الموضوع
:
تبعيّة الأخ الكبير الوظيفية
عرض مشاركة واحدة
12-17-2014, 10:44 AM
#
1
عصر المانوليا
تبعيّة الأخ الكبير الوظيفية
قديماً كان المجتمع البحيري والمجتمعات المجاورة له تنقسم في بحثها عن الوظيفة إلى فئتين:
- فئة تتجه إلى المسلك العسكري
- فئة تتجه إلى مجال التعليم.
لم يكن لدينا ميدان فسيح للخيارات. فقط كانت خياراتنا محصورة في الخيارين الآنفين. وقلة جداً من يشذون عن هذه القاعدة.
غير أنه ظهرت بجلاء تبعية الأخ الكبير الوظيفية في كل أسرة.
فعندما ينخرط الأخ الكبير في مجال معيّن( من الناحية الوظيفية) فإنّ إخوته الذين يلونه في سلم الترتيب العائلي يحاكون تجربته ويتدثرونها بكل تفاصيلها,
فيكون هو القدوة والموجّه وكأنه وكيل حصري يمدّ وشاح هذه الوظيفة ليتسلمه منه إخوته بكل اعتزاز.
انقضى ذلك الزمان وشاخت ملامحه وأصبحت الخيارات الوظيفية تنداح بين أيدينا, فبدأت مجالات الصحة ومجالات الهندسة والقطاع الخاص تزاحم على الأبواب وأيّدت هذه المجالات العقليات التي بدأت أيضاً تتخلص من تبعية الأخ الكبير وتركن إلى الميول والقدرات والهوايات وهو ما جعل الإخوة يتفاوتون في وظائفهم وجعل المجتمع يستفيد من الموظف الذي يعمل بحب وإخلاص لوظيفته التي اختارها عن قناعة تامة من لدنه, ناهيك عن تخلص الدولة من بعض الأيدي الأجنبية العاملة في بعض التخصصات.
عندما يختار الفرد وظيفته التي ينوي الانخراط بها بدافع الميول والقدرات والهوايات فإن نسبة تركه لها تتدنى ونسبة إنتاجيّته تبلغ أوجُها, وفي الضفّة المقابلة يكون النقيض وأعني بذلك من يحاكي ويقلّد أخاه الكبير أو حتى صديقه أو قريبه في الوظيفة , فقد شاهدنا البعض في مجتمعنا يصطدم بحقائق في وظيفته التي نالها عن طريق التقليد مما يدعوه في نهاية الأمر إلى تركها والجنوح عنها.
وهذا يسهم في رسم لوحة باهتة عنوانها يكون (البطالة).
والذي يؤكد كلامي أن البعض تُتاح له الفرصة في العودة إلى وظيفته ولكنه يكرر تركها للمرة الثانية والثالثة.
بعض الآباء يصرّ على بروتوكول تبعية الأخ الكبير الوظيفية وكأن أبناءة نسخة واحدة , ولم يعلم بأن الرحم الذي خرجوا منه أشبه ما يكون بالحقل الذي يحوي فواكه حلوة وأخرى مُرّة وثالثة بين بين.
كتبتُ تغريدة قبل شهور عن تساهل الأب في جعل ابنه يشجع النادي الكروي الذي يريده وهو في عمر الزهور حتى وإن كان من الأندية المنافسة لنادي الأب ولا يترك له حريّة اختيار تخصصه ووظيفته وهو في عمر يجيز له الاختيار وكأن هذا حلال وهذا حرام.
ما أجمل أن نرسم لأنفسنا خطاً وظيفياً يتواءم مع قدراتنا وميولنا وهواياتنا وقناعاتنا ونخلع عباءة تبعية الأخ الكبير والصديق والقريب (الوظيفية) لنصبح منتجين لأُسرنا فاعلين في مجتمعنا.
(
عصر المانوليا
)
عصر المانوليا
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عصر المانوليا
البحث عن كل مشاركات عصر المانوليا