بعض المستقيمين والملتزمين بالإسلام تحكمهم الرؤية الظاهريَّة مباشرة ؛
فيرون الالتزام بالدين قاصراً على بعض المظاهر الطيبة والجيدة ،
ويرون ـ وقد يكون ذلك شعوراً لا نطقاً ـ
أنَّ الرجل إذا استكملها فقد استكمل الالتزام !
إنَّ ديننا الإسلامي وضَّح مفهوم الالتزام والاستقامة على الدين ، حتَّى لا يكون الالتزام التزاماً أجوف ،
أو تديناً مغشوشاً ؛
فالالتزام مفهوم واسع وشامل، إنَّه لا يقصر الالتزام على مجرد إطلاق اللحية ـ وهو واجب ـ
ولا يقصر الدين على تحريم إسبال الثياب وهو ـ محرَّم ـ .
نعم ! إنَّ من الالتزام ، إطلاق اللحية ، وعدم إسبال الثياب للرجال ،
وتغطية جميع جسم المرأة ؛ ووجهها من باب أولى
ـ كما هو قول جمع من الفقهاء ـ، وترك الدخان بله تحريمه ...
بيد أنَّ تعليق الالتزام والاستقامة على الدين بهذه المظاهر فقط
وجعلها علامة فارقة بين الملتزمين وغيرهم هو الخطأ الجسيم!
لا ريب أنَّ هناك من يوافق على هذا الرأي ،
غير أنَّه في مجال التطبيق الواقعي تكون نظراته وأفكاره مختلفة عن قناعاته الفكريَّة ،
ممَّا يسبِّب تنافراً بين الفكر والتطبيق ، وفصاماً بين العلم وواقع العمل !