الموضوع: ضبط الانوثة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2023, 08:28 AM   #114
الرهيب
افتراضي رد: ضبط الانوثة

استحضار الأجور الكثيرة التي يمكن للأم تحصيلها هو من أعظم ما يجلب الطمأنينة والسكينة خلال أدوار الأمومة الكثيرة ورغم وبعد تعبها..

الأم التي ترضع ابنها مثلاً تقوم بواجب كبير أمرها الله به نحوه وما تقرب العبد لربه بشيء أحب إليه مما افترضه عليه، وهي تنفق على ابنها بجسدها مما فيه من ماء وغذاء بإعجاز يخرجه الله لصغيرها وهو في حضنها في لبنٍ يناسبه تماماً وهو طازج له خصوصاً وفيه التوازن الكامل من سكرٍ وبروتين ودسم وأملاح وفيتامينات تتغير بحسب عمر طفلها، فهي تغذيه بنفسها، وتقويه ليكون طوال عمره أكثر مقاومة للأمراض وأفضل وزناً وصحة وأبعد عن الأمراض المزمنة وأكثر سوية نفسية بفضل جهدها هذا وصبرها وجهادها ورفضها لكلام من كذب بأن الرضاعة ستخرب جسدها أو لا داعي لها..
وكذلك يستمر أجرها على هذا اللبن طوال عمر طفلها وبعده بحسب ما يعمل من خير وما يبدأ من صدقات جاريات، وهو ربما لا يعلم كم انتفع بذاك اللبن وهي ربما تنسى، والله الشكور يضاعف لمن يشاء..

والأم التي تعلم ابنها اللغة العربية وتصبر عليه خلال الدراسة وهي تكتب معه وتحاول إيجاد الوسائل لتحبيبه بالعربية تقربه من كلام ربه ومن فهمه وتذوق حلاوته، وتساعده على فهم قصصه وتصاويره وأمثلته، وتعينه على قراءة السنة وفهمها والعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته خلالها، وربما بفضل تعليمها يصير عالماً ينفع الأمة في أحد الثغور الكثيرة فيها، وهي هناك معلمةٌ لأشرف اللغات وفي مجلس علم تحفه الملائكة ويذكر الله أهله فيمن عنده، وهي تنمي فيه العزة بدينه وتبعده عن الانهزام للغربيين إن كان كل همه في تعلم لغتهم، كما تعينه على فهم المعاني القرآنية والشرعية كما هي دون ترجمة وغير ذلك مما في كل منه وحده أجور كبيرة بإذن الله..

وقيسوا على ذلك قيام الليل مع الطفل المريض أو الرضيع، وتحضير الطعام الصحي اللذيذ للأسرة، واللعب مع الأبناء وتعليمهم الأذكار وإجابة أسئلتهم والصبر على أخطائهم وتعلّم التفاصيل في تربيتهم والتبسم لهم ومجالستهم وتعليمهم العبادات والحساب والآداب والأخلاق، وغير ذلك مما هو من بوابات فضائل الأعمال والتي فيها أجور كثيرة بحسب صلاحها والنية منها إن استحضرناها كأمهات..

وقد قيل: النية تجارة العلماء، وبقدر استحضار النيات الكثيرة من العمل يكون الأجر إن شاءالله..

وهذا بلا شكٍ يتطلب منا علماً بما نفعله وتصويباً له ليكون كما يرضي الله في تفاصيله وجلّه..

واستبشري بكرم ربك وبعظم دورك ومدى تأثيرك وأنتِ في بيتك، لا تظني للحظة أن أثرك صغيرٌ أو دورك هامشي لأنك لا تتكلمين عنه أو لا يسمع به الناس، بل استبشري في بيتك الذي يغير الأمة واعملي في ثغرك لتصنعي رجالها ونساءها الذين يستطيعون نصرتها بإذن الله..



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس