عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2025, 10:29 AM   #3
الرهيب
افتراضي رد: سلسلة الأمثال في القرآن الكريم

*سلسلة٠٠٠٠٠*


*▪️الأمثال فى القرآن الكريم (١٣)▪️*
* *

قال تعالى : *﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾* [ الأنعام: 71]


*إى قُلْ يا أيها الرسول للمشركين ، الداعين معه غيره، الذين يدعونكم إلى دينهم، وإلى عبادة آلهتهم التى لاتنفع ولاتضر ، التي يكتفي العاقل بذكر وصفها، عن النهي عنها، فإن كل عاقل إذا تصور مذهب المشركين جزم ببطلانه، قبل أن تقام البراهين على ذلك٠٠٠*

فى قوله تعالى على لسانه صلى الله عليه وسلم قال لهم : *(أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا)* وهذا وصف، يدخل فيه كل مَن عُبِد مِنْ دون الله، فإنه لا ينفع ولا يضر، وليس له من الأمر شيء، إن الأمر إلا لله.
*(وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ)* أي: وننقلب بعد هداية الله لنا إلى الضلال، ومن الرشد إلى الغي، ومن الصراط الموصل إلى جنات النعيم، إلى الطرق التي تفضي بسالكها إلى العذاب الأليم !!!!!!

فهذه حال لا يرتضيها ذو رشد، وصاحبها *(كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ*) أي: أضلته وتيهته عن طريقه ومنهجه الموصل إلى مقصده. ؛ فبقي *(حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى*) والشياطين يدعونه إلى الردى، فبقي بين الداعيين حائرا وهذه تماماً حال الناس كلهم، إلا من عصمه الله تعالى، فإنهم يجدون فيهم جواذب ودواعي متعارضة، دواعي الرسالة والعقل الصحيح، والفطرة المستقيمة (يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى) والصعود إلى أعلى عليين. ودواعي الشيطان، ومن سلك مسلكه، والنفس الأمارة بالسوء، يدعونه إلى الضلال، والنزول إلى أسفل سافلين، فمن الناس من يكون مع داعي الهدى، في أموره كلها أو أغلبها، ومنهم من بالعكس من ذلك ؛ ومنهم من يتساوى لديه الداعيان، ويتعارض عنده الجاذبان، وفي هذا الموضع، تعرف أهل السعادة من أهل الشقاوة٠٠٠

وقوله: *(قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى*) أي: ليس الهدى إلا الطريق التي شرعها الله على لسان رسوله، وما عداه، فهو ضلال وردى وهلاك.
*(وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ*) إى نحن مأمورين بأن ننقاد لتوحيده، ونستسلم لأوامره ونواهيه، وندخل تحت عبوديته، فإن هذا أفضل نعمة أنعم الله بها على العباد، وأكمل تربية أوصلها إليهم٠٠٠
(تفسير الجلالين)


اللهم يا مثبت القلوب
ثبت قلوبنا على دينك🤲

🌷🌷🌷



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس