الموضوع: ضبط الانوثة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2024, 05:42 AM   #221
الرهيب
افتراضي رد: ضبط الانوثة

"المؤنساتُ الغاليات"!🌸

أحبُ وصفَ رسُول الله -صلى الله عليه وسلم- لنا معشَر الفتياتِ بهذا الوصفِ الذي يقطرُ رقةً وجمالًا.
ألمسُ في كلمةِ "المؤنسات" أنسًا وتوافقًا لفطرتِنا التي تميلُ في أحايين كثيرةٍ للأحاديثِ والقصصِ والحكاياتِ تحقيقًا لهذا الأنسِ في مجالسنا وتقديرًا منَّا دومًا لشعورِ الأنسِ في حياتنا. ووصفِه لنا -صلى الله عليه وسلم- بالغاليات فكثيرًا ما أستمدُ منه عزةً وثقةً وبهجةً إذ أننا وعلى حدِّ وصف رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فإننا الغاليات.
ومن أجلِ أننا الغاليات التي رفعَ الإسلامُ من شأنهن فثمّة حيلٌ وتدابيرٌ شتى تُدبّر في خِضمِّ الماجرياتِ اليوميةِ والمُهاتراتِ الفكريةِ التي نحياها حتى يمتزجُ الخيطُ الأبيضُ للحقِّ بالخيطِ الأسودِ للباطلِ فتتيهُ العقول وتُنتكس الفطرةُ وتزيغ نفوسُ الكثيراتِ عن الصواب.

وفي كلِ مرةٍ أتأملُ فيها حالَ الفتياتِ ينتابني شعور عارم برغبتِي في أن أوضحَ أمورًا أظنّها تغيبُ عنهن أو يتجاهلون العملَ بها لمخالفتِها لهوى النفسِ، فما دفعني إلى ذلك سوى أنني لامست من بعضهن رغبة في التغيير وحبًا في الإصلاح.
ولاحظت كثيرًا أن العائق الخفي وراء استبطاءهن تنفيذ ما تُمليه عليهن ضمائرهن كونهم يستجلبون الرضا عن أنفسهن بفكرة" الاستمراءُ بمواطأةِ النظراء" فهي تعلم جيدًا خطأ ماتفعلُ إلا أنها تستجلبُ الرضا عن نفسِها بمواطئةِ حال الغالبية.
هي تعيشُ على أملِ أن تستيقظَ يومًا ما فتتغير... والتغييرُ لن يأتيَ إليكِ يستأذنُكِ في الموافقةِ، التغييرُ أولى خطواته تبدأُ من عندك.

وإن أردتِ التغيير فعلًا فعليكِ أولًا ألا تتغافلي عن فقهِ نفسك ومعرفةِ نقاط الضعف بها ومواطنِ القوة فيها وتركيبتكِ النفسية التي تمتازين بها كي تُحسني التعاملَ مع نفسك.
وضعي نصب عينيكِ دومًا أنّ "من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه" فكونك تتركين ماتهواه نفسك من أجل رضا الله عنكِ كفيل جدًا أن يغمركِ بسكينة ورضا عما تفعليه وإن اختلف معكِ العالم بأسره، لا أُنكر أنّ التغييرَ في البدايةِ صعبٌ لكن للنفسِ الصادقة مع الله شأنٌ آخر .
الصحبةٍ السيئة التي تثبِّط عزيمتك اربئي بنفسكِ عنها وهاجري إلى الله بقلبكِ في صخبِ هذه الحياةِ وضجيجها، واعلمي أنّ الفتن تتلوى وتتلونُ وتحاصركِ من كلِ حدب وصوب.
تتبعي دومًا ما أمركِ الله بهِ وجاهدي نفسكِ لفعله لأن ذلكَ أزكى لكِ، ولتعلمي أن كثيرًا ممن يدعونكِ للتحررِ والاستقلاليةِ إنّما يَستخدمون هذه الكلمات ستارًا يستترون به عن هدفِهم الحقيقي وهو "كيفية تذليل العقبات للوصول إليكِ؟"
إذ أنّ الإسلام بأحكَامهِ وشروطهِ جعلكِ مَرموقة الشأنِ والمنزلة.

لـ آية أشرف.

#ضبط_الأنوثة 🩷



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس