عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2025, 09:28 PM   #2
الرهيب
افتراضي رد: الأمثال في القرآن الكريم

*سلسلة٠٠٠٠٠*



*▪️الأمثال فى القرآن الكريم (١١)▪️*


قال تعالى : *(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ*)[آل عمران * آية:١٠٣]

*(واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ*) أي : تمسكوا بالقرآن الكريم وسُنه نبيكم صلى الله عليه وسلم. امتنعوا به من غيره٠٠٠

وما يؤيد ذلك ما رواه أبوهريرة رضى الله عنه ، عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال : *تركتُ فيكم شيئَينِ ، لن تضِلوا بعدهما : كتابَ اللهِ ، و سُنَّتي ، و لن يتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحوضَ*
(الراوي : أبو هريرة )
(صححه الألباني برقم: 2937 )

*{ولا تَفَرَّقُوا}* معناه : ولا تتفرقوا عن دين الله الذي أمركم فيه بلزوم الجماعة ، والائتلاف على الطاعة ، واثبتوا عليه٠٠٠

*(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ*) بمعنى : اذكروا معاشر المؤمنين نعم الله تبارك وتعالى عليكم إذ كنتم فى ظلمات الكفر متناحرين بينكم عداوات ومشاحنات وبغضاء وحروب طاحنه وخاصتاً بين الأوس والخزرج حيث كانت الحروب بينهما طاحنه ظلت أكثر من مائة وعشرين عاماً *إلى أن ألف الله بين قلوبهم بالإسلام ، فزالت تلك الأحقاد والعداوات وحصل التآلف والحب بينكم والأخوة فى الله٠٠٠*

سبحان مقلب القلوب٠٠٠٠

*{فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ}* أي : بنعمة الله *{إِخْواناً}* متواصلين ، وأحبابا متحابين بعد أن كنتم متحاربين متعادين٠٠٠
*{وكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ}*
*شفا* يعنى طرف أو حرف أو حافه النار ؛ ويُضرب به المثل فى القُرب من الهلاك كما فى قوله تعالى (على شفاجرف ) ( التوبه ١٠٩) والمعنى كنتم يا أصحاب وأتباع محمد صلَّ الله عليه وآله وصحبه وسلم على طرف حفرة من جهنم ، لم يكن بينها وبينكم إلا ا لموت ، فأنقذكم الله منها بأن أرسل إليكم رسولا ، وهداكم للإيمان ، ودعاكم إليه ، فنجوتم بإجابته من النار ٠٠٠

نتأمل ٠٠ *{فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها}* وإن لم يكونوا فيها ، لأنهم كانوا بمنزلة من هو فيها ، من حيث كانوا مستحقين لدخولها ٠٠٠
*{كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ}* أي : مثل البيان الذي تلي عليكم ، يبين الله لكم الآيات أي : الدلالات والحجج فيما أمركم به ، ونهاكم عنه ، {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} أي : لكي تهتدوا إلى الحق والصواب .

*إذن التفسير الميسر للآية الكريمة٠٠٠* تمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم، ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم. واذكروا نعمة الجليلة سبحانه التى أنعم بها عليكم: إذ كنتم( -أيها المؤمنون-) قبل الإسلام أعداء، فجمع الله قلوبكم على محبته ومحبة رسوله، وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض، فأصبحتم -بفضله- إخوانا متحابين، وكنتم أنذآك حال الكفر على حافة نار جهنم، فهداكم الله بالإسلام ونجَّاكم من النار. كما بيَّن لكم الله جل شأنه لكم معالم الإيمان الصحيح فكذلك يبيِّن لكم كل ما فيه صلاحكم؛ لتهتدوا إلى سبيل الرشاد، وتسلكوها، فلا تضلوا عنها٠٠٠ (التفسير الميسر للإمام السعدى)


*وقفـــات بلاغيــة٠٠٠*

▪️فى قوله تعالى *(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ*) الحبل في الأصل ما يُشدّ به للإرتقاء أو النجاة أو نحوه. فانظر بلاغة القرآن العظيمة في تصويره لهيئة اجتماعهم على دين الله كاستمساك جماعة بحبل أُلقي إليهم من منقذ لهم من غرق أو سقوط ليرتقوا به إلى القمم. فما أعظم هذه الاستعارة التمثيلية البليغة التي جُعلت الآية فيه على أقوى وجه لتمام البلاغة لكثرة ما فيها من المعاني٠٠٠

▪️وفى قوله تعالى *(وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا*) تدبر هذا التمثيل الرائع لهذه النعمة التي حظيت بها الأمة. ألا ترى كيف نقلك قوله تعالى (شفا حفرة) إلى عالم التخيل وكيف استطاع هذا القول أن يقرِّب لك المعقول باستعارة المحسوس إليه. فالنار حقيقة وتصويرها بحفرة تمثيل وتصوير لكنك ما كنت لتتخيل شناعة هذا الموقف وحال إنقاذك منها دون هذه الصورة الرائعة فما أكمل بيان الله عز وجل!!!!

*🤚قــــف وانتبـــه٠٠٠* كل من كان على الكفر بالله تعالى ، سواءً كان كافرًا كُفر بواح أو بأي نوع من أنواع الكفر ؛ بعبادة الأوثان والأصنام، وعبادة الأولياء والأنبياء ؛ أو بسب الدين ؛او بالسحر والشعوذة والدجل أو بإنكار السُنه أو بإنكار ماهو معلوم من الدين أو بأي ذنب من الذنوب، فهو على شفا حفرة من النار، وليس بينه وبين جهنم إلا نفس يخرج ولن يعود ،(إنه الموت) فمتى مات صار إليها، نسأل الله العافية٠٠٠لكن إذا منّ الله عليه بالتوبة، فقد أنقذه الله منها بفضله ورحمته٠٠٠
وتذكروا دائماً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : *الجنَّةُ أقربُ إلى أحدِكم من شراكِ نعلِه ، والنَّارُ مثلُ ذلِكَ*(الراوي : عبدالله بن مسعود)( أخرجه البخاري برقم6488 )

صلى الله عليه وسلم(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ومثل اليوم خير دليل على صدق كلامه فى هذا الحديث٠٠٠صلى الله عليه وسلم فحقاً وصدقاً الجنة والنار اقرب إلى أحدنا من شِرِاك نعله٠٠٠


🌷🌷🌷



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس