[الرهيب]

*سلسلة٠٠٠٠٠٠*



*♦️الأمثال فى القرآن الكريم (٢٥)♦️*


فى قوله تعالى : *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡـٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ*﴾*[ الحج: 73]


*هذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى لقبح عبادة الأوثان والاصنام والطواغيت وكل ما يُعبد من دون الله ، وبيان نقصان عقول من عبدها، وضعف الجميع، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هذا خطاب للمؤمنين والكفار، المؤمنون يزدادون علما وبصيرة، والكافرون تقوم عليهم الحجة، ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ أي: ألقوا إليه أسماعكم، وتفهموا ما احتوى عليه، ولا يصادف منكم قلوبا لاهية، وأسماعا معرضة، بل ألقوا إليه القلوب والأسماع، وهو هذا: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شمل كل ما يدعى من دون الله، لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا الذي هو من أحقر المخلوقات وأخسها، فليس في قدرتهم خلق هذا المخلوق الضعيف، فما فوقه من باب أولى، وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ جميعاً بل أبلغ وأعجب من ذلك لو يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ إى لن يستطيعون استرداده وهذا غاية ما يصير من العجز ؛ضَعُفَ الطَّالِبُ الذي هو المعبود من دون الله وَالْمَطْلُوبُ الذي هو الذباب، فكل منهما ضعيف، وأضعف منهما، من يتعلق بهذا الضعيف، وينزله منزلة رب العالمين* (تفسير الإمام السعدى)


*👌ولا بدَّ في تفسير الآية الكريمة أن يُشار إلى الإعجاز العلمي فيها ؛ فقد ضربَ الله -جلَّ وعلا- مثلًا عظيمًا رغم صغرِ وقلةِ الشيء المضروب به المثل٠٠٠*

*♦️وقد نبَّه الله تعالى في الآية إلى شدة ضعف المخلوقات التي يعبدها المشركين ويتوسلون إليها من دون الله عزَّ وجلَّ، بحيثُ أنَّ تلك المخلوقات المعبودة من دون الله لن تستطيع بشكل فردي أو بشكل جماعي من أن تخلقَ كائنًا ضعيفًا وصغيرًا جدًّا مثل الذباب، وذلك فضلًا عن المخلوقات الأكبر والأعظم كالجمل أو الفيل أو الكواكب والنجوم مثلًا، لأنَّ تلك المعبودات أضعف وأحقر وأتفه من ذلك بكثير، حتى أنَّها لا تستطيع ان تستخلص من الذباب شيئًا قد سلبها إياه* ٠٠٠


🌷🌷🌷