[الرهيب]

#خاطرة‬⁩

‏ التسمم الغذائي الذي حدث مؤخراً نادر، لكن خطورة التعرض له عالية جدا، وكثرة المأكولات المعلبة التي تستخدمها المطاعم، واستحالة مراقبة كل صغيرة وكبيرة في خطوات إنتاجها وتعليبها وحفظها ونقلها يزيد من احتمال وقوعها.

‏المصاب بهذا التسمم مشلول شللا رباعيا في العناية المركزة، لايتحرك فيه شيء، حتى عيناه، ودماغه سليم ومستيقظ يشاهد كل هذا.

‏البقاء في العناية المركزة لأسابيع على جهاز التنفس ليس رحلة استجمام، بل رحلة محفوفة بالمخاطر، واحتمالات تعرض المريض لأنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية عالية جدا، بل إن هذا هو الأصل في مرضى العناية.

‏يتبع الخروج من العناية الحرجة رحلة طويلة من إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي التي قد تمتد لأشهر طوال يتعلم المريض خلالها المشي كالطفل الصغير.

‏اعتن بطعامك وشرابك ونفسك، وكل في بيتك ما استطعت، في وقت أصبح الأكل فيه من المطاعم هو الأصل.
التسمم المشهور يسمونه (النزلة المعوية) ويصحبه إسهال وجفاف واستفراغ، وهو خطر، إذا لم يعالج، لكن هذا التسمم الأخير يقطع الكهربة عن عضلات الوجه والبلع والتنفس والأطراف العلوية والسفلية، وقد يستمر من أسابيع لأشهر في العناية الحرجة، وقد يتعافى منه المريض لكنه يصاب بالتهابات صدر متكررة في العناية، ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، من البكتيريا التي تستوطن المستشفى، وتلتصق بالأجهزة، ولا ينفع فيها التعقيم، فما كل شيء يُعقّم، وتبدأ هنا رحلة أخرى لا علاقة لها بالتسمم، وقد تكون سببا في مضاعفات لا تكاد تنتهي.
‏أسأل الله أن يشفيهم ويعافيهم ويلطف بهم ويردهم لأهلم سالمين.

✍️ د/عبدالرحيم الشهري.
استشاري المخ والأعصاب
١٩/شوال/ ١٤٤٥هـ