الموضوع
:
إنفلونزا الخنازير .. رهبة زائفة وعلاج منسي
عرض مشاركة واحدة
11-12-2009, 01:29 AM
#
1
م ح البحيري
مستشار منتديات بني بحير بلقرن
إنفلونزا الخنازير .. رهبة زائفة وعلاج منسي
الحمد لله القائل في كتابه
" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "
والصلاة والسلام على من بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده .. محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
في خضمّ الأحداث الراهنة ، بين غوغائية حوثي بال في إذنيه أحفاد كسرى .. وبين جهود مباركة يقوم بها حكام هذا الوطن الغالي على قلوب المسلمين أجمعين للسيطرة على وباء حمى الخنازير ، وبين اقتراب موسم الحج ورهبة الوقوف في زحام منى في جو قد لا يبدو نقياً من هذا الوباء .. وبين جلجة الجرس
الفارسي بيد فضيلة الشيخ العرور .. الذي كشف سترهم وفضح أمرهم فما أفاقوا من هول الفضحية إلا بردة فعلٍِ ساذجة .. حينما ظنوا أنهم سيجدون الميدان أمامهم فسيحاً في أرض منى أو عرفات ليعبروا عن حبهم وولائهم لآل البيت بطريقتهم الكاذبة .. بين هذا وذاك .. أطل عليكم اليوم من هذه النافذة الصغيرة .. امسح بيدي خيوط العناكب المنسوجة على صفحات قلمي .. لأكتب لكم عن تلك الرهبة التي حلت في قلوب الملأ .. بعد تفاقم الوضع الحالي لمرض إنفلونزا الخنازير ، وتضارب الآراء والأقوال بين مؤيد ومعارض لمدى جدوى اللقاح الجديد في استئصال شأفة هذا الوباء .
أتيت لأتحدث حديثاً غير جديد على أحد .. بل قد يكون معروفاً لكل أحد .. لكنها الذكرى تجعل من قلمي دليلاً ومرشداً لمن تاهت به الطرق في ظلمات الأحداث .
ولو تأملنا كتاب ربنا جل وعلا لوجدنا أن الله تعالى قد بين لنا قبل أن نبحث عن لقاح أو دواء عن سبب العلة والداء .. ومتى ما وضعنا أيدينا على طرف الجرح أصبح من الميسور أن نحفظ بؤرته أن تُنكأ .
فقد قال ربنا جل في علاه في محكم تنزيله
" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس "
فلماذا ظهر هذا الفساد ؟
" ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "
فما ابتلاهم الله بنقص الأموال أو الأنفس أو الثمرات إلا بسبب ما قدمت أيديهم ..
ولا فضل لنا أو وجه شبه بيننا وبين أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم . فحينما اصابهم الهم والغم في أحد ، بعد الهزيمة ، عاتبهم الله تعالى بقوله
" أولما أصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم أنى هذا .. قل هو من عند أنفسكم "
وقد دلت السنة المطهرة على هذا دلالة واضحة ففي حديث الرهط الذي رواه بن عمر .. قال لهم صلى الله عليه وسلم
" ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا . "
أو كما قال صلى الله عليه وسلم
فنحن سبب ما حل بنا ليس لنا علة إلا أنفسنا .. فليت شعري متى يستيقظ الغافل ويعلم الجاهل ويتذكر الناسي ويتوب الغارق في بحر المعاصي ..
فإن كنا قد تشاكينا هول الوباء وسفكه لأرواح الأبرياء .. فوالله ما تشاكينا عظائم الذنوب والمعاصي التي أدركت في قلوبنا المبيت
والعشاء
.. وكل أدرى بمثالب نفسه .
ثم زاد حالنا سوءً حين تعلقت قلوبنا بغير الخالق للداء والدواء .. فتناسينا عبثاً قوله تعالى
" وإذا مرضت فهو يشفين "
على نقيض ما كان ينبغي لنا أن نفعله .. من اللجوء إلى ربنا وتسليم الأمر له .. ثم الأخذ بإسبابه ..
وشتان بين حالنا وحال صحابة رسول الله الأبرار .. حين هجمت عليهم جموع القبائل بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب إذ قال عنهم ربهم
" ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، وما زادهم إلا إيماناً وتسليما "
وقبل هذا الموقف العظيم والتوكل الصادق .. كان كربهم أشد في موقعة أحد فما أن أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي للهزيمة بملاحقة قريش إلا وقد نفروا خفافاً وثقالاً .. على الرغم من أن القائد الأعظم قد أصدر أمره ألا يخرج معه لملاحقة الكفار إلا من قد شارك في المعركة في اليوم السابق .. حينها قال لهم الناس
" إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم "
فماذا قالوا
" فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل "
وماذا كانت النتيجة
"فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله "
فأي تعلقٍ هذا وأي توكلٍ هذا .. جيشٌ مهزومٌ مكلوم . يأبى إلا أن يُرى من حوله صدق توكله على خالقه ، حتى في أحلك الظروف ، فيأتيه النصر الرباني والعزة والتمكين ممن لا يعز ولا ينصر سواه .
نحن في حاجة أيها الأحباب في ظل الظروف الراهنة إلى يقينٍ صادقٍ وتوكل كاملٍ عليه سبحانه
حينئذٍ نتشرف بقول ربنا
" ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه "
نحن في حاجة أيها الأحباب قبل أن نعالج أبداننا أن نعالج قلوبنا من آثار الذنوب والمعاصي .. وأن نتفقد أنفسنا بين الفينة والفينة خوفاً من أن ندمن كبائر الذنوب والموبقات فتكون في أعيننا أدق من الشعرة في العجين .
نحن في حاجة لأن نتناصح فيما بيننا
" من رأى منكم منكراً فليغيره .... الحديث "
ولا حكر لأحد في قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فكل مسؤول عن جانب وبقدرمعلوم .
وبعد هذا الأمر والنهي تأتي قضية التربية الذاتية لأنفسنا وأخلاقنا كل مسؤول عن نفسه
" يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم "
نحن في حاجة لرفع حرارة الإيمان في قلوبنا .. فالإيمان في القلب كموقد الجمر إذا حركته زاد لهيبه وتحرك شراره .
فمتى ما حققنا هذا ، تكون أنفسنا قد جسرت إلى منازل الشفاء ومواطن الدواء ..
على ألا نغفل عما جعله الله تعالى في أرضه وبين خلقه ، من أسباب الوقاية أو أصناف الدواء ليكون خير سبب لنا في تجاوز المحنة والنفاذ من عنق الزجاجة ..
ولن أبرح قبل أن أرخي أطناب خيامي .. أن أذكر إخوتي وأحبتي بسبل الوقاية من هذا الوباء وغيره .. وفق ما جاء في كتاب الله العزيز أو في سنة رسوله الكريم ..
فأما الكتاب العزيز فكله دواء .. ولا أنيس في وحشتنا ورهبتنا أفضل من كلام ربنا .. ولا شفاء لوجل قلوبنا خير من آي الذكر الحكيم
" يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدى ورحمةٌ للمؤمنين "
" وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين "
فما لنا عن الذكر معرضين .. عكفنا على كلام البشر .. وزهدنا في كلام رب البشر .. حتى علا التراب رفوف المساجد .. ونهشت دابة الأرض حروف الأسطر والصفحات .
وأما من السنة المطهرة ..
فقد جاءت الآثار النبوية الدالة على ما يحصن به الإنسان نفسه من الأوبئة والأمراض ، بل حتى من العين والسحر
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ..
أن من قرأ المعوذتين والإخلاص ثلاثاً صباحاً ومثلها مساءً كفته من كل شئ
وجاء عنه كذلك أن من قال
" بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم "
ثلاثاً صباحاً ومثلها مساءً لم يضره شئ وفي رواية
من قالها ثلاثاً صباحاً لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي ومن قالها ثلاثاً مساءً لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح
..
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أن من قال
" حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "
سبعاً صباحاً وسبعاً مساءً كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة .
ومثل سابقه ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في دعاء الخروج من المنزل ، فمن قال عند خروجه
" بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله . قيل له هديت وكفيت ووقيت ، وتنحى عنه الشيطان "
نسأل الله تعالى لنا ولكم العافية في الدنيا والآخرة .. إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم : م ح البحيري
م ح البحيري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى م ح البحيري
البحث عن كل مشاركات م ح البحيري