السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً أهلاً بالاستاذ القدير الرائع المبدع أبو غانم الفيلسوف القاريء المطالع النهم لكل ما يدور حوله. قرأت مقالات عدة في الفن المقارن بين الثقافات الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولم تعثر قدمي على أبلغ وأجمل من ما خطته اناملك، اقولها بصدق فلقد تبدى لي نظرتك الميكروسكوبية ولقد عجبت أيضاً كيف لموضوع قد لمّ الدقائق والتفاصيل أن يتُجاهل من قبل الأعضاء أو أن لا يعطى ذات الاهتمام الذى يعطى لمواضيع صلفة أشبه ما توصف بالتافهة. إن كنت ترى وتتعجب من عزوف البعض عن تناول ما نسجته اناملك، فلربما غاب عنك أن ما أقتنصته من سقطات نعيشها في بلادنا قياساً بالدول المتقدمة هي حقيقة مرة في نظر البعض. فهي ذات الحقيقة التي اشتكى ويلاتها الأديب هاري ترومان عندما قال: (إنني لم أعكّر صفو حياتهم أبداً, إنني فقط أخبرهم بالحقيقة فيرونها جحيماً)
عزيزي أبو ياسر كم هو جميل أن نكتب ونقارن وكم هو اجمل أن نضع للحقيقة مطالب نراعيها في مناحي حياتنا، ولكي لا اطيل دعني اعلق بنقاط بسيطة على بعض الاقتناصات البديعة التي سلطت الضوء عليها، فأقول وبالله التوفيق موضحاً
العقل والمؤامرة
اهتمامنا وإنشغالنا ببعض الدقائق البسيطة في الدين أمر سائد يا عبدالله بل تعدى ليصل إلى أن نهمل واجباته وفرائضه، فترى بعض الممخرقين يتسائل: "هل المشبك حرام في الطواف؟ أم "هل قص الشعر يفطر في رمضان؟" وتجده في المقابل تمثالاً يجسد الكافر في نظر بعض العلماء فيترك الصلاة ويضيعيها ويعق والديه ويشرك بالله، وأكاد أجزم يا عزيزي بأن هذه الظاهرة متفشية نوعاً ما في كل مكان وعسى الله أن ييسر للأمة رجل نبيه يقدم العقل على العاطفة العميقة فيعقل كل ما يجب تقديمه في سبيل امته، ودعني اضرب لك مثالاً، فهناك من المتفيهقين من يحاول تحجيم الأمور وخلق مؤامرة غربية تستهدف الاسلام فتجده يصنع من كلمة "برب" التي يستخدمها الغرب بمعنى "بي رايت باك" مثالاً صريحاً واقعياً على استهداف الغرب لصحوتنا ونهظتنا، كل ما هنالك أن صادفت اللفظة لفظة أخرى في لغتنا وبدأنا كالعادة نقدم العاطفة على العقل ونرسم للآخرين المساكين من الطلبة وكبار السن صورة موحشة تجسد ذلك البعبع الغربي الذي يريد استئصال الاسلام. في نظري وتقديري الصريح الذي لا يخالجه شك أن إن كان هناك مؤامرة ينبغي أن يصدح بها فلنصدح بمؤامرة يقودها المسلمين ضد المسحيين كذلك، ولدي على هذا دليل يدل قطعاً على أننا نحن المسلمين من يحيك المؤامرة ونحن من نستهدف المسيحين. المؤامرة الغربية يا عزيزي شيء هلامي بلا عظام نصبه بعض الناس في عقولهم وأدعو أن القيادة المسيحية هي وراء كل هذا الصخب في بلداننا الاسلامية.
