[الرهيب]

«قمتُ لك السِّكبة من رأسِ القَدر وهو على النّار يُطهى حتّى قبلَ أن أسكُب لنا»..

تلكَ العِبارة الّتي اعتدّتُ أن أسمعُها من أمّي الحبيبة كلّما صَنعت طعامًا تعرِفُ أنّه يملأ قلبي فرحًا قبلَ أن يملأ معدتي شبعًا!

لم تكُن الكلمات مجرّد جُملة عابِرة بل كانت تختصِر عمرًا من الحَنان وتكشفُ لي عن قلبٍ يسبقُني حبًّا وحنانًا ولطفًا

أذهبُ إليها فأجدُ ما أحبّه قد أُنجزَ قبل بيوم من مَجيئي كأنّها لا تَرضى أن تتركني أُساعدها أو تتيحَ لي أن أبذلَ جهدًا أمامها كأنّها تريدُ أن تظلّ هي العَطاء وأنا البنتُ الصَّغيرة مهما كبرتُ أو مضَت بي السَّنوات أمّي لا تنتظرُ أن تصرّ أن تظلّ هي المُعطية وأنا الآخذة هي السّند وأنا المُستندة فأشعرُ أنَّ الأمومة ليست مجرّد صِفة بل هيَ بذلٌ لا ينقطِع وحنانًا لا يعرفُ حدودًا!

لي أمًّا تُلخّص الدنيا في قلبها وأنَّ أجمل ما في حَياتي أنّني أعيشُ بقُربها ولو حاولتُ أن أصِفها فسيبقى قَولي أمّي حنونةٌ جدًّا والحنان قليلٌ في حقّها.🌸