ذكر صاحب مخطوطة حدائق الزهر في ذكر اشياخ الدهر
الشيخ العلامه الحسن بن أحمد عاكش (1221 ~~~1281 هـ) إذ يقول رحمه الله :-
جائنا الفاضل المقرئ حسين اسماعيل الحازمي في ربيع الأول 1271هـ
بعد أن طاف بلاد الهند وديار نجد والأحساء والقطيف والبصره
ووصف لنا عجائب وغرائب ومالاقاه هناك من علما وأدبا مما يكون فاكهة الحديث لنا ولمن حضر فأخبرنا:
ان الصدر العالم داود باشا
أرسل من دمشق قصيدة للأديب إبراهيم بن بطرس بن كرامه الحلبي في بغداد
وهي قصيدة التزم قائلها إيراد معاني الخال فيها حيث يقول :
أمن خدّها الوردي افتنك الخــالُ فسحَّ من الأجفان مدمعك الخـــالُ ... الشامة، السحاب
وأومض برق في محيا جمالـهــــا لعينيك أم من ثغرها أومض الخـــال... البرق
رعى الله ذيّاك القوام وان يكـــن تلاعب في أعطافه التيه والخــــال... الكِبَر
ولله هاتيك الجفون فإنهــــــا على الفتك ، يهواها أخو العشق والخال... الخلي
مهاة بامي افتديها ووالـــــدي وان لام عمي الطيب الأصل والخـال ...اخ الام
أرتنا كثيباً فوقه خيزرانـــــة بروحي تلك الخيزرانة والخـــال اللواء
غلائلها والدر أضحى بجيدهـــا نسيجان ديباج الملاحة والخـــال... الشامة
ولما تولى طرفها كل مهجــــة على قدّها من فرعها عقد الخــال... اللواء
اذا فتكت أهل الجمال فانـهـــا يهون على أهل الهوى الملك والخـال...الخلافة
وليس الهوى الا المروّة والوفــــا وليس له الا امرؤٌ ماجد خــال... صاحب
وكم يدعي بالحب من ليس أهــله وهيهات اين الحب والأحمق الخـال ... ضعيف القلب
معذبتي لا تجحدي الحب بيننـــا لما اتهم الواشي فاني الفتى الخـــالُ ...البريء
ولي شيمة طابت ثناءً وعفّــــةً تصاحبني حتى يصاحبني الخـــالُ... الكفن
سلي عن غرامي كل من عرف الصبا تري إنني رب الصبابة والخــالُ...الخليفة
ولا تسمعي قول الحسود فانـــه لقد ساء فينا ظنه السوء والخــال ...التوهم
سعى بيننا سعي الحسود فليتـــه أشل وفي رجليه أوثقه الخــــالُ.... القيد
وظبية حسن ما رأيت ابتسامهـــا عشقت ولم تخط الفراسة والخـال...المخيلة
توهم طرفي في محاسن وجههـــا فلاح له في بدر تلك السما خـال... السمة
إلى مثلها يرنو الحليم صبابــــةً ويعشقها سامي النباهة والخــال...(الرجل حسن المخيلة)
أيا راكباً يفري الفلاة بجســــرةٍ يباع بها النهد المطهم والخــــال... البعير الضخم
بعيشك ان جئت الشآم فعج إلى مهب الصبا الغربي يعنُ لك الخــال... جبل بعينه
فسلم بأشواقي على مربع عفـــا كأن رباه بعدنا الاقفر الخــــال... المكان الاقفر
وان ناشدتك الغيد عني فقل علــى عهود الهوى فهو المحافظ والخــالُ ...الملازم
وان قلن هل سام التصبر بعدنـــا فقل صبره ولى وفرط الجوى خـالُ ... ثابت
لكل جماح ان تمادى شكيمــــة ولكن جماح الدهر ليس له خــالُ
أراد شعراء بغداد محاكاتها فأجاب عنها الأديب المبدع موسى بن عبدالله العاملي
بقصيدة فريدة مطلعها:
سقى الله من نجد وسكانه الخال............وأزهر في أكنافه الرند والخال
فوصلت لبعض ادباء العراق فارسلها للأديب صالح بن عبدالله التميمي
فأنشأ هذه القصيده الرائيه التي منها:
عهدناك تعفو عن مسيء تعذرا.............ألا فاعفنا عن رد شعر تنصرا
وحقق ان قصيدة ذات الخال منتحله من ابن بطرس
فلما وقف عليها ابن بطرس امتشق قوامه وأعلى للرد سهامه بقصيدة قال فيها:
لكل امرء شأن تبارك من برى.............وخص بما قد شاء كلا من الورى
وهي قصيدة بليغه في الفخر
ولما وقف على ذلك العلامه عبد الجليل ابن ياسين أنشأ قصيده يعيد به الحق لمن احق ويفصل خصامهما فقال:
حكمت وحكم الحق ناء عن المرا..........بأن التميمي الأديب تعثرا
وهي قصيدة بالغة الأبداع ثم انه لما ابلغنا والحديث موصول لصاحب مخطوط حدائق الزهر عن الحازمي حسين اسماعيل
ان ادباء العراق والشام إنما حملوه تلك القصائد ليتحف بها علماء وادباء هذه الجهه ويطلب محاكاتهم للقصائد الآنفة الذكر
وان يرسل لهم مع الحجيج مايتيسر على يده وعول علينا ان نحاكي القصيدتين ذات الخال والرائيه
ففعلت وجعلت لكل قصيدة خطبة فقال في خاليته /
نسيم الصبا هبت وقد لمع الخال (1)
.................فهزت غصون الروض إذ جادها الخال(2)
وغنى هزار الروض شجواً وصفقت
........................أكف زهور الورد إذ رقص الخال(3)
فهاج لمفتون الصبابة وجده
..........................بساكن نجد حيث حل به الخال(4)
وأهيف معسول الثنية طرفه
..............................يغازله لطفاً بما يحكم الخال(5)
يعير الضبا جيدا صقيلا ومقلة
...........................ويفعل بالالباب ما يذهب الخال(6)
حوى خدها الوردي ماء وجنة
...........................فيا فتنتي لما زهى ذلك الخال(7)
عقيلة أتراب لها القلب منزل
.............يرينا سناها في الضحى الوشي والخال(8)
يمانية الأطراف شامية الهوى
...........................حجازية الألحاظ طاب بها الخال(9)
حبت بوصال حيث ينفع مغرما
............................وحيت بلطف طالما فضح الخال(10)
ومن قبل كانت والعذول مراقبي
...........................تواصلني حينا وما أخلف الخال(11)
فقرت بها عيني القريحة وانثنى
..........................فؤادي بها نشوان ما ثبت الخال(12)
ذكرت بها عهد الصبابة والهوى
................................وريعان عمر ما تجاذبه الخال(13)
وعيشا كأخلاق الكريم قطعته
.................بروض الحمى إذا مال بي الزهو والخال(14)
به من لجين الماء ينساب جدول
............................ترقرق في أطرافه التبر والخال(15)
بعيشك يا (ريا) أريا نسيمكم
............................به يتهادى الحب إن فاته الخال(16)
ففي شمائل الوعساء منك شمائل
..........................له بشمول الوجد قد يسكر الخال(17)
سرت بحديث القلب والقلب أخرس
.....................يوسوس في صدري وما يسعد الخال(18)
وقد آن انطاق اليراع وفتحت
.........................إلى المجد أبواب بها أخلق الخال(19)
وأهبظت الشم العرانين في العلا
...........................ولكن عليها بالثناء يخفق الخال(20)
له شرف الاسلام صحت ظنونها
........................ وعن غيره في دهرنا كذب الخال(21)
همام إلى طرق المفاخر سابق
............................وفي طرق الفحشاء هذه الخال(22)
هو الليث واللدن الذوابل في العدا
............................مخالبه أكرم به أن دهى الخال(23)
جواد بعيد الصيت مجدا وهيبة
.............................مناقبه لا يحتوي نظمها الخال(24)
إليك مشت هذى العقيلة إنها
.................................حديث ميلاد بها أثمر الخال(25)
يتبـــــــــــــــــــع