ليلة سكر
القضية الثانية التي اشرت إليها حساسة جداً بل هي الحقيقة فتكاد الاخلاق تعدم بل قد اعدمت في بعض رقاع منطقتنا لدى عدد لا يستهان به ممن تجردوا من هوية المسلمين النبلاء بإمتهانهم الشتام والسباب، فلقد عشت بضعة اشهر في أمريكا لم ينغص حياتي رجلاً سبني أو أمرأة اعترضت طريقي أو حتى مؤامرة حيكت ضدي، بل أنهم يفعلون المقابل. فتجدهم يثنون بعض المسلمين ممن اتخدتهم أهوائهم مطايا عن ارتكاب معاصي وذنوب في حق الاسلام. فتجد الامريكي او الامريكية تقف ضده وتذكره بدينه الاسلام ووجوب الالتزام به. دعني اضرب لك مثلاً يبين ما أقول، دعيت أنا وزميلي غير مرة إلى مائدة طعام لدى مجموعة خيرة من الامريكين والامريكيات فلما فرغنا من تناول الطعام شرعوا في صب النبيذ أمامي فقدموا لي كوباً تفضلاً وكرماً من جنابهم، أخبرتهم بأن ديني الاسلام يحرم المسكر ورفضت استلامه، فما كان من الامريكي إلا أن يستجيب لمطالبي ويحترم ديانتي. ثم ما إن جاء صديقي الآخر ورآهم على ما هم عليه من شرب هرع إلى المسكر فأختطفت أحدى الأمريكيات الكأس وأبت إعادته إليه، فلما سألها صديقنا عن سبب ذلك، قالت "دينك الاسلام يمنع ذلك فلا يسمح لك بالشراب هنا"، عندها خرجنا أنا وزميلنا واتجهنا لستار بكس وكفانا الله شر تلك الليلة. حينما كنت يا عزيزي عبدالله بالسعودية حذرني بعض الأعزاء من مغبة دس السم في العسل بأية وسيلة لإخراجي عن الإسلام وكأن الخروج عن الدين هو من أولى اهتماماتهم. هكذا صوروا لنا الغرب الطيب رحب الذراع وهكذا شوهوه لدرجة أن البعض بدأ يمنع مخالطتهم. عزيزي عبدالله، ورغم ما ذكرته من قصة فإني أؤكد أن ثمة امور قد تعترض الشخص في حياته قد يرسم على اثرها نظرته للأمور وللغرب بشكل عام فلا يتعجب شخص معين حين يجد ما يخالف قصتي هذه فما هي إلا قصة فردية خضت غمارها ورأيت ما يكتنفها من حقائق، ناهيك عن قصص أخريات لا يتسع المقام لذكرها لكثرة ما أود أقوله تعقيباً على موضوعك.
الدين وخطر يهدده
عزيزي أبا ياسر لا يمنع أن نطبق الدين في جميع حياتنا بل جميل ان نثبت للعالم أن الدين الاسلامي ديانة ظهرت من رحم العلم والمعرفة منذ أربعة عشر قرناً، لكن الصاخة الطامة أن نغالي ونتطرف في ترسيب هذه التعاليم في كل أمورنا قسراً أو في بعض العلوم التطبيقية التي لم يشكل الاسلام علاقته معها بعد لحكمة يريدها الله. فلتحقيق هذه المطالبات طفق الناس - جاهلهم وعالمهم - في تضمين الدور الديني في كل علم فدونك معلمة فيزياء كانت تشرح علوم الفضاء فأرادت أن تلوي عنق الدين رغبة في خلق روحانية ليست في مكانها فقالت مدعمة إعجاز القرآن من الناحية الفلكية أن الله قال " يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان" فجهلت المعنى اللغوي المختبيء وراء كلمة سلطان، فقالت سلطان المقصود في هذه الآية هو الأمير سلطان بن سلمان فيما أعتقد أول رائد عربي إلى الفضاء. كم هو جميل أن نرسم علاقة ولكن تلك التي على اتساق مع معنى الآية لدى ابن كثير وغيره من المفسرين، وكم هو جميل أن ندخل الاسلام في علوم الفلك ولكن ذلك التضمين الذي لا يوحي بجهل المتحدث بمعاني الكلمات، وكم هو جميل أن ندخل الدين في الفلك ولكن ليس بطريقة ساذجة غريبة لا يستسيغها العاقل الحصيف. القرآن يا اخوة قد اثبت يوماً بعد يوم رسوخ قدمه في العلوم المجردة في العالم، فلماذا نحتاج إلا أن نختلق امور قد تشوه القرآن أو تحد من قيمة لدى العلماء في الغرب. نحن بحاجة لنقدم عقولنا ونضعها نصب اعيننا، فلابد أن نبصر العقل أمامنا ونحن نفكر ونحلل أي أمر وإلا انهار الدين الذي تنبأ بضياعه الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذكر الرويبضة الذي يهرف بما لا يعرف في امور الدين والعامة.
الجمعة والمقيمين
بخصوص قضية يوم الجمعة، فرغم قدسيته وروحانتيه إلا أن بعض المستبدين ممن لا يخاف الله جعل منه قطعة من العذاب يلقمها المقيمين في هذا البلد الطيب، فتجد أخواننا في القبيلة يا عزيزي عبدالله خلطوا الدر بالبعر فهذا يصرخ بأن الاجانب يستحقون صفعة طلب لقمة العيش، وينادي الآخر بأن الأجانب "كذابين ولا تطعيهم وجه" ويؤكد الثالث "بأنهم مجرمين وسفاحين وأشغلهم بالمتاعب"، الكل يصرخ الاجانب الاجانب فنسوا أن لهم من الحق ما لنا من حقوق، بل حتى لفظة اجنبي هي بحد ذاتها سقطة لغوية ركب موجتها بعض الجهلة فليس السوداني اجنبي وليس اليمني اجنبي إنما هم عرب امتزجت دمائهم بدمائنا، فإن لم نولي الاهتمام الديني لأخواننا المسلمين سواءاً الأعجمي أو العربي فلعل الحاجة قائمة لمنحهم الاهتمام القومي على أقل تقدير. عزيزي عبدالله، مساكين هؤلاء الضعفاء ممن طرحتهم صروف دهرهم بين ايدي أناس أنكروا مباديء الرحمة والشفقة، أنظر معي للحال السائد في القبيلة وانظر معي لحال الجالية اليمنيه، اسأل الله أن يعفوا عن كثير وأن يصلح حالنا وحالهم اللهم آمين آمين.
أتحرمون ما أحل الله
تعليقاً على قضية التعرف قبل الزواج، فرغم ما لها من مساؤي وصور توحي بالإنحلال الاخلاقي، فإن بإمكانها أن ترى طريقها وتسود بقبيلتنا من منظور اسلامي. يا عزيزي عبدالله بعض الناس حرموا ما أحله الله عز وجل فلا يوجد نظرة شرعية تسبق الزواج إطلاقاً والرسول صىل الله عليه وسلم قال في احد احاديثه موصياً "انظر إليها فإنه احرى أن يؤدم بينكما" أو كما قال، قد تتعجب من كلمتي أنهم حرموا ما أحل الله عز وجل ولكن انظر لها من زاوية منصفة ستجد أنهم يحرمون ما أحل الله، فتجد البعض يحرّم ويقول "حرام بالله إنه ما يشوفها إلا وقت الدخلة" أو يقول "طلاقٌ ما يشوفها" أو كلمات من هذا القبيل نستشف منها أنهم حرموا ما أحل الله ولا غضاضة من الاستزادة يا عزيزي بالرجوع لرأي العلماء فيمن يحرم ما أحرم الله. قد لا تسمع عن تلك الفئة من الناس فإن كنت لم تسمع فاسمع.
المرأة ضعيفة
خصلة احمدها في مجتمعنا أن آبائنا يمدون لنا يد العون حتى وإن تجاوزنا سن البلوغ رغم تحفظي الشديد حول فائدة اعتماد الشاب على نفسه لقضاء امور حياته، أو حتى اعتماد المرأة على نفسها في انهاء امورها. يا عزيزي يا عبدالله، أريد شن سؤال خطير ارجو التصدي إليه!!! ماذا يقول الناس في بنت شابة عمرها عشرين سنة خرجت إلى مطعم واشترت لأخوانها غداء أو عشاء؟ ماذا سيقولون؟ لا أريد أن أخبر ما سيقولون فأدنى ما سيلتصق بها بأنها امرأة غير محتشمة ومؤدبة تخرج أمام الناس وتقضي حوائجها، وإن نجت من مقصلة العقاب فستسقط الملامة على رقبة اخوانها ممن لم يعينوها في شئون حياتها. ما رأيك في شابة تسكن بجوار سوق العامري في نمرة وتذهب تشتري ما يحلو له لوحدها؟ هل هي أمرأة غير محتشمة؟ إن كنت تقول، قطعاً لا، فلتعلم أن هناك من ينظر لكل امرأة تقوم على قضاء حوائجها كأمرأة أقل درجة من يلزمن بيوتهن. هل نساء العصر الذهبي في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يلتزمن بيوتهن أم انهن كانوا يخرجن ويقضين حوائجهن بأنفسهن. امرأة عبدالله بن مسعود كانت تعمل وكانت تخرج وذهبت إلى الرسول واشتكت أن لا عائل لها إلا عملها، فأثنى الرسول عليها ووعدها بالخير المنيف يوم القيامة واشاد بفعلها ولم ينكر عليها. اسماء بنت ابي بكر كانت تذهب بالطعام إلى الغار، كم كان عمرها وقئتذ، تخيل امرأة شابة بحيرية بعمرها في القبيلة شقت طريقها إلى الوادي لأيصال الطعام إلى والدها الذي يعمل في المزرعة؟ ماذا سيقول الناس عنها؟ ماذا سيقول عنها البعض؟ بيقولون والله شفنا بنت فلان بن فلان راحت الوادي لوحدها مذا معها هناك؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الناس يا عبدالله صنعوا من المرأة شماعة يعلقوا بها شكوكهم، الناس يا عزيزي عبدالله سحبوا حقوق المرأة التي اعطاها لها الرسول، الناس يا عبدالله همشوا دور المرأة تماماً بكل ما تعنيه كلمة تماماً وغيبوها عما كانت عليه وقت الرسول صلى الله عليه وسلم. صدق أو لا تصدق فهذه الحقيقة المرة التي أن الآون لذكرها. وهذا موضوع سأطرحه في مشروعنا القادم بإذن الله.
الأسود والأبيض والحب الخفي
قضية اختيار الزوج للزوجة فهي الطامة، لا اريد أن اطيل في هذا الجانب لأنني أفردت له موضوع مستقل في مشروعنا ذكرت فيه كيف أننا ندعي الاسلام ولا نطبق مفاهيمه وتعاليمه؟ فتجد من العار أن يزوج الرجل الابيض رجل اسود والعكس وهذا يتنافى مع تعاليم الدين الاسلامي. لا يهمني ما إذا كان يتزوج الابيض امرأة سوداء أو الأسود أمرأة بيضاء، ما يهمني وجوم بعض الدعاة عن التعرض لهذه القضية فقط لأن جذورها تضرب في عاداتنا وتقاليدنا، فهناك فئة في الواقع ارى ان يتسموا بالعاداتي إذا سئلوا عن هوياتهم الحقيقية. هذا الموضوع تحللت منه الحضارة الامريكية منذ زمن وقد يصعب التحلل منه في يوم وليلة في مجتمعنا ولكن بالتوعية الاسلامية سيتقبل الناس الموضوع بصدر رحب دون شجب واستنكار. الحب كان سائد في عصر الرسول وقصة مغيث وبريرة دليل على ذلك – وتراني شبعت من تكرارها لعلها معروفة - من يجرؤ الآن أن يقول احب فلانة بنت فلان ولا يثرّب عليه أحد؟ من يجرؤ ويكون صادق في حبه ويريد من خلاله الزواج؟ في السابق كانوا الناس يعرفون المتحابين واليوم اصبح الحب بالخفاء ولعل حب الخفاء هو احد وأبرز دواعي انتشار الرذائل بين المتحابين، فأصبح الحب الخفي ماركة تجارية تشير إلى انخراط المتحابين في ما حرم الله. في نظري لو تركنا الناس بحرية مطلقة يصدحون بمن يحبون من نساء لما تجرأ المحب أن يقع فيما حرم الله مع المرأة بل لا يستطيع أن يتركها ويتلاعب بمشاعرها عبر الاجهزة النقالة، هذه قضية شائكة بإذن الله يا ابو غانم سأتحدث عنها في مكان آخر. سنكون أنا وأنت بإذن الله تنويريون بما يتماشى مع شرع الله وسنة نبيه دون أن نفتئت على حدوده وأوامره. قد نختلف ولكن قلوبنا تأتلف.
قيادة المرأة للسيارة
قرأت تعليق واستنبطت منه ما ترمي إليه ولا أريد أن اخوض في هذا الموضوع لأن هناك من تصدى له سواء من المسلمين والمتأسلمين، فأرى بصراحة يا عبدالله إن السيارة ليست تلك العقبة وليست ذلك الأمر المحرم في حق النساء. برأيك أي محرم ستقترفه المرأة بمجرد أن تقود السيارة؟؟؟؟؟ السيارة حرمت قيادتها درءاً للفتنة والفتنة يا عبدالله فاحت ريحتها في كل مكان بلا قيادة، وهناك من هم في اشد الحاجة لقيادة السيارة وقد امتنعت القيادة عنهم خوفاً من الفتنة كما يدعي البعض. أهل البادية بنات قبائل ليس أقل تورعاً ومحافظة من البنات في السعودية يقودون السيارات. المشكلة في الاعراف المقيتة، لو تركنا المرأة تقود السيارة وتقاسي مشاكلها من بنشر وتعطل وبنزين فلن تفكر في القيادة، فهي في نظري دافع غريزي للتجربة بل لو سمح لكل البنات في السعودية أن يقودوا السيارات لن يقودوها كلها بسبب الأعراف فقط. بالنسبة للمواد التي ذكرتها فهي مهمة رغم تحفظي بشأن النحت إن اريد به تصوير الكائن الحي. بالنسبة للموسيقى فلها ضوابط بل أنهم غرسوا بعقولنا أن القرءان لا يجتمع مع الغناء. إن كنتم في شك من هذا فدونكم محمد رفعت ومصطفى اسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد ومحمود خليل الحصري ومحمود علي البنا وعلى الضباع، أسألوهم عن روعة الموسيقى يجيبوكم بالإيجاب. فالشيخ محمد رفعت هو افضل الاصوات المصرية كما اشار بذلك مؤرخو الموسيقى العربية وكان قد سبق كوكب الشرق ام كلثوم في الترتيب بل كان يحتفظ باسطوانات بيتهوفن وباجنيني وموزار.
الدراسة وحرية التعبير
بالنسبة للقضية الدراسية فهي من اولى اهتماماتي وكتبت عنها كثير من فرط اعجابي بهذا الاسلوب الرائع الذي يتخذه معلموا الغرب عن غيرهم من العرب. كتبت عن هذا مقالة امتداد لسلسلتي النقدية بعنوان "المعلم البحيري تحت الدراسة والتدقيق" وسيظهر بإذن الله العمل في سلسلة متتابعة في غير المنتدى. هناك تجارب كثيرة لي تعرضت لها في المدرسة وتعرضت لها في الجامعة وهنا بأمريكا، سأذكر كل ذلك بكل انصاف وحيادية وبلا مجاملة. هنا، باب حرية التعبير على مصراعيه مشرع للجميع ولمن يريد أن يتسائل، بالنسبة لحالنا في الديرة ستعرف رأيي عن ذلك لاحقاً بإذن الله بشيء من التفصيل والتوضيح. ستتعرف بإذن الله لدواعي تهافت المبدعين لدينا بالمدرسة.
الابتسامة والعمل
الابتسامة كما ذكرت لديهم جميلة حتى ان البعض من فرط مبالغته قال "جلست امام المرآة طويلاً احاول اقلد بسمتهم تطلع بسمتي من دون نفس" فهي كما ذكرت عادة خلقوا عليها. بالنسبة للعمل فنحن متكلين كما ذكرت على العمال وحبذا ان تذكر لنا قصتك الطريفة مع السوداني وقت الطفولة. بالنسبة لرياضة المرأة فيمكن بشرط أن تكون مع ضوابط شرعية واضحة تراعي حدود الله وتحترمها ولا تتجاوزها كأن يكون هناك ملعب مغلق كما هو في مدرسة الفائجة للبنات وفيه سلة وتنس وكرة قدم وأي شيء. أشعر سيكون هناك متعة لدى البنات لو تم ذلك، فالرياضة تعرف بالوناسة والمتعة. يا حظكن!
أخيراً
آثرت أن اركز في هذا المنتوج على نقاط الضعف لدينا وتجاهلت نقاط الضعف لديهم وذلك لسببين: السبب الأول أننا نعيش حالة واضحة من الرضا بالمجتمع وهذا الرضا سيفضي إلى امتداح ما نحن عليه وبمديحي سيذهب الرأي مديحاً دائماً، والسبب الثاني أن سقطات الغرب تحدث عنها الكثير من المسلمين والمثقفين وليس لنا اعادة ذكرها. وقد لا أعود لمناورة التعقيبات على بعض نقاطي لأنني أتيت تلبية لطلب عزيزي ابو ياسر الذي ابدع في سرد نقاط موضوعه والذي ارفع له اجلالاً قبعتي أو شماغي كما يقول صديقي هزاع سعيد تأييداً للوطنية والمواطنة.
وقفة تأمل: من الغرابة بمكان أن تعيش الحقيقة في قلب من لا يقدرها.