[م ح البحيري]

الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه .. وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين .. نبينا المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين ..وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قد لا يختلف اثنان أن قبيلتنا بفرعيها الوهوب والعبادلة أو العبادلة والوهوب .. تضم عدداً هائلاً ممن يشار إليهم بالبنان .. اشتهروا وانتشر صيتهم بين الناس ليس على مستوى القبيلة فحسب بل حتى إلى القبائل المجاورة .. بسبب ما فضلهم الله به على غيرهم وما امتن الله به عليهم من علم أو مال أو جاه ...
ولا أظن أنه عيباً أن يشتهر الإنسان .. إذا كان هو لم يبحث عن الشهرة ولم يجعل ذلك همه الأكبر وهدفه الأعظم ... بل أننا نفرح أشد الفرح حينما يذاع صيت أبناء القبيلة بين الناس ويشتهر أمرهم .
ولا زلت أتذكر الفرحة التي غمرتني عندما قرأت خبر .. اختيار الطالب / عون مسفر . طالباً مثالياً بجامعته
ولم تكن فرحتي أنا فقط بل كانت فرحة كل من يسره ارتقاء أبناء القبيلة واشتهارهم وبلوغهم أعلى المنازل ..
وإن كنا كذلك لا ننسى أن نشيد بأبناء القبيلة المبتعثين إلى خارج البلاد لإكمال دراساتهم العليا .. وإن كنا لا زلنا في كثير من المناسبات نشيد بأبناء القبيلة الذين كانوا سبباً في شهرتها رياضياً حين تربعوا منصات التتويج في كثير من المناسبات الرياضية بالمنطقة ..
ولم ننس أبناءنا المتفوقين على مستوى منطقة القنفذة .. إن كنا لم ننس كل هذا
إلا أننا نسينا وتناسينا فئة غالية وراشدة .. رهنت أنفسها لله تعالى .. وقضت جل وقتها في معزل عن الناس .. لا يراهم أحد , ولكن الله تعالى يراهم ..
واليوم ومن هذا المنتدى المبارك أحاول جاهداً أن أقدم لفته لإخواني وأحبابي أبناء هذه القبيلة .. أحث فيها على ضرورة الاعتناء بهذه الفئة .. والوقوف إلى جانبهم بكل ما يمكننا أن نقدمه لهم .
لعلي أطلت عليكم ولم أخبركم بهذه الفئة
فأقول متوكلاً على الله .. هذه الفئة هم طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم بقطاع بني بحير .. أهل الله وخاصته .. جندوا أنفسهم لحفظ كتاب الله تعالى .. واستبسل أولئك النفر القليل من أهل المنطقة في متابعة أولئك الطلاب ورعايتهم .. حين تقاعس البعض عن هذه المسؤولية العظيمة
قبيلتنا أيها الأحباب .. تضم خمس حلقات لتحفيظ القرآن الكريم .. يدرس بها ما يقارب مئة وعشرون طالباً موزعين على هذه الحلقات الخمس ..
وأظن أكبر هذه الحلقات وأقدمها هي حلقة عثمان بن عفان بجامع الفائجة .. يأتي تبعاً لها حلقة سعد بن معاذ بفرع العبادلة ثم حلقة حضرة ثم حلقة المريبي ثم حلقة العيينة .. وكان هناك حلقة سادسة بجامع عفاس ولكنها للأسف أقفلت .
ليس هذا فقط بل أن المنطقة بها عدداً من دور الحافظات التي تعلم القرآن والسنة لنساء المنطقة أذكر منها دار الحافظات بالفائجة ودار الحافظات بفرع العبادلة ودار الحافظات بصقارن ودار الحافظات بحضرة ودار الحافظات بالريان وعفاس ..
فأقول أيها الأعزاء .. هذه الفئة تستحق منا أن نشيد بها وأن نلتم حولها .. وأن ترتفع رؤسنا بهم ..
فإننا والله إن كنا في حاجة ماسة للطبيب وللمهندس وللمعلم وللطيار .. فإننا في حاجة أكثر للخطيب وللداعية ولإمام المسجد ..
وإن كنت قد أسميت هذه الفئة " نجوم منسيون " فإنني لم أفعل ذلك إلا لشحذ الهمم لإيجاد حلقات أخرى ودور أخرى تفقه وتعلم أبناء المجتمع وبناته كتاب الله تعالى .. وإلا والله . إنهم لمعلومون عند الله تعالى .. يباهي بهم الملائكة كل يوم
فإلى كل أب وإلى كل معلم وإلى كل موظف .. وإلى كل موسر .. من أبناء هذه القبيلة .. أقول لكم لا تنسوا طلاب التحفيظ فهم أمانة في أعناقنا جميعاً . وإذا كنا نحن أبناء المنطقة لم نلق لهم بالاً فمن سيقف معهم ومن سيرعاهم .. على رأي المثل الشعبي " ما يبني الديرة إلا حصاها "
ولعلمي أن الكثير من أهل المنطقة سواءً في الديرة أو خارج الديرة . لا يعلم كثيراً عن هذه الحلقات فسوف أحاول إن شاء الله في المرات القادمة أن أضع بين أيدكم تفصيلاً كاملاًعن هذه الحلقات فيما يتعلق بالأسماء والمستويات الدراسية ومقدار ما يحفظون .. من باب الاهتمام بهم .. والإشادة بهم .. نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .