الموضوع
:
👈* قبور الأحياء وحياة الأموات*
عرض مشاركة واحدة
11-30-2024, 06:07 AM
#
1
الرهيب
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 5
👈* قبور الأحياء وحياة الأموات*
يتبادر إلى أذهاننا عندما نذكر الموت أنه عبارة عن انقطاع النفس وتوقف نبضات القلب في جسم الإنسان؛ ومن ثم انتقال هذا الإنسان من دار الدنيا إلى دار الآخرة التي يعتبر القبر أول منازلها، وهذا تصور حقيقي وواقعي للموت؛ لكن الذي يجهله الكثير من الناس أن الموت له صور أخرى؛ فقد يتنفس الإنسان وينبض قلبه ويأكل ويشرب ويمشي ويتكلم ومع ذلك يعتبر في عداد الموتى، وقد ذكر الله هذه الحقيقة والصورة الثانية للموت في القرآن، فقال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122]، كان الناس بدون الإيمان بالله أمواتًا، وكانوا بدون الأخلاق والقيم أمواتًا، وكانوا بدون الأهداف والغايات السامية أمواتًا، هذه هي الصورة الثانية للموت؛ إنسان يأكل ويشرب ويتحرك ولديه زوجة وأولاد وعنده مال ومنصب ومع ذلك هو ميت! وكم من أموات يعيشون على هذه الأرض ويتحركون فيها ويتنفسون من هوائها بسبب بعدهم عن دين الله والاستجابة لأمره، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].
إذًا الحياة الحقيقية بالإيمان، وحمل الأمانة، والشعور بالمسؤولية، والقيام بالواجبات، والثبات على الحق وعمل الصالحات، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، فكم من أحياء ميتون في هذا العالم بسبب موت القلوب بخلوِّها من الإيمان والتقوى والعمل الصالح والغاية النبيلة، وهذا القلب الميت هو الذي لا حياةَ به، فهو لا يعرِف ربَّه ومولاه، وخالقه ورازقه؛ لا يعبده ولا يأتمر بأمره، ولا ينتهي عن نهيه، ولا يحبُّ ما يحبُّه ويرضاه، ولا يُبغض ما يبغضه ويأباه، بل هو واقفٌ مع شهواته ورغباته، حتى ولو كان فيها مُسخِطًا ربَّه، فعبادته لغير الله حبًّا وخوفًا ورجاءً وسخطًا، إنْ أحبَّ أحبَّ لهواه، وإنْ أبْغض أبغض لهواه، وإنْ أعطى أعْطى لهواه، فهو آثرُ عندَه وأحبُّ إليه مِن رضا مولاه، لا يستجيب لناصح، بل يتَّبع كل شيطان مريد، الدُّنيا تُسخطه وتُرضيه والهوَى يصمُّه عمَّا سِوى الباطِل ويُعميه، فهذا هو القلْب الميِّت الذي ذكرت صِفاته في أكثر مِن آية في كتاب الله، قال أحدُ الصالحين: يا عجبًا مِن المسلم! يبْكون على موتِ جسدِه، ولا يبكون على مَن مات قلْبه وهو أشدُّ، فمُخالطة صاحِب هذا القلب سُقم، ومعاشرته سمٌّ، ومجالسته هلاك.
👈*تذكير الأحبة*
*بالباقيات الصالحات*👇👇
سبحان الله 🌾الحمدلله 🌾
لا إله إلا الله 🌾 الله أكبر
صلوا وسلموا على من أمركم
الله بالصلاة والسلام عليه
الرهيب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الرهيب
البحث عن كل مشاركات الرهيب