .. خلال فترة سنة أو أكثر مركّزاً على الجانب الرياضي فقط مع تجاهل الجوانب الأخرى الاجتماعية والثقافية التي هي مطلب من مطالب لجنة التنمية لأي نادي يندرج تحت مظلتها ...
وفي العام الماضي ..فاجأني الأستاذ سعد عبد الله بخبر مفاده أن السواد الأعظم من أعضاء النادي يريدون الاستقالة .. وأن النادي أصبح على كف عفريت ..
عقدنا اجتماع ثلاثي بعد لقاءي مع الأستاذ سعد عبد الله بيومين أنا والأستاذ جابر والأستاذ سعد .. ناقشنا فيه أوضاع النادي .. وحاولنا أن نعرف أسباب الانسحاب التي كنت أخشى أن يكون الشيطان قد نسج شباكه ليوغر صدور الشباب .. ولكننا وبحمد الله وجدنا الأمر أهون من هذا .. وأنه لا مجال للشيطان في نقض عرى الصداقة والمحبة والألفة السائدة بين الشباب .. ولكن المشكلة تكمن في أن أكثر الشباب كان يظن أن النادي " كورة " ودورة رياضية .. ومباراة كأس ترتفع فيها أصواتنا تأييداً للفريق الملكي .. ثم نذهب إلى بيوتنا .. ونتوسد القطن والأسفنج تحت رؤوسنا والسلام ..
ثم حاولنا أن نلم الشتات .. فوفقنا الله تعالى بعد إقناع بعض الشباب .. بضرورة تفعيل أعمال النادي من جديد .. حتى نرتقي بمستوى القبيلة الثقافي والاجتماعي والرياضي ..
تم تحديد الهيكل الإداري للنادي .. وبدعم سخي من لجنة التنمية قدره خمسة آلاف ريال .. تم تأثيث النادي وجلب بعض أدوات الألعاب الرياضية التي تعيننا على استقطاب الشباب ..
فاكتظ النادي بالشباب ونفذت بعض البرامج الاجتماعية والثقافية .. وبدأ العمل المنظم للنادي يسير في الطريق الصحيح ..
وما هي إلا أيام حتى عاد الوباء وانتشرت العدوى من جديد فبدأ الشباب العاملين يتأخرون عن حضور الاجتماعات النصف شهرية للنادي .. والتي منها نستطيع أن نضع تصور لأعمال النادي المستقبلية ..
وخلال هذه الفترة .. تم افتتاح المكتب الدعوي بالعرضية الشمالية وتم افتتاح المقرأة الأولى بالعرضية الشمالية .. وزادت أعبائي وارتباطاتي حتى أصبحت لا أوفق بين تلك الأعمال .. حينها جلست جلسة مصارحة مع الأستاذ سعد عبد الله رئيس النادي وأخبرته بعدم قدرتي على المواصلة معهم في النادي لكثرة ارتباطاتي .. فعرض الأمر على الشباب .. فتفهموا موقفي وأطلقوا سراحي ...
حينها كان مرض الانقراض والتسرب من النادي يفري في جسد الهيكل الإداري للنادي .. حتى انقرض الأعضاء من جديد .. لدرجة أنه أصبح من الصعب توفير حتى إيجار النادي .. ناهيك عن ركود الأعمال الثقافية والاجتماعية بل حتى الرياضية في النادي .
وعندما اشتدت وطأت الأمر .. سقطت آخر لبنة في البنيان .. حين قدم الأستاذ علي العاصمي استقالته لرئيس النادي إذ يعتبر أبو عماد بدون أدنى مجاملة الدينمو المحرك للنادي في شتى المجالات ...
وبعد استقالة أبي عماد بأيام .. قابلني سعد عبدالله .. وأخبرني أن النادي أصبح خالياً من الأعضاء ومن الدعم الذي يغطي حتى إيجار النادي ... فرأينا أن يٌسلم النادي للجنة التنمية كمؤسسة رسمية تشرف على الأندية الريفية ..
وقد حاولت أن أجمع لكم أيها الأحباب بعض الأخطاء التي وقعنا فيها .. إما جملة أو تفصيلاً في هذا المشوار الزاخم بالأحداث كما قرأتم في السطور السالفة الذكر ... لا شماتةً أو تشفياً .. فإن العاقل لا يشمت بنفسه وأقرانه وزملائه .. ولكنني أحببت أن أذكرها حتى نجعلها نصب أعيننا في أي مشروع قادم يخدم أفراد القبيلة أو يخدم طائفة معينة منها فنحذر أن نقع في وحائلها .. فرأيت من وجهة نظري الخاصة أن هناك عدة أسباب رئيسية لخصتها فيما يلي
1)البداية الخاطئة عند افتتاح النادي .. حيث أننا زجينا بمجموعة كبيرة من الشباب في مشروع كبير ليس لديهم الخبرة الكافية للتفاعل معه .. وكان يجب علينا أن نصعد السلم درجة درجة .. وأن نركز على جوانب معينه وأشخاص معينين مع تكثيف الدورات فيما يتعلق بأهمية العمل الجماعي والخيري للجانب الآخر .
2)عبارة دائماً أكررها وأرددها .. والعجب أنني أحياناً أقع ضحيةً لها .... " من الحماس ما قتل "
فقد أخذنا الحماس والشجاعة على أن نقدم على مشروع هائل من غير دراسة أو تخطيط .
3)عدم وضوح الأهداف .. وهذه قاصمة الظهر .. لأن أغلب أعضاء النادي .. كانت أهداف النادي غير واضحة لهم.. ولن أبالغ إن قلت أن البعض جاء إلى النادي ثم ذهب وهو لا يعرف ما هي الأهداف العامة والخاصة التي يمكن تحقيقها من وراء إنشاء هذا النادي .
4) نضوب معين الموارد المالية .. ونحن نعاني من هذه المشكلة في كل مشروع نبدأ به .. فبعد أن مُنع جمع التبرعات رسمياً .. أصبحت أغلب المؤسسات الخيرية والتطوعية تسيّر أعمالها .. بما يستقطعه الأعضاء والمتعاونين من مبالغ مالية آخر كل شهر ..
لكننا نصطدم في كثير من الأحيان بانقطاع بعض الأعضاء عن الدعم ونسيان البعض الآخر لهذا الدعم .. الذي سيكتب أجره لصاحبه متى ما صدق مع الله ..
5)سوء التنظيم والتخطيط لعمل النادي .. فلا خطة استراتيجيه بعيدة المدى ولا أخرى أسبوعية أو شهرية ..
تجعل كل عضو في النادي يعرف ما يجب أن يعمله وما يجب أن يستعد لعمله في المستقبل .
6)من الأسباب الرئيسية التي كانت وراء فشل مشروع النادي .. أن بعضاً منا " مبرمج " على شعارات وعبارات مستهلكه .. من التنديد بضرورة العمل من أجل القبيلة .. وطرح العبارات المنمقة والمؤثرة التي توحي بأهمية التضحية والبذل من أجل القبيلة .. فإذا حمي الوطيس وتراءى الجمعان .. وجاء وقت العمل وذهب وقت العبارات والشعارات .. تجد أن النتيجة " لم ينجح أحد " وتجد كثيراً ممن كان يردد تلك العبارات والشعارات .. يتعلل بعلل واهية .. فتدور الدائرة على قلة قليلة .. تسيّر العمل الكبير ، فتكثر الأخطاء ويقل العطاء .. لا تقصيراً من تلك القلة .. بل لأن تكاليف العمل المالية والبشرية تحتاج أكبر مما لديهم ..
هذا ما أحببت أن أطرحه بين أيديكم .. بغية توخي مثل هذا في المستقبل .. ومن لا يستفد من الماضي لا يستطيع التخطيط للمستقبل .. والله من وراء القصد .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم : م ح البحيري .
|
|
|