عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2023, 12:57 PM   #3
الرهيب
افتراضي رد: سلسلة قصة عيسى عليه السلام

[ قصة عيسى عليه السلام 3 ]

كانت مريم على وشك الولادة..
"فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ"
داهمتها آلام الولادة فاستندت على نخلة.. وما أصعب ولادة البكريّة لاسيما إذا كانت بمفردها كـ مريم..
ومن شدة الألم الجسدي والنفسي والخوف من ردة فعل قومها..
"قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا"..
فكان الموت أهون عندها من اتهامها بالفاحشة..
لكن الله لطيف لما يشاء.. أنزل عليها السكينة
"فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا..وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا"
قيل أن الذي ناداها هو جبريل..
وقيل هو المولود المسيح عيسى وكان يكلم الناس في المهد..
(سرياً) يعني نهرًا .. و(الرطب) البلح الطري..
والعجيب أن النخلة لا يستطيع الرجال الشداد مجتمعين على هزها ولن تُسقِط بذلك ثمارها! فكيف بامرأة نفساء أن تهز نخلة؟!
لكي تترسخ قاعدة الأخذ بالأسباب.. فمع أن الله قدير يرزقها بغير سبب..
كما رزقها سابقاً بالفاكهة في غير موسمها من غير كسب ..
ورزقها الحمل من غير أب..
إلا أنه لا يصح لأحد أن يترك الأسباب..
ثم قال لها : "فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا"
فمهما كان الابتلاء شديد.. لا تيأسي ولا تتوقف حياتك.. كلي واشربي
بل وتأملي جمال مولودك المبارك.. وليفرح قلبك برحمته الله بكِ ومعيته لكِ..
أما بشأن الناس.. أراد الله عز وجل أن يريحها من الجدال.. فأمرها بالسكوت.. "فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا"
تسكت وتشاور على المولود.. فيتكلم هو ليكون أكبر دليل على صدق وبراءة أمه قائلاً :
"إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا"..
آية ومعجزة تكلم بها المسيح عيسى بن مريم عند مولده ليبرئ بها أمه الطاهرة وليعلن عبوديته لرب العالمين ..
وبشارة لما سيكون له بعد ذلك من الشأن الكبير ..



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس