عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2024, 07:26 PM   #242
الرهيب
افتراضي رد: قصص جميلة ذات عبر

السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته

حكمة وعبرة !!
كان ببغداد رجل بزَّاز له ثروة ، فبينما هو في حانوته أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئًا تشتريه ، فبينا هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك ، فتحيَّر ، وقال : قد والله تحيرت مما رأيت .

فقالت : ما جئت لأشتري شيئًا ، إنما لي أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه ، وقد وقعت أنت بقلبي ، ولي مالٌ ، فهل لك في التزوج بي ؟
فقال لها : لي ابنة عم وهي زوجتي ، وقد عاهدتها ألا أُغيرها ، ولي منها ولدٌ .

فقالت : قد رضيت أن تجيء إليَّ في الأسبوع نوبتين .

فرضي ، وقام معها ، فعقد العقد ، ومضى إلى منزلها ، فدخل بها .
ثم ذهب إلى منزله ، فقال لزوجته : إنَّ بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده .

ومضى ، فبات عندها ، وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها ، فبقي على هذا ثمانية أشهر ، فأنكرت ابنة عمه أحواله فقالت لجارية لها : إذا خرج فانظري أين يمضي ؟

فتبعته الجارية ، فجاء إلى الدكان ، فلمَّا جاء الظُّهر قام ، وتبعته الجارية ، وهو لا يدري، إلى أن دخل بيت تلك المرأة ، فجاءت الجارية إلى الجيران فسألتهم : لمن هذه الدار ؟
فقالوا : لصبيَّة قد تزوجت برجلٍ تاجر بزَّاز .

فعادت إلى سيِّدتها ، فأخبرتها ، فقالت لها : إياك أن يعلم بهذا أحدٌ .
ولم تُظهِر لزوجها شيئًا .

فأقام الرجل تمام السنة ، ثم مرض ، ومات ، وخلف ثمانية آلاف دينار ، فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة ، وهو سبعة آلاف دينار ، فأفردتها وقسمت الألف الباقية نصفين ، وتركت النصف في كيس ،

وقالت للجارية :
خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة ، وأعلميها أنَّ الرجل مات ، وقد خلف ثمانية آلاف دينار ، وقد أخذ الابن سبعة آلاف بحقِّه ، وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك ، وهذا حقُّك ، وسلِّميه إليها ، فمضت الجارية ، فطرقت عليها الباب ودخلت ، وأخبرتها خبر الرجل ، وحدثتها بموته ، وأعلمتها الحال ، فبكت ، وفتحت صندوقها ، وأخرجت منه رقعة ،

وقالت للجارية :
عودي إلى سيدتك ، وسلِّمي عليها عنِّي ، وأعلميها أن الرجل طلقني ، وكتب لي براءة ، ورِّدي عليها هذا المال ، فإنِّي ما أستحق في تركته شيئًا )

يقول بن الجوزي :
فلا ندري أنعجب من عقل الأولى وتقواها وحكمتها وعدلها رغم مصابها وغيرتها ،
أم من سعة عقل الثانية وحسن تصرفها وفرادته ؟! مع أنه لم يطلقها لكنها آثرت ضرتها بميراثها من زوجها وهو نصف الثمن .
معادن الناس اصيلة فلو اتبعنا تلك الأخلاق الموجودة فى تلك القصة لكنا افضل الأمم🌴صلوا وسلموا على صاحب الأخلاق والأدب سيدنا محمد وعلى آله وصحبه🌴



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس