عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2023, 08:19 AM   #738
الرهيب
افتراضي رد: *💫 #علمتني_آية 💫*

﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

يبيِّن تعالىٰ أثراً مِن آثَار قدرتِه، ونفحَة مِن نفحاتِ رحمتِه، فقالَ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ أَي: الرِّياح المبشِّرات بالغيثِ التِي تثيرهُ بإِذن الله مِن الأرضِ، فيستبشرُ الخلقُ برحمةِ الله، وترتاحُ لهَا قلوبُهم قبلَ نزولِه.

﴿حَتَّىٰٓ إِذَآ أَقَلَّتْ﴾ الرياحُ ﴿سَحَابًا ثِقَالًا﴾ قدَ أثارَه بعضهَا، وألِفه ريحٌ أخرىٰ، وألقحَه ريحٌ أخرىٰ ﴿سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ﴾ قَد كادَت تهلكُ حيوَاناته، وكادَ أهلهُ أَن ييأسُوا مِن رحمةِ الله، ﴿فَأَنْزَلْنَا بِهِ﴾ أَي: بذلكَ البلدِ الميِّت ﴿الْمَآءٓ﴾ الغزيرَ مِن ذلكَ السَّحاب، وسخَّر الله لهُ ريحاً تدرُّه وتفرِّقه بإِذن الله.

﴿فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾، فأصبَحوا مستبشِرين برحمةِ الله، راتعِين بخيرِ الله، وقولهُ: ﴿كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ أَي: كمَا أحيَينا الأَرض بعدَ موتِها بالنبَات، كذلكَ نخرجُ الموتىٰ مِن قبورهِم بعدمَا كَانوا رُفاتاً متمزقِين، وهَذا استدلالٌ واضِح، فإنهُ لَا فرقَ بَين الأمرَين، فمنكِر البعثِ استبعاداً لهُ -معَ أنهُ يرىٰ مَا هوَ نظيرهُ- مِن بَاب العنادِ وإنكارِ المحسُوسات.

وفِي هَذا الحثُّ علىٰ التذكُّر والتفكُّر فِي آلاءِ الله، والنظرِ إليهَا بعَين الاعتبارِ والاستِدلال، لَا بعَين الغفلةِ والإهمَال.

- عبدُ الرَّحمن السَّعدي. 🕊️



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس