عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2025, 09:00 AM   #17
الرهيب
افتراضي رد: 🌼🌹 شرح أسماء الله الحُسنى 🌹🌼:

🌿 اسم الله ( 33: الكبير ؛ 34: المتكبر ) 🌿

🌸 المتكبّر ذو الكبرياء، أي: المتعالي عن صفات الخلق، فهو الكبير الذي يصغر دونه كل شيء، والذي كَبُر عن مشابهة ما سواه، واسم المتكبّر قريب من اسم الله الكبير.

🌸 قال ابن جرير:
"الكبير يعني العظيم الذي كل شيء دونه، ولا شيء أعظم منه".

🌸 والكبرياء في حق الله تعالى صفة محمودة، لأنه وحده المستحق لهذه الصفة، فهو الكبير المتعالي جلَّ جلاله، بينما هي في حق المخلوق صفة مذمومة، لأنه لا يستحق صفة الكبرياء لضعفه ونقصه وقصوره، لذلك يقول الله تعالى في الحديث القدسي: *(الكبرياءُ ردائي، والعظمةُ إزاري، فمَن نازعَني واحدًا منهُما، قذفتُهُ في النَّارِ)*
📚 صححه الألباني.
🔖 فالعباد ينبغي أن يتصفوا بالتواضع وخفض الجَناح، ويبتعدوا عن التكبر والتعالي، لأن ذلك من صفات المولى سبحانه وتعالى، يقول النبي ﷺ: *(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر)*
📚

🌿 اسم الله ( 33: الكبير ؛ 34: المتكبر ) 🌿

🌸 مقتضى هذين الاسمين:
تعظيم الله تعالى في القلوب وتمجيده وإجلاله.. فالله أكبر من كل شيء، *ولا شيء يستحق إشغال القلب بالتعظيم إلا هو سبحانه*،
🔖 لذلك يُشرع في الصلاة أن يكبِّر المسلم مرات ومرات، لكي يرسخ في قلبه تعظيم الله تعالى وإجلاله، وأنه سبحانه أكبر من كل شيء.

🌸 كما أن هذين الاسمين يربيان المسلم على التواضع وخفض الجَناح، فالكِبْر والتكبّر والتعالي ليس من صفات المسلم، لأن تلك الصفات مختصة بالخالق جلّ وعلا، أما الإنسان فيناسبه التواضع، وقد قال ﷺ: *(وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ)* رواه مسلم.

🌸 ومن رحمته أنه حَرَّم التكبر، وأبغض المتكبرين، ووعدهم بالعذاب الأليم؛ لأنهم يتكبرون بما وهبه لهم، ولو شاء سلبهم ما يتكبرون به من النعم.
فالبشر يتكبرون بما وهبهم الله، وهذا من النقص؛ لأنهم يتكبرون بشيء لا يملكونه ولا يتحكمون فيه، ولا وهبوه لأنفسهم.

🌸 التواضع يشمل:
1️⃣ عدم التكبر على أوامر الله، فالعبد لا ينبغي له أن* يرد شيئًا من شرع الله؛ فيكون ممن تشبه بإبليس في تكبره عن طاعة أمر الله.

2️⃣ الذل على المؤمنين بأن يرى نفسه أقلهم، فيرفق بضعيفهم، ويرحم صغيرهم، ويشفق على شيخهم، *ويشتد تواضعه لوالديه فيعاملهم معاملة الذليل، لا لذلةٍ في نفسه بل رحمة بهم.*

🌿 اسم الله ( 33: الكبير ؛ 34: المتكبر ) ³ 🌿
#في_حياتنا

↩️ وأشد من التواضع الزهد في النفس، فإن بلالاً رضي الله عنه قد هانت عليه نفسه في الله فلم يعد يقيم لها وزنًا، فلما عذبوه لم يشعر بعذابهم وإن أجهدهم تعذيبه؛ لأنه رأى نفسه رخيصة إذا اشترى بها الجنة.

🔸 والزهد في النفس هو أقرب شيء لقبول العمل، فهو أبعد شيء عن الرياء والمن.

🔹 والزاهد في نفسه هو أكثر الناس تواضعًا، فكيف تتكبر نفسه وهي أذل شيء لو أدخلها الله النار؟ وكيف تتكبر وهي أفقر شيء إلى الله لو أدخلها الجنة؟

🔸 والزاهد في نفسه دائم التوبة، لا تقع منه هفوة إلا بادر بالإنابة، ولا تبدو منه غفلة إلا سارع بالتوبة.

🔹 والزهد في النفس أعون شيء على الصبر؛ فهو لا يرى البلاء ينقص منه شيء، فاجتماع الدنيا عنده مثل فقدها، وحضورها مثل غيابها، فإن نقص شيء فبقدر الله، وإن زاد شيء فابتلاء من الله، أيشكر أم يكفر؟
🔖 فهو لا يعامل ربه بالصبر على البلاء بل بالرضا بالقضاء، والتسليم لمشيئة الله، ولو كان الأمر إليه لاختار ما قضاه مولاه.



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس