السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الخط الساخن
أرجو من سماحتكم العدول عن هذا القرار والنظر لما جرى من أحداث بمنظور العاقل الفطن الذي لا تأخذه كلمة عابرة أطلقها عليه من لا يدرك قيمة شخصكم الكريم. أنا على يقين ان هناك من نالك بسوء إما عبر المنتدى علانية أو خفية رداً على ما أوردته لنا من سلسلة حوارية متكاملة لا أرى هدفها سوى الرقي والنهوض بالقبيلة. إن كنت يا عزيزي الخط الساخن ستنسحب من المعركة فقط بدعوى يا ليت قومي يعلمون، فإني أرى فيك مثلاً للفرد البحيري الخائن لقبيلته ووطنه ككل، واعذرني على هذا اللقب لأنه ينطبق تماماً على من ينهج هذا النهج، فأنت اتيت برسالة صادقة وتركتنا ما أن لقيناك بما يخالفها. يؤسفني والله أن أرى فيك مثلاً للرجل الذي يرى الخطأ أمام عينيه ويجم ويطرق فقط لأن من يخالفونه أرادوا له الوجوم والإطراق.
عزيزي الخط الساخن، تذكر دائماً أن القبيلة تعيش مرحلة تاريخية حرجة للغاية وعزوفك عن تناول ما يطول تلك المرحلة قد يفاقم المشكلة ويبقي الجرح ينزف دون التئام. وتذكر دائماً ان الانسان العاقل الراجح لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يرتد عما يؤمن به بكلمة استهجان واستنكار، فأنت في عيناي صاحب رسالة وصاحب الرسالة لا ينكص على عقبيه بسهولة. ولك ان تنظر في امر الحضارات السابقة كيف أنها لم تقم على رجليها إلا بمجهود عصبة قليلة ضحوا وناضلوا في سبيلها وعانوا الأمرين حتى أوقفوها على رجليها شامخة غير ذليلة، فهل يا ترى تترك القبيلة راكعة دون شموخ؟
انظر معي في رسولنا الكريم واتخذه مثلاً وقدوة لك في هذه الحياة ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة، فالرسول قد قدم على قومه برسالة مخالفة ومناقضة لما يؤمنون به ولقي من اللوم والاذى ما الله به عليم، ورجم حتى ادميت قدماه ووصمه عمه بالمجنون في طرقات مكة وألقي عليه سلا الجزور، ولم يثنه كل هذا عن مواصلة مسيرته حتى أظهره الله بما ينوف على مليار ونصف متبّع. لماذا لم يتوقف بمجرد أن أنكره قومه وشنوا عليه صنوف الاذى وألوان العذاب؟ لأنه صاحب رسالة صادقة كان يؤمن بسيادتها وسادت رغم الظروف المحيطة بها؟ فإن كنت ترى أن رسالتك غير صادقة وانك لا تؤمن بهذه الرسالة، فحُقَ لك أن تنسحب جاراً اذيال الهزيمة وراء ظهرك، وإن كنت تؤمن بصحتها ونجاحها فليس لك أن تترك قومك وتنصرف!!!!
ومضة
لو كل كلبٍ عوى القمته حجراً *** لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ
واصل عطاءك ولا تتوقف بكلمة أو كلمتين قد صدرت من شخص عزيز على قلبك إما بقصد أو بتماهن، الانسان الناجح ينظر أمامه دائماً ولا يلتفت لمن يركله من الخلف، الانسان الناجح يؤمن برسالته حتى وإن خالفت الرأي السائد، الانسان الناجح يصر على رأيه الصحيح مع اصرار الآخرين على آرائهم الصحيحة، الانسان الناجح يمس الجرح ويبتسم! الإنسان الناجح ينظر لهدفه من بعيد ويتأمل فيه لسنوات طوال دون أن يصل إليه، ولكنه يصل طالما يعتقد أنه سيصل!
نصيحتي الوحيدة: تجاهل ولا تستلم
وقف جاهل في طريق الاحنف معارضاً له في كل ما يقول، ويردد امام الاحنف قائلاً: والله لو قلت واحدة، لتسمعن عشراً
فقال الأحنف: ولإن قلت عشراً، لن تسمع واحدة
واصل وناقش ولا ترد على من أساء لشخصك.
والله يا الخط الساخن
ما سردت كل هذا الكلام الطويل إلا لأني أفضّل بقاءك
لا تنسى أن لك رسالة في هذه الحياة وإن لم تزد على الدنيا شيئاً فأنت زائداً عليها