الموضوع
:
شدُّ المئزر وإحياءُ الليالي العشر تحرّياً لليلة القدر
عرض مشاركة واحدة
07-21-2014, 02:09 PM
#
1
عبق الورد
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 3
شدُّ المئزر وإحياءُ الليالي العشر تحرّياً لليلة القدر
بسم الله الرّحمن الرحيم
رمضان والعشر
شدُّ المئزر وإحياءُ الليالي العشر تحرّياً لليلة القدر !
من صحيح البخاري
:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «
مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
»
صحيح البخاري
(
من يقم ليلة القدر
) أي :
يُحييها بالصلاة وغيرها من القُرُبات
.
ومن خصائص هذه العشر
: ما ذكرته عائشة من أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليله ، ويشدّ مئزره ، أي يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة . وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب .
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- يحيي هذه العشر اغتناماً لفضلها وطلباً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر
.
وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها- قالت
: ما أعلم - صلى الله عليه وسلم- قام ليلة حتى الصباح .
ولا تنافي بين هذين الحديثين ، لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالصلاة والقراءة والذكر والسحور ونحو ذلك من أنواع العبادة ، والذي نفته ، هو إحياء الليل بالقيام فقط .
عبد العزيز الفوزان
ما هو حكم التهجد في ليلة القدر دون الليالي الأخرى
؟
الإجابة
:
الحمد لله
أولاً
:
ورد الفضل العظيم في العبادة في ليلة القدر ، فقد ذكر ربنا تبارك وتعالى أنها خيرٌ من ألف شهر ، وأخبر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه .
قال تعالى (
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : "
مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
"
رواه البخاري ومسلم
.
إيماناً
:
بفضلها وبمشروعية العمل فيها
.
واحتساباً
:
إخلاصاً للنية لله تعالى
.
ثانيا
:
اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر على أقوال كثيرة ، حتى وصلت الأقوال فيها إلى أكثر من أربعين قولاً كما في "
فتح الباري
" ، وأقرب الأقوال للصواب أنها في وتر العشر الأخير من رمضان .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "
تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ
".
رواه البخاري – واللفظ له - ومسلم
.
والحديث
: بوَّب عليه البخاري بقوله : "
باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
" .
والحكمة من إخفائها
هي تنشيط المسلم لبذل الجهد في العبادة والدعاء والذكر في العشر الأخير كلها ، وهي الحكمة ذاتها في عدم تحديد ساعة الإجابة يوم الجمعة ، وعدم تحديد الأسماء التسعة والتسعين لله تعالى والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : "
مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ
"
رواه البخاري ومسلم
.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله
: قوله – أي : الإمام البخاري - : "
باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
" : في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ، ثم في العشر الأخير منه ، ثم في أوتاره ، لا في ليلة منه بعينها ، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها . " فتح الباري " .
وقال أيضاً
: قال العلماء : الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة . " فتح الباري " .
ثالثاً
: وعليه : فلا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر ، وخاصة إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبر أمته بها ثم أخبرهم أن الله تعالى رفع العلم بها .
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : "
إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ
"
رواه البخاري
.
تَلاحَى
أي
تنازع وتخاصم
.
قال علماء اللجنة الدائمة
:
أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر
: فهذا يحتاج إلى دليل يعينها دون غيرها ، ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها والليلة السابعة والعشرون هي أحرى الليالي بليلة القدر ؛ لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا . لذا لا ينبغي للمسلم أن يتعاهد ليلة بعينها على أنها ليلة القدر ، لما في ذلك من الجزم بما لا يمكن الجزم به ؛ ولما في ذلك من تفويت الخير على نفسه ، فقد تكون ليلة الحادي العشرين ، أو الثالث والعشرين ، وقد تكون ليلة التاسع والعشرين ، فإذا قام ليلة السابع والعشرين وحدها فيكون قد ضاع عليه خير كثير ، ولم يصب تلك الليلة المباركة .
فعلى المسلم أن يبذل جهده في الطاعة والعبادة في رمضان كله
، وفي العشر الأواخر أكثر ،
وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم . عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ
.
رواه البخاري ومسلم
يا أيُّها الراقد كم ترقد
.
قم يا حبيباً قد دنا الموعدُ
و خذ من الليل وساعاته
.
حظا إذا هجع الرُّقَّد
نقلًا
عبق الورد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عبق الورد
البحث عن كل مشاركات عبق الورد