الموضوع
:
ضبط الانوثة
عرض مشاركة واحدة
01-26-2024, 05:38 AM
#
203
الرهيب
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 5
رد: ضبط الانوثة
عن إحداهنّ:
صديقَتِي قالت لي اليوم "لا أرانِي ناضجةً بشكلٍ كافٍ حتَّى أتحمَّل مسؤوليَّةً كالزَّواج".
عندما رجعتُ فكَّرتُ في هذهِ الجُملةِ كثيرًا وقلَّبتُها في رأسي؛ خاصَّةً وأنها -أحسبُها- من المُلتزِماتِ.
وما زادَ ذلك الأمر في رأسي دورانا؛أنني كنتُ أتقلّدُ ذلكَ المذهب فترة منَ الزمن.
ثمَّ سألتُ نفسي مَّرة، ما هو المعيارُ الحقيقيّ الذي أقيسُ عليهِ كونِي مؤهَّلةً لشيءٍ كبيرٍ كالزواج؟
في الواقعِ مهما قرأتُ وتعلَّمتُ وأخذتُ دوراتٍ؛ فلا أظنُّنِي حتَّى سأكونُ جاهزةً بشكلٍ تام؛ ﻷنَّ المرءَ كلَّما ازدادَ علمًا؛ كُلَّما ازدادَ وعيًا وإدراكًا بجهلِه! فوقتها سأقول: مشوارِي طويل، ما زالَ أمامِي الكثير ﻷتعلّمه..لن أتزوّج الآن!
وهل الحلُّ في التركِ التامّ للعلمِ والوعيِ والمعرفة؛ والزواجِ لمجرّدِ الزواج كما يفعلُ بعضُ النّاس -وأتركُ التشبيهَ لخيالِكُم - بغضّ النظرِ عن قُدسيّتهِ وقُدسيّة العلاقة بين الأفراد ونفوسِهِم ومقدارِ توافقها وأهمّيتِها؟
إذا اعتمدتُ على الخيارِ الأوَّل؛ فحتمًا لن أتزوّج إلا بعدَ أخذِ جائزة نوبل في كونِي خبيرة اجتماعيّة أُسريّة من الطرازِ الأوّل، حتّى أرانِي جديرةً بخُطوةٍ مثل هذه!
وإذا اعتمدتُ على الخيارِ الثاني؛ فلن أُنتِج إلا أُسرةً خرِبَة، وجيلًا مُفكّكًا، وحياةً ليست مُكرَّمة كحياةِ البشر!
ثمَّ سألتُ نفسي مرَّةً أُخرى؛ ما المعيار الحقيقيّ الذي أقيسُ عليهِ كوني مؤهَّلةً لشيءٍ كبيرٍ كالزواج؟
لقد أُلهِمَتْ نفسي إجابةَ السؤال في لحظةِ صفاء..
إنَّه المعيارُ الأدنَى من كلّ شيء مطلوب منكِ كمُسلمة وأُمٍّ وزوجة.
معيارُ الفطرةِ: تكون سليمة؛ لا يشوبُها شائبٌ نسويّ ولا علمانيّ ولا "أنا"نيّ.
معيارُ الدِّين: بمعرفةِ ما لا يسعُ المسلمة جهلهُ وما تفعلهُ من عباداتٍ بشكلٍ يوميّ وما يأمرُهَا ﻹصلاحِ دُنياهَا ودينِها خاّصةً في بيتِ زوجِهَا.
معيارُ المعرفة: أن تتثقّفِي في غالبِ المجالاتِ التي ستفيدُكِ عامةً وفي بيتِ الزوجّيةِ خاصّةً، مثل كيفيّة التعامُلِ مع زوجكِ وأطفالكِ، وما الذي سيحتاجهُ الأطفال ليتعلّموهُ فيما بعد، وفي كلِّ مرحلةٍ ما الذي عليكِ فعلُه؟
أسِّسِي نفسكِ من الآن ولا تتأخَّري.
واعلمِي أنّهُ طالما كانت الفطرةُ سليمة وكذلك العقيدة؛ فأنتِ مؤهَّلة لذلك، فلا تتركِي ثغركِ بحجّةِ عدم الاستعداد الوهميّة؛ وأطفالُ المسلمينَ يمشونَ في الطُّرقاتِ ضائعين بسببِ تقصيرِ أهليهِم، وأطفالُ الكفَّارِ يأتونَ يومًا بعدَ يومٍ ليتبنّوا أفكارَ أهليهِم!
أنت تُحتاجِين، لا تتأخَّري.
ملحوظة: إذا أجّلتِ فكرةَ الزواجِ لهدفٍ ما؛ فضعِي أهدافًا مرئيّةً مُحدّدة تقيسينَ عليها مثل: "سأُنهِي مائة شريطٍ من دروسِ التربية في الوقت الفلاني".
لا تقولي "لستُ مستعدةً بعد".. هكذا، عامّة، دونِ تقديرٍ أو تحديد.
وقتَهَا سيظلُّ المبدأُ مفتوحًا، لا يُقاسُ عليهِ، وستظلّينَ تقولِينها إلى آخرِ عمُرِك.
- ما ذكرتُهُ أعلى من المعايير هو الأساس، إن أردتِ الزيادةَ حسبَ ما تريْنهُ ضروريًّا لشخصكِ فافعلي؛ فأمرُ الزيادةِ نسبيٌّ من شخصٍ لشخص.
#ربات_الخدور
الرهيب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الرهيب
البحث عن كل مشاركات الرهيب