عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2009, 11:03 PM   #4
حسن بن صموت
 
الصورة الرمزية حسن بن صموت
افتراضي رد: رواية براري الحمى تتجنى على العرضيه وأهلها

رد ابراهيم نصر الله على الاستاذ عبدالله الرزقي

الأخ العزيز عبد الله بن حسن الرزقي أشكرك على اهتمام ببراري الحمى، لم يسبق لي أن قمت بالرد على أحد زوار الموقع، ولكن أظن أن قراءتك تستحق الحوار. كما أنني أكن احتراما خاصا لقراء كتبي. في البداية أحب أن أشير إلى أن براري الحمى ليست أدب رحلات بل رواية، وإذا ما أراد أن يفهمها شخص ما فإن عليه أن ينظر إليها من داخل جمجمة بطلها المحموم، المصاب بالملاريا، التي أتمنى ألا يجربها أحد، وإذا ما أردت أن تقرا ما كتبته عن القنفذة من أدب الرحلات فيمكنك أن تعود إلى كتابي الأخير (أقل من عدو، أكثر من صديق/ السيرة الطائرة) وأظن أن الحصول عليه ليس صعبا، وهناك خمسة فصول تتحدث عن القنفذة من وجهة نظري الشخصية المباشرة. وبالمناسبة أحسست أن باستطاعتي كتابة كتاب جديد عن تلك التجربة القاسية إلى أبعد الحدود. لم أبق في القنفذة أربعة أعوام بل عامين، أما لماذا احتملتها فهذه مسألة أخرى، لا يجوز الحديث فيها، لأنني أعتقد أنك فطن بما فيه الكفاية. كنت هناك قبل 31 عاما، ومن لم يعرف القنفذة في تلك الأيام، لا يستطيع الحديث عنها لمجرد أنه يعرفها اليوم، فهي أفقر منطقة رأيتها في حياتي، ولم أر مثلها سوى منذ عامين، حين زرت مدينة مدايين/ كولومبيا/ أمريكا اللاتينية، حيث كانت (في القنفذة) الملاريا مستوطنة وكذلك السُّل والفقر المرعب الذي أتمنى ألا يعرفه أحد، وبالمناسبة (ومع أنني لا أحب أن أقتبس كلام الملوك والرؤساء) فقد صرح الملك عبد الله بن عبد العزيز حين زار الجنوب مؤخراً أن هذه المناطق ظُلمت ونُسيت وأن على الدولة أن تلتفت إليه لتنصفها، فما بالك والأجواء التي تتحدث عنها الرواية كانت قبل 31 عاما!! أما عن الناس فالرواية تتحدث عن شخصيات سعودية بمنتهى الطيبة والصدق وتتحدث عمن هم عكس ذلك، ولا أرى أن الناس لا بد أن يكونوا ملائكة ما داموا سعوديين أو فلسطينيين أو مصريين أو سويديين؟!! وأذكرك أن أسوأ شخصية في الرواية هي شخصية المدرس (المغترب)! أحمد لطفي الذي يطرده أهل القرية والمدرسون معا صوب الجبال. ولو أتيح لك قرأءة ما كتبته في روايات (الملهاة الفلسطينية) عن (شعبي) لرأيت أن هنالك شخصيات تغدو معها أسوأ شخصيات براري الحمى ملائكة. المسألة الأخيرة، التي لم تُفهم جيدا، هي تصريحي لصحيفة الحياة حول أن أحد النقاد نصحني بحرقها حين قرأ المخطوط، فوضعت (الحياة) تلك الجملة عنوانا للحوار، وكنت أريد أن أقول إن هناك نقدا متخلفا كان سائدا في تلك الفترة، ينظر للبطل المنتصر والنهايات السعيدة، ذلك النقد الذي يحكم على الأعمال الأدبية بمسطرة الواقعية الاشتراكية في أسوأ تطبيقاتها، نقد متخلف (للأسف هنالك ما هو أسوأ منه هذه الأيام) نقد لا يرى الناس على حقيقتهم، نقد متعصب لمقولات جاهزة وآراء غير قابلة للحوار. أما المسألة ما بعد الأخيرة: فهي المكان. إذ لا يستطيع أحد أن يقول لي ما هو، لأنني عشته وخبرته وقطعت براريه راجلا وعلى دراجة وفي صناديق سيارات الهاي لوكس!! وفي الحقيقة أتمنى أن أزوره الآن مرة أخرى. مع تحياتي إبراهيم نصرالله




التعديل الأخير تم بواسطة حسن بن صموت ; 06-05-2009 الساعة 11:11 PM.
حسن بن صموت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس