[متعب البحيري]

أهلاً أهلاً عزيزي هزاع

سعادتي لا تصوف وأنا أرى مقالاتك مدونة على جدار هذا الصرح الشامخ كيف لا وانت ضمن خيرة الكتاب ممن اتلذذ بالقراءة له وأرجو الله أن ينفع بما تقول وأن يجعله في موازين حسناتك، وكان من الأولى أن لا تخشى من عدم اختيار الوقت المناسب فمنافحتك عن شيخ الإسلام ابن تيمية عصره جاءت في وقتها لا سيما بعد أن وجم الكثيرون واستساغوا كلمات عبده خال (طبعاً كنت منهم لولا أن بيّن لي بعض المقربين بغض عبده خال لعائض القرني وحسده له). فكنت أعتقد أن نتريث في حسم القضية سيراً على حكمة القاضي شريح، خصوصاً حين رأيت ان الكل كال لعبده خال الشتائم والسباب ولكن اتضح لي أن عبده خال يهرف بلا لا يعرف ويهذي بما لا يدري وكونه يفتقر لمقومات النقد الادبي يجعل كلامه يتهاوى امام القصيدة، ناهيك عن أن عائض القرني قد أقر بضعف القصيدة مسبقاً وبين أن الهدف اسمى من جمالها. عموماً كلامك في محله وكم هو جميل هذا الشعور عزيزي هزاع (= الأسد) الذي ابديته تجاه الطرفين والأجمل بصراحة رسالتك المضمنة أقصد تلك التي تناولت الفرق بين متعَب ومتعِب فالمتأمل المتفحص يجد أن الفرق يكمن في تلك الإشارة الصغيرة التي إما أن تستلقي تحت الكلمة وتؤذي الناس وإما أن ترتقي على الكلمة وتؤذيني. على كل حال هذا الخلاف قد يشكل عوائق ولليس لي إلا أن استشهد بقصة الألمانيتين حين ذكرت بأن الكل "ينفق مما لديه" فالمسمى مختلف والكل ينفق مما لديه!!! ومن اللطائف التي يحلو ذكرها يا عزيزي هزاع أن سؤالك لي (متعِب أو متعَب) قديما جعلني أذكر التباين كلما سألني احد عن اسمي، بل أنني والله في أول محاضرة لي حضرتها سألني الدكتور وكانت المحاضرة عن "الصوتيات وكيف تنطق الكلمات" فذكرت له الاختلاف هذا وقلت له: إن قلت لي متعَب فهو (تايرد) وإن قلت متعِب فهو (تايرينق)، فضحك وقال للحاضرين: انتبهوا حين تنادون متعب، اختارو النطق المناسب...

أخيراً:
ارجو أن لا ينضب هذا النبع الصافي لتواصل ضخ افكار نيرة في منتدى قبيلتك فهو بحاجتك لاسيما أنك في عداد خيار القوم بالقبيلة...

كل التحايا والتقدير لك عزيزي
متعب البحيري