الموضوع
:
" جفاء أبناء القبيلة عن تحصيل العلم الشرعي .. مشكلة .. تنتظر الحلول "
عرض مشاركة واحدة
09-28-2009, 11:04 PM
#
39
أبو حسام
رد: " جفاء أبناء القبيلة عن تحصيل العلم الشرعي .. مشكلة .. تنتظر الحلول "
الحمد لله القائل (
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما
أريد منهم من رزق
وما
أريد أن يطعمون} [الذاريات
يسرني تسجيل شكري واعتزازي بأخي م ح البحيري الذي دائما يفتح لنا الباب الذي نحن في حاجة ماسة لفتحه من خلال أطروحاته ونقاشه الهادف البناء وأختلف مع هؤلاء المعارضين للتعمق في العلم الشرعي فلو نظرنا بتمعن في معنى الأية السابقة لوجدنا الجواب الشافي يا شيخنا العزيز. وهذا لايعني إغفال بقية العلوم فهي مكملة للعلم الشرعي والعلم الشرعي ينادي بتعلم جميع العلوم كل إنسان حسب إمكاناته وقدراته العقلية والعلمية والمادية وحاجة وطنه لتعلم هذه العلوم .
فهذه الآية تكلمت عن العِلّة التي خلق الله تعالى الناس لأجلها وهي العبادة، العبودية.. فكما أن هناك أرض معوجة هناك نفس معوجة. وحتى تسمى عبادة تحتاج لمشقة وقسوة في التعامل ومغالبة لأن طبيعة النفس ليست معتدلة ومستوية لكنها متعرجة وتحتاج إلى تدريب لذا لو نظرنا إلى أي نوع من العبادات نجد اسمها طاعات وسميت طاعات لأنه تطوع النفس. هذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن. المؤمن يعرف ما سبب وجوده في الدنيا أما غير المؤمن فلا يعرف فيقول مثلاً: جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت وغير هذا الكلام. المؤمن يعلم من أين جاء وإلى أين هو ذاهب من قوله تعالى
(
إنا لله وإنا إليه راجعون
)
كلمة راجعون تدل على أنه عاد إلى مكانه الأصلي بعد أن كان في مكان آخر
.
فمكاننا الأصلي عند الله تعالى وسنرجع إليه وهذه حقيقة يجب أن يعرفها كل الناس،ويجب أن تقال لكل مريض ليصبر على مرضه ولكل طائع ليصبر على طاعاته وعبادته لأن الطاعات تحتاج إلى تدريب. والمخلوق منتظر أوامر الله تعالى الذي أوجده للطاعة والعبادة لذا قال تعالى
(
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
).
أنت لك نقطة إبتداء ونقطة إنتهاء وسترجع إلى الله تبارك وتعالى وهذا معنى الآية
(
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ
(6)
الإنشقاق) كادح أي ذاهب ومقبل على ربك إقبالاً وساعٍ إليه سعياً فملاقيه
.
الناس لا تدري إلى أي الأمور هي مقبلة والدنيا فاتنة ولا قيمة لها. أنت مخلوق للعبادة. والبعض يقول العمل عبادة وهذا ليس حديثاً، صحيح العمل عبادة لكن في غير أوقات العبادة لكن إذا تعارض العمل مع العبادة فلا بد أن تقدّم العبادة على العمل لأنه تعالى (إلا ليعبدون) ولم يقل إلا ليعملون أو ليتنزهون أو يتاجرون أو غيرها. خلقنا الله تعالى للعبادة والعمل هو وسيلة للعبادة لذا جاء بعد قوله
(
إلا ليعبدون
)
قوله
(
ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون
)
لأن الله تعالى علم سبحانه بم سيحتج الناس ليتركوا العبادة، سيحتجون بالعمل ويتركون العبادة فقال تعالى لا تتوقع أنك ترزق بالعمل وإنما ترزق بطاعتك لله وبمشيئة الله
(
كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا
(20)
الإسراء). ويقول الشافعي
:
تموت الذئب في الغابات جوعاً ولحم الضأن يرمى للكلاب
ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء، فهو سبحانه يرزق المؤمن والكافر
.
أنت مخلوق للعبادة والله تعالى يرزقك لأنها إرادته فلا تحمل همّ رزقك لأنه تعالى قال (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون). فلما يقول تعالى
(
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
)
اعرف لماذا خلقك الله تعالى وأي إنسان لا يؤدي العبودية لم يعرف السبب والعِلّة التي خلقه الله تعالى لأجلها وهذا بلاء ونراه في ممارسات البعض كل يوم فالذي يدخل المسجد ويتحدث في هاتفه ليبحث في صفقة هذا ما فهم معنى العبادة والذي في يوم عرفة يسعى لإتمام صفقة ما فهذا لم يعرف معنى العبادة والذي يتحدث في هاتفه خلال الطواف يصف لأهله ما يفعله هذا ما فهم معنى العبادة
!
يقول تعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملاً صدرك غنى
(
ليس مالاً وإنما إستغناءً) وأسد فقرك وإن لم تفعل سلّطت عليك الدنيا فأنت تركض فيها ركض الوحوش في البريّة ولا ينالك منها إلا ما قسمت لك. وهذا لا يعني أن تستقيل من وظيفتك لكن معناه فرّغ قلبك لعبادة الله تعالى من شوائب الدنيا واقطع علاقتك بالدنيا
.
نحن خلقنا لعبادة الله وعبادة الله تعالى هي حبل النجاة الوحيد الذي يوصلنا إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى وعندما يقول تعالى
(
إلا ليعبدون
)
الملائكة جُبِلت على عبادة الله أما أنت فأنت مختار أن تعبد الله وأن تتجه إليه
.
وكذلك لدي تعليق بسيط على الأخ الذي يقول السبب في عدم تعلم الإنسان أمور العبادة فإنني اقول له صحح معلوماتك فإن المدرسة هي الأساس لأي علم سواء العلم الشرعي أوغيره من العلوم بشرط أن يكون لدى المتعلم القدرة على ممارسة ماتعلمه في أموره الحياتيه ولكن للأسف نجد كثير ممن يتلقون العلم والمعرفه في المدرسة بمجرد انتهاء الاختبار يدفن العلم الذي تعلمه في قاعة الامتحان لأن هدفه النجاح وليس مع النجاح العبادة أخي الفاضل نأمل التأدب في الحديث عن مدارسنا وتذكر القول من علمني حرفا صرت له عبدا ولاأريد تعقيدات في التعقيب لكي لاتأخذ منحى آخر فمدارسنا غنية عنّي أو عن غيري كي يدافع عنها لأن رسالتها جلية وواضحة لمن أراد ذلك ومن أراد أن يصفها بغير ذلك فما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من العابدين وأن يجعلنا من أصحاب الرزق المقيم وأن يرزق قلوبنا الخشية له وحده وأن يعيننا على طاعته برحمته إنه هو السميع العليم وصلّ اللهم وسلم وبارك على خير المتعبدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.
أبو حسام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أبو حسام
البحث عن كل مشاركات أبو حسام