عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2009, 06:21 AM   #6
النمر المقنع
 
الصورة الرمزية النمر المقنع
 

النمر المقنع سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي

مشكور على الموضوع الجميل صديقي أبو رزان وكفيت ووفيت ولكن لي مشاركة بسيطه في موضوعك الثري عن شاعرنا أبونواس في ضوء دراستي في شعر أبونواس والعصر العباسي.
أحد الدكاتره في كليتنا في القنفدة وهو الدكتور محمد محجوب قد كتب رسالته الدكتوراه في العصر العباسي عامه وابو نواس خاصه.
وقد اطلعنا عن بعض حياة شاعرنا أبو نواس التي لم تتطرق الكتب والمجلدات لذكرها نظرا"لتدني مستوى الأخلاق فيها
وخاصتا"في المجون والخمريات وبالأخص غزله الفاحش الشذ في الغلمان.
فذكر لنا الدكتور بعض قصائده الشاذه في الغلمان وقصصه الغريبه مع الفتيان ولكني لا أحفظها وهي لم تذكر في كتب الشعر العباسي لأن الكتاب والمؤلفين يغضون الطرف عن هذا الجانب من حياته.
وأيضا" ذكر لنا الدكتور أنه كان دائما" يتغزل في غلام أسمه حسان وأكثر غزله كان في هذا الفتى وتجده ينطق بأسمه في بعض قصائده في الغزل بالغلمان.

ويتسع الفحش في غزل أبي نواس الشاذ بالغلمان حتى ليصبح وصمة في جبين عصره.

ومع انحطاط مستوى الشعر في هذا الجانب عند أبو نواس الأ أن ابو نواس قد ابدع ايما ابداع في الوصف والتشبيه وترويضه للكلمات وكان يتفوق أحيانا"بقصائده هذا على قصائد افحل الشعار في عهده حتى أن أبو الملا قال:لو جند ابونواس شعره في خدمتي لأمسكت باطرف الارض عظمتا" وكبرياء.
وهذا دليل على ان ابونوس لديه ملكه شعريه يستطيع من خلالها إذابت قلوب جبابرت الأرض.


وقد فتق لسان أبو نواس وهو في سن السادسه من عمره عندما دفعته امه الى البصرة فحفظ القرأن وأطرافا"من الشعر،وتفتحت موهبته،فأخذ يلهج ببعض الأشعار،وكان مليحا"صبيحا"،
ويقال في أحد قصصة إن صبية وضيئة الوجه مرت به فمازحته،ثم رمت إليه بتفاحة معضضة،فقال على البديهة من أبيات:
ليس ذاك العض من عيب لها@إنما ذاك سؤال للقبل

وكان متدينا" في بدايت حياته فكان يختلف الى حلقات المسجد الجامع يتزود من الدراسات اللغوية والدينية ومن الشعر القديم ومعانيه،
كان أبو نواس تؤذيه سيرة أمه السيئه وكانو يعيبونه بامه فهرب الى الكوفة فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار فتعرف على رفاق مجن وسكر في الكوفه وبدء ينتكس وبدأت حياته مع الخمريات والغزل والغلمان في شعره.

وعندما يذكر أبو نوس فأول ما يخطر على العقل هي أسوأ صور المجون ونقصد غزله الشاذ بالغلمان.

وأبو نواس_ على الرغم من مجونياته _ يعد من أعاجيب عصره في الشعر،إذ كان يحظى بملكات شعرية بديعه،وهي ملكات صقلها بالدرس الطويل للشعر القديم واللغة العربية الأصيلة ، حتى قال الجاحظ: [مارأيت أحدا" أعلم باللغة من أبي نواس]
وأضف الى هذا العلم علما دقيقا" بقوالب الشعر الجاهلي والأسلامي.
ولم يكتف بالشعر واللغة فقد طلب الفقة والتفسير والحديث حتى قالوا إنه:<كان عالما" فقيها"عارفا بالأحكام والفتيا بصيرا"بالأختلاف صاحب حفظ ونظر ومعرفه بطرق الحديث،يعرف ناسخ القرأن ومنسوخة ومحكمه ومتشابهه>

وكان يمتاز أبو نواس بعذوبة الألفاظ العذبه الرشيقه التي تموج بالنعومه والخفه فيؤلف منها مدائحه على شكلة سينيته في الأمين وفيها يقول:
أضحى الإمام محمد
للدين نورا"يقتبس
تبكي البدور لضحكه
والسيف يضحك إن عبس


وكان له حس دقيق وذوق مرهف،يعرف عن طريقهما كيف يختار أرق الألفاظ وأرشقها وأخفها في النطق وأحلاها في السمع،وكان يدنو في ذالك حتى يمس شغاف القلوب

وبعد توبته بدء بتكريس شعره في الزهد والأعراض عن الدنيا ولم تقل روعت شعر ابونواس في الزهد عن روائعه في خمرياته وغزله.
فقد ابدع في كل زهديات وعندما يذكر الشعر في الزهد فأول مايذكر هي زهديات أبونواس


ومن زهدياته:
ياطالب الدنيا ليجمعها@
جمحت بك الأمال فاقتصد

والقصد أحسن ماعملت له@
فاسلك سبيل الخير واجتهد

واعمل لدار أنت جاعلها@
دار المقامة آخر الأبد

وسيظل أبو نواس رمز من رموز الشعر في عصره وفخرا"لشعر العباس لماقدمه من أجمل وأعذب حبال الشعر في كل العصور.



النمر المقنع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس