عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2018, 11:42 AM   #1
نورالدين
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي اجنِ العسل ولا تكسر الخلية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الرفقُ ما كان في شيءٍ إلاَّ زانهُ ،
وما نُزع من شيءٍ إلاَّ شانُه ،
اللينُ في الخطاب ، البسمةُ الرائقةُ على المحيا ،
الكلمةُ الطيبةُ عند اللقاءِ ،
هذه حُلُلٌ منسوجةٌ يرتديها السعداءُ ،
وهي صفاتُ المؤمِنِ كالنحلة تأكلُ طيِّباً وتصنعُ طيِّباً ،
وإذا وقعتْ على زهرةٍ لا تكسرُها ؛
لأنَّ الله يعطي على الرفقِ ما لا يعطي على العنفِ .

إنَّ من الناسِ من تشْرَئِبُّ لقدومِهِمُ الأعناقُ ،
وتشخصُ إلى طلعاتِهمُ الأبصارُ ،
وتحييهمُ الأفئدةُ وتشيّعهُمُ الأرواحُ ،
لأنهم محبون في كلامهِم ، في أخذهم وعطائِهم ،
في بيعهِم وشرائِهم ، في لقائِهم ووداعِهِم .

إن اكتساب الأصدقاءِ فنٌّ مدروسٌ يجيدُهُ النبلاءُ الأبرارُ ،
فهمْ محفوفون دائماً وأبداً بهالةٍ من الناسِ ،
إنْ حضروا فالبِشْرُ والأنسُ ،
وإن غابوا فالسؤالُ والدعاءُ .

إنَّ هؤلاءِ السعداء لهمْ دستور أخلاقٍ عنوانُه :
﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾
فهمْ يمتصون الأحقاد بعاطِفتِهِمُ الجيّاشةِ ،
وحلمِهِمُ الدافِئ ، وصفْحِهم البريءِ ،
يتناسون الإساءة ويحفظون الإحسان ،
تمُرُّ بهمُ الكلماتُ النابيةُ فلا تلجُ آذانهم ،
بل تذهبُ بعيداً هناك إلى غيرِ رجْعةٍ .
همْ في راحةٍ ، والناسُ منهمُ في أمنٍ ،
والمسلمون منهمُ في سلام
(( المسلمُ من سلِم المسلمونُ من لِسانِهِ ويَدِهِ ،
والمؤمنُ من أمِنَهُ الناسُ على دمائِهم وأموالِهم ))
(( إن الله أمرني أنْ أصل منْ قطعني وأن أعْفُوَ عمَّن ظلمني وأن أُعطي منْ حرَمَنِي ))
﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾
بشّرْ هؤلاء بثوابٍ عاجلٍ من الطمأنينةِ والسكينةِ والهدوءِ .
وبشرهم بثوابٍ أخرويٍّ كبيرٍ
في جوارِ ربٍّ غفورٍ في جناتٍ ونَهَرٍ
﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ﴾



نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس