عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2025, 05:09 AM   #1
الرهيب
افتراضي ألا إن نصر الله قريب

ثم إنَّ المتأمِّل َفي سيرةِ المصطفى صلى الله عليه وسلم، يجدُ أنَّ التفاؤلَ وحُسنَ الظنِّ بالله تعالى واضِحًا فيها كُلَّ الوضُوحِ، حتى ليكادُ أن يكونَ مَنهجًا ثابتًا لهُ عليه الصلاةُ والسلام، خُصوصًا حينَ تَشتدُّ المحنُ وتتفاقَمُ الشدَائِدُ.. فمع كلِّ خوفٍ وشِدةٍ نراهُ صلى الله عليه وسلم يبُثُ الأملَ ويرفعُ المعنويات، وكلَّما خيمَ اليأسُ والقُنوطُ على النفوس، ازدادَ عليه الصلاةُ والسلامُ استبشارًا وتفاؤلًا.. فحِينَ اشْتكَى بعضُ الصَحابةُ ما يَلقونَهُ من شِدّةً المشركِينَ أجَابهُم صلى الله عليه وسلم بقولِه: "والله وليُتمنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتى يَسيرَ الراكِبُ من صَنعاءَ إلى حَضرمَوت ما يخافُ إلا اللهَ والذِئبَ على غَنمِه".. وفي أحداثِ الهِجرةِ المباركةِ، وقد وصلَ المطارِدُونَ إلى بابِ الغارِ، فيقولُ صلى الله عليه وسلم لصاحبه: يا أبا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما، "لا تحزن إنَّ اللهَ مَعنا".. وفي غَزوةِ الأحزابِ: ﴿ إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ٱبۡتُلِیَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُوا۟ زِلۡزَالࣰا شَدِیدࣰا ﴾ [الأحزاب: 10]، فيقول المتفائل صلى الله عليه وسلم: "اللهُ أكبرُ أُعطِيتُ مَفاتِيحَ كذا وكذا.. وغيرها من صُورِ الأمَلِ والتَّفاؤلِ وحُسنِ الظنِّ بالله تعالى، وهي كثيرةٌ جِدًّا..
وأحسِن الظنَّ بربِك، واستبّشِر بصلاحِ الأحوالِ ولو تفاقَم الشَّر، وترقَب النَّصرَ وإنْ تكالبَ الأعداءُ، وتوقع فَرجًا قريبًا وإنْ استَحكَمت حلقاتُ البَلاءُ، ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
فالشدائِدُ أقوى ما تكونُ اشتِدادًا واسودِادًا، أقربَ ما تكُونُ انفِراجًا وانبِلاجًا، ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا ﴾ [الإسراء: 51].
وأحسِن الظَنَّ برَبِك، فكُلُّ ما يأتي مِنْ اللهِ جميلٌ.. ﴿ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَار ﴾ [سورة آل عمران:198]، ﴿ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب ﴾ [سورة آل عمران:14].. ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [سورة الطلاق:7].. ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [سورة الطلاق:4].. و﴿ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ [سورة النور:11]..
فالروضُ سيُورِق، والفجرُ سيُشرِق، والحقُّ سيعلو والباطِلُ سيزهَق، وإن بعد الجوعِ شبعًا، وبعْدَ الظَّمأ ريًَّا، وبعْدَ المرض عافية.. وإن مع الدمعةِ بسْمة، ومع القسْوةِ رحمة، ومع الفاقةِ نِعْمَة، وإنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا، و﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [سورة الطلاق:1]..
فمن المُحالِ دوامُ الحالِ، والأيامُ دُولٌ، والدهرُ قُلّبٌ، والليالي حُبَالى، ومن ساعةٍ إلى ساعةٍ فَرَجٌ، و (ما بين غمضةِ عينٍ وانتباهتِها = يُبدلُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ)..
فالمستقبلُ لهذا الدين، والنصر قادم، وفي قُرآنِك المبين: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين ﴾ [سورة الروم:47]، ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين ﴾ [سورة هود:49]، وفيه أيضًا: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين ﴾ [سورة آل عمران:139]..
فربُك العظيمُ يقولُ عن نفسهِ العلِيةِ: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [سورة البقرة:186]، ويقولُ عن رحمتهِ: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [سورة الأعراف:156]، ويقولُ عن جُندِه: ﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون ﴾ [الصافات:173]، ويقولُ عن نَصرهِ: ﴿ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب ﴾ [البقرة: 214]، ويقولُ عن وَعدِهِ: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون ﴾ [الروم: 6].
*صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه*
*سبحان الله 🌾 الحمدلله 🌾لا إله إلا الله 🌾الله اكبر*



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس