الموضوع: تكريم الإنسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2017, 03:25 PM   #8
نورالدين
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: تكريم الإنسان

قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت لك كأبي زرع لأم زرع «5» » ) * «6» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (تكريم الإنسان)

1-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
«المؤمن أكرم على الله من ملائكته» ) * «7» .
2-* (نظر ابن عمر- رضي الله عنهما- يوما إلى البيت- أو إلى الكعبة- فقال: «ما أعظمك وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك» ) * «8» .
3-* (عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم ... الآية (الإسراء/ 70) أن التفضيل بالعقل) * «9» .
4-* (وعنه أيضا أن التفضيل بأكله بيده، وغيره يأكل بفمه) * «10» .
5-* (وعن الضحاك- رضي الله عنه- في الآية الكريمة نفسها: أن التفضيل بالنطق) * «11» .
6-* (وعن عطاء- رضي الله عنه- في الآية نفسها: أن التكريم بتعديل القامة وامتدادها) * «12» .
7-* (وعن زيد بن أسلم- رضي الله عنه- أن التكريم بالمطاعم واللذات) * «13» .
8-* (عن ابن جريج قال في قوله تعالى:
ولقد كرمنا بني آدم قال: فضلناهم في اليدين يأكلون بهما ويعملون بهما، وما سوى الإنس يأكل بغير ذلك) * «1» .
9-* (وعن يمان- رضي الله عنه- أن التفضيل بحسن الصورة) * «2» .
10-* (وعن محمد بن كعب القرظي: أن التفضيل بجعل محمد صلى الله عليه وسلم منهم) * «3» .
11-* (وقال ابن عطية: إنما التكريم والتفضيل بالعقل الذي يملك به (الإنسان) الحيوان كله، وبه يعرف الله ويفهم كلامه) * «4» .
12-* (وقال أبو حيان:- رحمه الله- قيل عن بعضهم: إن التفضيل بالخط. وقيل: باللحية للرجل والذؤابة للمرأة. وقيل بتدبير المعاش والمعاد. وقيل:
بخلق الله آدم بيده) * «5» .
13-* (قال الطبري في تفسير قوله تعالى:
ولقد كرمنا بني آدم الآية: يقول- تعالى ذكره- ولقد كرمنا بني آدم بتسليطنا إياهم على غيرهم من الخلق، وتسخيرنا سائر الخلق لهم، وحملناهم في البر على ظهور الدواب والمراكب، وفي البحر في الفلك التي سخرناها لهم، ورزقناهم من الطيبات أي طيبات المطاعم والمشارب، وهي حلالها ولذيذاتها وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا وذلك تمكنهم من العمل بأيديهم، وأخذ الأطعمة والأشربة بها، ورفعها بها إلى أفواههم، وذلك غير متيسر لغيرهم من الخلق» ) * «6» .
14-* (ذكر النيسابوري في تفسيره أنه يحكى عن الرشيد أنه حضر لديه طعام فأحضرت الملاعق وعنده أبو يوسف (من أصحاب أبي حنيفة) فقال له:
جاء في تفسير جدك ابن عباس أن هذا التكريم (لبني آدم) هو أنه جعل لهم أصابع يأكلون بها فرد الملاعق وأكل بيده) * «7» .
15-* (وقال النيسابوري: من وجوه تكريم بني آدم تسليطهم على ما في الأرض وتسخيره لهم فالأرض لهم كالأم الحاضنة، منها خلقهم وفيها يعيدهم، وهي لهم فراش ومهاد ينتفعون به في الشرب والعمارة والزراعة، وماء البحر ينتفع به (الإنسان) في التجارة واستخراج الحلي منه، والهواء مادة الحياة، ولولا هبوب الرياح لاستولى النتن على المعمورة، والنار ينتفع بها في الطبخ والإنضاج ودفع البرد وغير ذلك، وانتفاع (الآدميين) بالمركبات المعدنية والنباتيةوالحيوانية ظاهر، وبالجملة فهذا العالم بأسره كقرية معمورة أو خوان معد والإنسان فيه كالرئيس المخدوم والملك المطاع فأي تكريم يكون أزيد من هذا؟ ولا شك أن الإنسان لكونه مستجمعا للقوة العقلية القدسية، وللقوتين الشهوية البهيمية، الغضبية السبعية «1» ، ولقوتي الحس والحركة الإرادية، وللقوى النباتية وهي الاغتذاء والنمو والتوليد يكون أشرف مما لم يستجمع الجميع (أي كل هذه القوى) * «2» .
16-* (يروى عن زيد بن أسلم أن الملائكة قالت: ربنا إنك أعطيت بني آدم الدنيا، يأكلون منها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك فأعطناه في الآخرة، فقال:
«وعزتي وجلالي، لا أجعل ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له كن فكان» ) * «3» .
17-* (قال القرطبي في قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم الآية (الإسراء/ 70) أي: جعلنا لهم كرما أي شرفا وفضلا.
وهذا هو كرم نفي النقصان، لا كرم المال. وهذه الكرامة يدخل فيها خلقهم على هذه الهيئة في امتداد القامة وحسن الصورة، وحملهم في البر والبحر مما لا يصح لحيوان سوى بني آدم أن يكونه، يتحمل ذلك بإرادته وقصده وتدبيره، وتخصيصهم بما خصهم به من المطاعم والمشارب والملابس، وهذا لا يتسع فيه حيوان اتساع بني آدم، لأنهم يكسبون المال خاصة دون الحيوان، ويلبسون الثياب ويأكلون المركبات من الأطعمة. وغاية كل حيوان يأكل لحما نيئا أو طعاما غير مركب) * «4» .
18-* (وقال في قوله تعالى: ... وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا أي على البهائم والدواب والوحش والطير بالغلبة والاستيلاء، والثواب والجزاء والحفظ والتمييز وإصابة الفراسة) * «5» .
19-* (وقال- رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر أقوال العلماء فيما فضل به الإنسان: «والصحيح الذي يعول عليه أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف، وبه يعرف الله ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله، إلا أنه لما لم ينهض بكل المراد بعثت الرسل وأنزلت الكتب ... » ) * «6» .
20-* (قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم ... الآية: يخبر الله تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم وخلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كقوله تعالى: لقد خلقناالإنسان في أحسن تقويم بأن يمشي قائما منتصبا على رجليه، ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع، ويأكل بفمه، وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا، يفقه بذلك كله وينتفع به، ويفرق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية) * «1» .
21-* (وقال- رحمه الله-: وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا أي: من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات. وقد استدل بهذه الآية الكريمة على أفضلية جنس البشر على جنس الملائكة) * «2» .
22-* (قال النيسابوري في قوله تعالى: ...
ما غرك بربك الكريم* الذي خلقك فسواك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركبك (الانفطار/ 6- 8) .
«.. الكرم بالخلق والتسوية وهي انتصاب القامة، أو سلامة الأعضاء، وبالتعديل وهو: تناسبها ... » ) * «3» .
23-* (عن أبي بن كعب في قول الله- عز وجل- وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ... الآية (الأعراف/ 172) . قال: «جمعهم فجعلهم أرواحا، ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم عليه السلام- أن تقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري، ولا رب غيري، فلا تشركوا بي شيئا، إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كتبي.

قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك. فأقروا بذلك، ورفع عليهم آدم ينظر إليهم، فرأى الغني والفقير، وحسن الصورة ودون ذلك، فقال: رب، لولا سويت بين عبادك، قال إني أحببت أن أشكر) * «4» .
من فوائد (تكريم الإنسان)

(1) لتكريم الإنسان في الإسلام قيمة عظمى تدفع المسلم للاعتزاز بكرامته وعدم التفريط فيها مما يجعله يرفض الظلم ويأبى الضيم فيعيش مرفوع الهامة قوي العزيمة رابط الجأش لا يخشى في الحق لومة لائم.
(2) إن قناعة المسلم بتكريم الله له ولغيره من البشر تجعله يحافظ على أرواح الناس ويبتعد عن إيذائهم أو إرهابهم لأنه مطالب بأن يكرم من كرمه الله ورسوله، ومن يكرمه ربه ينبغي ألا يهينه أحد ومن يهن الله فما له من مكرم (الحج/ 18) .
(3) إن تكريم الإنسان يدفع المؤمن الحق إلى شكر المولى عز وجل على تلك النعم العظيمة التي حباه بها وفضله على كثير ممن خلق.
(4) إن من عرف إكرام الله له، لابد وأن يبتعد عن معاصيه، وإذا غلبه الشيطان فعصى، فعليه المبادرة بالتوبة.
(5) إن تكريم الخادم كما أمر الإسلام- كفيل بأن يقضي على الحقد والحسد من هؤلاء الخدم الذين قد تدفعهم الإهانات المنافية لروح الإسلام إلى ارتكاب حماقات تصل إلى حد القتل.
(6) إن تكريم الإسلام للمرأة (أما وبنتا وزوجا) يجعلها تشعر بقيمتها في المجتمع، وتعتز بدورها في بناء الأسرة، ولا شك أن المرأة إذا كانت راضية النفس، موفورة الكرامة ستحول بيتها إلى جنة وارفة الظلال، وصدق شاعر النيل إذ قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق (7) تكريم الإسلام- ومن ثم المسلمين لأهل الذمة من المعاهدين والكتابيين وغيرهم يجعل هؤلاء يستشعرون عظمة الإسلام، ويوحد كلمة المجتمع فيصبح آمنا من الدسائس والمكائد التي يلجأ إليها من هضمت حقوقهم أو انتهكت حرماتهم، ويجعل من هؤلاء الذميين عناصر صالحة تعمل وتعطي دون خوف أو وجل.
(8) إن تكريم المحارب- حتى وإن كان كافرا- يحمي البشرية من تلك المجازر الجماعية التي تقشعر لها الأبدان ويروح فيها الضحايا من النساء والولدان، وما ضحايا لبنان والبوسنة وغيرهما على أيدي سفاحي العصر الحديث عنا ببعيد، ولو كان هؤلاء يعرفون كرامة الإنسان كما أقرها الإسلام ما سمعنا عن هذه الأهوال التي يشيب لها الوليد.
(9) إن كرامة الإنسان تحتم على من يقوم باحتلال أرض الغير ألا يطرد أهلها من ديارهم وألا يروعهم وألا يأكل من ثمار أرضهم إلا بإذنهم،وألا تنتهك حرمات بيوتهم وألا تضرب نساؤهم أو يعذب ذووهم.
(10) إن تكريم سلطان الله في الأرض كفيل بأن يقضي على الفوضى ويقطع دابر الشقاق، ويجعل له من الهيبة ما يخيف المجرمين.
(11) إكرام الإنسان إذا كان غريبا أو لاجئا يشعره بعظمة الإسلام، ويفرج كربته.
(12) إكرام الإنسان إذا كان شيخا فيه بشارة للمكرم بأنه سيعيش طويلا وأنه سيرزق بمن يكرمه حينذاك (انظر الحديث رقم 7) .
(13) إن من يعرف إكرام الله له بخلقه من طين، وتسويته، ونفخه فيه من روحه، لا يتكبر ولا يتجبر ولا يمنع خيرا رزقه إياه (انظر الحديث رقم (9) .
(14) إن من يعرف أن الله أكرمه فسخر له ما في الكون ورزقه السمع والبصر والفؤاد، لابد أن يدفعه ذلك إلى ذكر الله، وإن نسي نسيه الله يوم القيامة (انظر الحديث رقم 10) .
(15) إن من يعذب الناس وينتهك بذلك آدميتهم ولا يعبأ بكرامتهم عليه أن ينتظر عذاب الله يوم القيامة، فإذا منعه تكريم الإنسان من ذلك فقد أمن العذاب- من هذه الجهة- يوم القيامة (انظر الحديث رقم 19) .









نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس