السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و آسف ع التأخير
موضوع جميل و يستحق الوقوف عليه
ادهشتني كثرة الردود ما بين مؤيد و معارض
و كل له الحق في ابداء وجهة نظره
و الأراء كثيرة و النقاط أكثر
و لكن حسبي ما سأتذكر فقد لخبطت اوراقي
رياح المعركة
و من هذا المنطلق سأدلوا بدلوي
و ان كان اصغر الدلاء وأقصرها
فأقول مستعيناً بالله
ان العلم الشرعي ضرورة ملحة لكل مسلم
مهما كان تعليمه أو منصبه
فطالب الثانوية و حامل الدكتوراه سيان في ذلك
و الاسكافي و الطبيب كلاهما كذلك
اخي م ح البحيري لم يقل في كلامه اتركوا الهندسة و الفيزياء
و اللغات الأجنبية و أتجهوا للعقيدة الطحاوية و مبادئ الجرح و التعديل
بل يقول نحن بحاجة لطبيب و مهندس و طالب عالم شرعي
نعم نحن بحاجة لمن يعلمنا امور ديننا ولا نقول اننا نعرفها لأننا لم نؤتى من العلم الا قليلا
كلنا نصلي و لكن الكثير لا يعرف احكام الصلاة اركانها و واجباتها
و كثير منا من يشكل عليه امور في الصلاة يبحث لها عمن يحلها له
أنا لا انكر فضل الاشرطة او الكتب او الانترنت. و لكن ماذا لو كان صديقك
القريب لديه العلم الشرعي..ألن يغنيك عن البحث عن معلومة قد تطيل البحث عنها
و ماذا لو كنت انت تمتلك العلم الشرعي..أليس ذلك أفضل لعباداتك و معاملاتك.
و كيف تكون انت أو صديقك ذوي دراية ان لم يكن هناك من يحمل هم العلم الشرعي و يحاول
نقله من جيل الى جيل.. و يحاول ان يبين لنا أهميته في حياتنا كما يفعل ذلك اخي م ح البحيري.
ان من يقول ان علماء الأمة تصدوا لهذا الجانب قد همّش دوره و دور من حوله..فما المانع من الاستزادة و التحصيل من العلوم الشرعية
هل هي بضاعة مزجاه..لا تجد من يشتريها..ام هي من الكماليات التي لا ضرر من نقصانها..ألن يثيبك الله عليها..حتى لو كنت ناقل للحديث فقط
انا لا أنادي بأن تهجر العلوم الطبيعية و التطبيقية بل نوفق بينها و لا نحصر همنا في جانب و هذا ما أشار ليه م ح البحيري.. و هذا ما يسير عليه الكثير من ابناء القبيلة فنجد معلم الرياضيات يبحث عن العلم الشرعي و نجد معلم الاحياء كذلك و نجد طالب الكلية خطيب بالمسجد و كذلك العسكري.
اذاً ابحث عن مستقبلك و ابحث عن اعلى المناصب و الوظائف و اسع لأعلى الرواتب و لا يردك الا جهدك و لكن لا تنس ان تتعلم علماً نافعاً لتعلم به اناس قد يجهلوه او اناس قد يقبلوه منك دون غيرك.
و لنعلم اخواني كما قال اخي م ح البحيري ان العمل الشرعي ليس حكراً على المطاوعة فكلنا مطاوعة لأن (المطوع من اطاع الله) انفع بجهدك انفع بيدك انفع بفكرك انفع بقلمك انفع بمالك انفع بلسانك انفع بقلبك و ذلك اضغف النفع.
و انني اهيب باخواننا الملتزمين ان يشركوا الشباب في العمل الخيري كما قال اخي الفاضل قلم الرصاص حتى لو (ناخذهم بسحوتهم) وهذا ما يفعله م ح البحيري..
و لكن هل هذا سيجدي نفعاً؟
نعم..و لكن على المدى القصير فقط..
و هؤلاء الشباب المأخوذين بسحوتهم سيكونوا جهة تنفيذية لا تشريعية
و هنا المشكلة فنحن نبحث عن جيل مبدع.
ليس الناجح من يستغل الفرص..الناجح هو من يصنع الفرص.
اتفق مع ماقاله اخي الحبيب متعب و الاخ هبوط اضطراري بخصوص المدرسة
و لكن هل المدرسة هي السبب الوحيد
اليس للبيت دور..أليس للولدين دور..أليس للمجتمع دور..أليس للصديق دور
هل يعقل ان يدخل ولي الأمر ولده للمدرسة و يتوقع منه ان يخرج عالماً فيزيائياً أو شرعياً دون ان يتابع ولده و يشجعه.
أتفق معك أخي الحبيب اننا خرجنا من المدرسة و نحن ما زلنا نتفوه بكلمات شركية..و لا نعرف احكام التجويد.. و لكن هل المعلم و المدرسة هي السبب..
المعلم علمنا و شرح لنا -حتى و ان كان بالسلك الاسود- و اختبرنا..فهل نطالبه بأن يجعل المعلومة راسخة في اذهاننا.. ان بعد هذه الخطوة تأتي خطوة التطبيق فلو طبقت ما درست لأكتملت العملية التعليمية..
أتذكر اني تخرجت من الثانوية قسم العلوم الشرعية بامتياز و ذهبت للحج 1417هـ رغم ذلك كنت زي الأطرش في الزفة..لا أعلم اين أذهب و ماذا أعمل في الحج.. و تألمت كثيراً لهذا الموقف.. و لكني حين طبقت الحج عملياً استطعت ان احج عام 1425هـ و أنا ملم بمناسك الحج..أنا هنا لا ألقي باللوم على المدرسة..ولكني القي باللوم على نفسي لأني لم اطوع ما تعلمته من المدرسة لخدمة نفسي.
ثم يا أخي الحبيب كيف تلقي باللوم على معلم التجويد و القرآن,, لأننا لا نعرف كثيرها.. وتغفل معلم الكيمياء و الفيزياء و الرياضيات و الانجليزي.. فهناك الكثير لا يستطيع ان يزن معادلة كيميائية و هناك الكثير من لا يعرف اهمية حساب المثلثات..و هناك الكثير ممن درس 6 سنوات و هو لا يعرف ان يكتب اسمه باللغة الانجليزية.
العلوم الطبيعية و الشرعية مكملة لبعضها و ما نعانيه من نقص في الاطباء و الفيزيائين و المهندسين نعانيه أيضاً في العلوم الشرعية.
هل تتخيل ان متوسطة و ثانوية الفائجة مكتفية في كل التخصصات باستثناء العلوم الشرعية..بل هي شحيحة جداً..هل تعلم ان هناك 3 معلمي دين من خارج القبيلة في مدرسة الفائجة؟
عن أي اكتفاء تتحدث.. ان كان هناك تخمة فهي في التخصصات العلمية..
العلم الشرعي ليس مكبلاً للطموحات..بل هو مكملاً لها.. و هذا ما نحتاجه في القبيلة.
ليتسأل كل منا كم مرة استمع لدرس في مسجد قريته خلال العام المنصرم؟
ثلاثة دروس اربعة.. سبعة..أتحدى ان زاد العدد عن ذلك..
أليس هذا مؤشر خطير..
ألسنا بحاجة للعلم الشرعي
ماذا لو كان في كل قرية خمسة اشخاص محتسبين
ألن يزيد عدد الدروس و بالتالي الصحوة الدينية.. ليس لزاماً ان يكون هؤلاء المحتسبين من خريجي الاقسام الشرعية..و لكن يكفي ان يحملوا هموم دينهم و قبيلتهم..
لكم التحية جميعاً