[متعب البحيري]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا وقائدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

باديء ذي بدء، أشكر الأخ جروح بلا دماء شكراً جزيلاً طيباً مباركاً عاجلاً غير آجل لهذه اللفتة التشجيعية والتي لا تذر قراء الموضوع إلا ويسارعوا إلى الخيرات المتجسدة في حفظ كتاب الله. ولتعلم يا أخ جروح بلا دماء أن هذه المبادرة بمثابة حملة توعوية مهمتها توعية العالم وزوار المنتدى ممن لم يعلم أن ثمة انشطة روحانية تقام وقت الاجازة الصيفية لمن يريد الخير في الدنيا والآخرة. ولا أرى مثلاً لهذه الاطروحة إلا كمتابعة صحفية ماتعة تثير المشاعر وتحرك الاحاسيس لاسيما صورها التي توحي بلحمة المسلمين وتكاتفهم على كلمة الله عز وجل. والله يا اخ جروح إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع لرؤية أخواننا لاهين لاعبين عن ذكر الله وقرءانه، فكلنا مقصرين تجاه هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. لقد أثارت هذه الصور المنتقاة مشاعري وحركت احاسيسي لاسيما أن خضت ذات التجربة بحلقة تحفيظ قرية الريان يوماً من الأيام، فإني لاجد غصة في حلقي أجد معها صعوبة في التعبير عن تلك التجربة. لا أقول سوى: يا لمفازة من خاضها ويا لحسافة من اضاعها. فمن أراد أن يعش طيباً هنيئاً سعيداً فليقترب من كتاب الله وليجتهد في حفظه والله لا سعادة إلا في القراءن ولا رضى إلا بقراءته.

ثم اشكر من هذا المنطلق من سعى لتنظيمها وجاهد لأقامتها والمتمثلة في شخص الاستاذ القدير محمد حسين البحيري (م ح البحيري) وأسأل الله أن يكافئه بما لم نسطع مكافئته وأن يجزل له الثواب والمثوبة، فهو على ثغرة من الاسلام شاغره ملئها بكل تضحية ومناضلة رغم ما يتعرض له من مثبطات من مجتمعه اللاواعي اللامكترث بأمور العبادة. والشكر موصول لشيخ بني بحير العبادلة مونس على وقفته الكريمة وعلى لطفه الجم بصغار وشباب القبيلة من حفظة كتاب الله. فهذه الوقفة والمتابعة تشي باهتمامه البالغ بكل ما يعود للقبيلة بالنفع والفائدة، اسأل الله أن يثيبه على وقفاته وأن ييسر له من البطانة الصالحة ما يعينه على الخير والصلاح. والشكر يتواصل ليطول كلا الشيخين محمد بن صقران وحسين محمد الصلوى على ما قطعوه من أميال للتذكير بعلو كعب حافظ القرآن ومكانته لدى الأمة الاسلامية. كذلك، الشكر يصل ويتعدى كل من كان له يد في انجاح هذه الفرحة لتظهر بأبهى حلة كما هي الآن. ومن هذا المنطلق، لا أجد مناصاً من استغلال هذه الفرصة لأسرد بعض خواص حفظة كتاب الله نقلاً عن أحد المواقع علها تتضمن الفائدة لمن رام حفظه وقراءته.
1. حفظ القرآن سنة متبعة , فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة.
2. حفظ القرآن ينجي صاحبه من النار , قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو جعل القرآنفي إهاب ثم ألقي في النار ما احترق" رواه أحمد.
3. يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأهله وحفاظه قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه".
4. أن القرآن يرفع صاحبه في الجنة درجات كما في الحديث:"يقال لصاحب القرآناقرأوارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها".
5.حافظ القرآن يستحق التوقير والتكريم لما جاء في الحديث :"إن من إجلال الله تعالىإكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ... الحديث"
6. حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته ففي الحديث :" إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَارَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ".
7. أن من حفظ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يو حى إليه.
8. حافظ القرآن رفيع المنزلة عالي المكانة ففي الحديث :"مثل الذي يقرأ القرآن وهوحافظ له مع السفرة الكرام البررة".
9. حفظ القرآن رفعة في الدنيا أيضا قبل الآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إن اللهيرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين".
10. حافظ القرآن أحق الناس بإمامة الصلاة التي هي عمود الدين كما في الحديث "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله".
11. أن الغبطة الحقيقية تكون في حفظ القرآن ففي الحديث :"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار".......الحديث".
12. أن حفظ القرآن وتعلمه خير من الدنيا وما فيها، ففي الحديث :"أفلا يغدو أحدكمإلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاثخير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل".
13. حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة فهو أكثرهم جمعا لأجر التلاوة ففي الحديث:"منقرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها".
14. حفظ القرآن سبب لحياة القلب ونور العقل فعن قتادة قال: "أعمروا به قلوبكم, وأعروا به بيوتكم" وعن كعب رضي الله عنه قال :"عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل , ونور الحكمة , وينابيع العلم , وأحدث الكتب بالرحمن عهدا وقال في التوراة:"يامحمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا".

شكراً جروح بلادماء وكم اتمنى أن أرى هذه الجروح مطموسة ليس لها أثر، فأنت ممن لا يستحق جروح حتى وإن بدت بلا دماء. فالجرح يعني الجرح، سواء بدماء أو بلا دماء.

خالص المودة والتحية