08-05-2009, 06:12 PM
|
#2
|
|
مستشار موقع بني بحير بلقرن
|
رد: الظاهر بيبرس
معلومات رائعة ابو عماد عن السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي كانت الدولة الاسلامية في عصره من القوى العظمى كما ان لي بسيرته اهتمام خاص جدا لذلك اسمح لي ان أضيف بعض المعلومات عن سيرته
أصله ونشأته
مختلف في أصله، فبينما تذكر المصادر العربية والمملوكية الأصلية أنه تركي من القبجاق (كازاخستان حاليا)،فإن بعض الباحثين المسلمين في العصر الحديث يشيرون إلى أن مؤرخي العصر المملوكي من عرب ومماليك كانوا يعتبرون الشركس من الترك، وأنهم كانوا ينسبون أي رقيق مجلوب من مناطق القوقاز والقرم للقبجاق، وتذكر المصادر أن بيبرس كان قد بيع في سوق الرقيق بدمشق وهو في الرابعة عشر من عمره، واشتراه الأمير علاء الدين الصالحي البندقدار ثم انتقل بعد ذلك إلى خدمة السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بـالقاهرة. وأعتقه الملك الصالح ومنحه الإمارة فصار أميراً.
بيبرس الجندي والقائد
شارك مع جيش المماليك في معركة المنصورة ضد الصليبيين في رمضان من عام 647 هجرية الموافق 1249 ميلادية والتي تم فيها أسر الملك الفرنسي لويس التاسع في دار ابن لقمان ، فبينما كان الصليبيون يتقدمون جنوباً داخل الأراضي المصرية اشتد المرض على السلطان الصالح أيوب وفارق الحياة بالمنصورة في 23 تشرين الثاني عام 1249م. فأخفت زوجته شجرة الدر خبر وفاته، وأدارت البلاد، وأرسلت وراء ابن السلطان توران شاه لتسلم كرسي السلطنة وقيادة البلاد في حربها ضد الغزاة. إلا أن نبأ وفاة السلطان الصالح تسرب إلى الملك لويس بطريقة أو بأخرى.
هذا الوضع الذي بات عليه المسلمون بعد موت سلطانهم شجع الصليبيين على الاستعجال بالمعركة، وقد ظنوا أنهم سيحسمونها لصالحهم سريعاً. فتوجهوا نحو المنصورة على أمل القضاء على الجيش المصري برمته بعد أن أخذتهم العزة وظنوا أنهم لا ريب منتصرين.
أمسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وكان هذا أول ظهور للمماليك كقواد عسكريين داخل مصر. تمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة وإعادة صفوفها، ووافقت شجرة الدر - الحاكم الفعلي للبلاد - على خطة بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المسلمين من الجنود وأفراد الشعب داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام. وبلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة قد خلت من الجنود والسكان كما حدث من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ومعهم العربان وأفراد الشعب والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وسد المسلمون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وأدركوا أنهم قد سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة وأنهم متورطون في معركة حياة أو موت، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه. وكان النصر المبين حيث وقع ملك فرنسا لويس التاسع في أسر المسلمين، وفرت جيوشه لا تلوي على شيء، وقد وقع الآلاف منهم بين جريح وقتيل وأسير. وانتهت معركة المنصورة الخالدة بهزيمة ماحقة بالصليبيين جعلتهم لا يفكرون ثانية بغزو بلاد المسلمين لقرون.
وأُطلق سراح لويس التاسع بعد أن قدم فدية كبيرة للمسلمين،
بدأت المؤمرات تدب في الدولة المملوكية خاصة بعد المؤامرة ضد توران شاه الذي كان اخر حاكم من الدولة الايوبية والذي اغتيل بعد ان بدأ يهدد امراء الجيش المماليك فقتل واستلمت شجرة الدر مقاليد الحكم في الدولة بعد ان تنازلت عنه للسلطان المعز أيبك بعد ان تزوجها عندها بدأت المؤامرات ضد بيبرس وشعر عندها بذلك الخطر الذي يلف به فهرب ركن الدين بيبرس إلى دمشق بعد مقتل فارس الدين أقطاي الجمدار و تولي غريمه عز الدين أيبك للسلطنة ، بعد فترة من اقامته في دمشق عاد لمصر متوليا منصب الوزارة بعد تولي سيف الدين قطز للحكم عام 1260 ميلادية ليشتركا معا في محاربة المغول الذين كانوا في طريقهم إلى مصر بعد اجتياحهم المشرق الإسلامي ثم العراق وإسقاطهم الدولة العباسية في بغداد .
دور الظاهر بيبرس في عين جالوت

خريطة توضح مسيرة الجيشين المملوكي والمغولي حتى التقاؤهما في عين جالوت
كان السلطان حينذاك المظفر قطز وعلى رأس جيشه بيبرس حوالي 20,000, وبلغ عدد جند المغول حوالي 20,000 بقيادة كتيغا الذي خلف هولاكو بعد عودته إلى قراقورم كان الأمير بيبرس البندقداري يتقدم بطليعة من الجيش, ليكشف أخبار جيش المغول فاشتبك مع طلائعهم وانتصر عليها مما رفع معنويات جنده , ثم مر بعكا وكانت بيد الصليبيين فعرضوا عليه المحاربة إلى جانبه فطلب منهم الحياد فقط وإلا حاربهم.
رأى بارونات عكا أن المغول برابرة ويجب تفضيل المسلمين عليهم وخاصة قيامهم بأعمال سيئة وتخريب صيدا كذلك حكم المماليك في مصر لم يشكل عليهم الخطر, أراد كتيغا قتال المسلمين في البقاع حيث كان يخيم , ولم ينتظر المعونة من هولاكو , أراد السرعة في ملاقاة قطز وكان
الامير بيبرس يعمد إلى وقوع اشتباكات سريعة ومحدودة مع طلائع جيش المغول ثم يسرع لإغراء المغول بالقدوم إلى عين جالوت عند ينبوع صغير ومرتفعات تكسوها الأحراش, وعين جالوت عند مدينة بيسان ونابلس في غور الأردن بفلسطين إن ما يميز الجيش المغولي, القوة والإيمان بأنهم لا يمكن هزيمتهم, وأنهم شعب مختار, وقد آمن جنكليز خان بأنه مبعوث الهي, واستخدامهم للخيول التي كانت كبيرة ومرتفعة مقارنة بخيول العرب, واستعمال الرماح الطويلة , وعدم الرحمة اتجاه الأغراب والأعداء قسم قطز الجيش إلى قسمين , القسم الأول الطلائع بقيادة بيبرس والقسم الثاني يختبئ بين الوديان والتلال المجاورة لصد الهجوم أو قوات دعم, فقام الظاهر بيبرس بهجوم سحب على اثره الخيالة من جند المغول إلى الكمين أنقض عليهم جيش قطز اعتقد كتيغا أن قواته انتصرت فتقدم فتم تطويق قواته أيضا , يقال أن المعسكر الإسلامي اضطرب وتراجع فأخذ قطز يحث الجيش على القتال قائلا :" وا اسلاماه , وا اسلاماه, يا الله انصر عبدك قطز على التتار . يقول ابن كثير :"فاقتتلوا قتالا عظيما فكانت النصرة ولله الحمد للإسلام وأهله, فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة وقتل أمير المغول كتبغا, وجماعة من بيته, واتبعهم الجيش الإسلامي يقتلونهم في كل موضع" أخذ بيبرس يتعقب فلول المغول ويفتك بهم التقى بالمدد الذي أرسله هولاكو ويبلغ 2000 مقاتل فهزمهم كان النصر ساحقا للمسلمين.
وفي أعقاب عين جالوت قام جيش المماليك بقيادة قطز وبيبرس بتطهير سريع لبلاد الشام، فاسترد دمشق وحلب، وفرت فلول المغول من بلاد الشام، ودان من تبقى من أمراء البيت الأيوبي لدولة المماليك، وتعهدوا بدفع الخراج ، والدعاء لقطز على المنابر.
ولم تكن معركة عين جالوت نهاية المطاف، ولكنها كانت بداية لهزائم أخرى تجرعها المغول على يد بيبرس، لكن ترجع أهمية عين جالوت إلى أنها وضعت حداً لهجمات المغول الكاسحة التي أتت على الأخضر واليابس، فأنقذت العالم الإسلامي من الفناء، تحت أقدام هذه القوة الغاشمة، وكسرت شوكتهم وبدلت استراتيجيتهم الهجومية، فاتخذت غزواتهم بعد ذلك شكل غارات متقطعة، سرعان ما تنتهي بالانسحاب عندما تخرج لهم جيوش مصر.
وأذنت عين جالوت بتغيير موازين القوى السياسية والعسكرية في المنطقة؛ حيث أفل نجم الدولة العباسية، وسقطت التيجان الأيوبية، وسما نجم المماليك.
السياسة الخارجية للظاهر بيبرس
ويعتبر الظاهر بيبرس من أبرز ملوك الدولة المملوكية، بتحالفه مع بركة خان زعيم القبيلة الذهبية المغولية وإقامته لمعاهدات وعلاقات ودية مع كل من مانفرد بن فريدريك الثاني الإمبراطور الروماني وملك قشتالة ألفونسو العاشر، وبقضائه أيضا على المؤامرات التي كانت تحاك ضد حكمه، حيث أخمد تمرد الأمير علم الدين سنجر الحلبي عام 1260 والتي كانت بعد مقتل السلطان قطز، إضافة إلى ثورة الكوراني في القاهرة ضده في ذات العام، ووسع ملكه بالغزوات حيث أعلن الجهاد في جبهتين ضد المغول والصليبيين في الشام فتمكن من تحقيق العديد من الانتصارات مثل فتح قيسارية، وأرسوف، قلعة صفد، يافا، واختتمت بفتح أنطاكية والتي كانت تعد الحصن الحصين للصليبيين فحقق انتصاراً باهراً بفتحه لهذه المدينة. كما حقق انتصارات عديدة على المغول في موقعة البيرة وحران، ورد هجمات المغول المتتابعة على بلاده، إلى أن قضى عليهم نهائياً عند بلدة أبلستين وذلك في عام 675هـ ، وبذلك حقق بيبرس ما كان يبتغيه من تأمين لجبهته الخارجية وحدود دولته. وقد دام حكمه حوالي سبعة عشر عاماً

صورة لأسدين شعار بيبرس وبينهما آيات قرآنية بجسر بمدينة اللد
الشعارات والأعلام و الرايات والمخطوطات من العصر المملوكي

الأعلام و الرايات والمخطوطات

ابو عماد سيرة الابطال عادة ما تكون طويلة جدا ومن الصعب الالمام بكل جوانبها والسلطان الظاهر بيبرس هو احد هؤلاء الابطال لذلك اكتفي بذلك وأشكر لك موضوعك المميز جدا جدا جدا جدا
|
|
|