[ابورزان]

الزلازل المحيطية ( امواج التسونامي )


يمكن تعريف التسونامي على أنها موجة المياه التي تنتج بفعل حركة مفاجئة لأرضية المحيط للأعلى أو للأسفل نتيجة حدوث زلزال تحت سطحي يتولد عنه موجة مد عالية جدا، وهذه الموجة ليس لها علاقة بعملية المد والجزر الطبيعية في البحر لذلك أطلق عليها العلماء إسم تسونامي وهو إسم ياباني إذ أن اليابان كثيرا ما تتعرض لهذه الأمواج، وعادة ما تحدث هذه الموجة الضخمة بفعل زلازل كبيرة ( أكثر من 8 درجات) تحدث تغييرا في قاع المحيط إلا أنها قد تنتج أيضا بفعل إنهيارات في قاع المحيط أو ثورات بركانية.
قد يصل طول موجة التسونامي إلي 400 متر وتتحرك بسرعة 95 كيلومتر/ساعة في المياه العميقة في عرض البحر وقد يصل إرتفاعها عندما تصطدم بالشاطيء من 0.6 إلى 3 أمتار، وفي بعض الأحيان يمكن أن يصل طولها إلى 160 كيلومترا وتتحرك بسرعة 725 كيلومتر/ساعة في المياه العميقة في عرض البحر ويكون إرتفاعها في المياه العميقة من 0.6 إلى 2 متر إلا أنها عندما تصطدم بالشاطيء يكون إرتفاعها بين 15 إلى 30 متر وذلك بسبب طبوغرافية قاع البحر حيث يزيد أرتفاعها وتقل سرعتها.
تسبب هذه الموجة خسائر كبيرة في المواني والمنشئات القريبة من الشواطئ كما أنها قد تقذف بالقوارب والسفن بعيدا عشرات الأمتار داخل اليابسة وتعمل على إغراق الناس المتواجدين على الشواطئ.

رسم تخطيطي لموجة سونامي ناتجة بفعل زلزال وهي تغمر الشاطيء

• زلزال المحيط الهندي

تم تصنيف زلزال المحيط الهندي كواحد من أقوى أربعة زلازل منذ عام 1900 ويعتبر الأكبر بعد زلزال الجمعة العظيمة الذي حدث في عام 1964م و ضرب منطقة الاسكا بقوة 9.2 درجة

النشاط الزلزالي لمنطقة جنوب شرق المحيط الهندي للزلازل الأكبر او المساوية لست درجات خلال الفترة من 1900 وحتى 2002م (المصدر: USGS )

كما أن هذا الزلزال يعتبر من الكوارث المميتة والتي فرضت نفسها في التاريخ الحديث إذ أن أمواج التسونامي التي أحدثها الزلزال أثرت على حوالي 13 دولة مطلة على المحيط الهندي وأحدثت بها خسائر متفاوته كان أكثرها في أندونيسيا والتي وصل فيها عدد القتلى الى أكثر من 100 ألف شخص تلتها سريلنكا ومن ثم الهند وتايلند وكان المجموع شبه النهائي لعدد القتلى حوالي 160 الف شخص مضاف اليها حوالي مليون ونصف شخص بين مشرد ومفقود وجريح.

الدول التي تضررت جراء زلزال المحيط الهندي ( المصدر: Wikimedia Commons )

تم تسجيل الزلزال على عمق حوالي 30 كم تحت سطح البحر على بعد حوالي 160 كم غرب جزيرة سومطرة الأندونيسية في أقصى غرب المنطقة المعروفة بحلقة النار وهي المنطقة المسئولة عن حدوث 81 % من أكبر زلازل العالم، وقد حدث الزلزال نتيجة تصادم وإنزلاق صفيحة المحيط الهندي تحت صفيحة بورما تبعة خلل وعدم إستقرار في الضغط والطاقة مما أدى الى تحرر هذه الطاقة على مراحل مختلفة خلفت وراءها تصدعات شديدة في أرضية المحيط على طول منطقة التصادم

خارطة توضح حركت الصفائح المسببة للزلزال المحيط الهندي وتوابعه (المصدر: USGS )

كان إنتشار أمواج السونامي التي تبعت زلزال المحيط الهندي سريعا جدا إذ بلغت سرعتها حوالي 900 كم في الساعة وبلغت الى أقصى الدول المطلة على المحيط الهندي كعُمان وتنزانيا وجنوب أفريقيا في أقل من 10 ساعات

رسم متحرك يوضح سرعة إنتشار أمواج التسونامي للمحيط الهندي

رسم متحرك آخر يوضح آلية إنتشار أموج السونامي في حوض المحيط الهندي (المصدر: NOAA )

وأخيرا تجدر الاشارة الى أن العمود المائي الذي شكلته موجة التسونامي ضرب بعض السواحل وهو على إرتفاع يبلغ من 10 الي 15 مترا وهو أرتفاع كبير اذا ما قارناه بطول الانسان العادي

مقارنة طول الانسان الطبيعى بإرتفاع موجة التسونامي

·تأثر السواحل الجنوبية لعُمان
أحدث زلزال المحيط الهندي موجات بحرية كبيرة بسبب التكسر العمودي والمفاجيء للصخور في قاع المحيط و قد إنتشرت هذه الأمواج في كافة الإتجاهات وبسرعة عالية كما سبق ذكره.
وبسبب أن موقع الزلزال في المحيط الهندي فإن معظم سواحل المحيط الهندي مهددة بموجة المياة العاتية وتتفاوت قوتها تبعا لبعد هذه الشواطيء من مركز الهزة وهذا ما تسبب في وصول هذه الظاهرة الى سواحل عُمان الجنوبية في حين كانت السواحل الشمالية أكثر أمنا بسبب وجود مصد طبيعي هو القارة الهندية ويظهر ذلك جليا في الصورة التالية.

صورة متحركة تبين السواحل الأكثر عرضة لموجة السونامي
لإستعراض الحركة يرجى الضغط على الصورة

وقد تم الإبلاغ عن وصول الأمواج إلى السواحل الجنوبية من عُمان في حوالي الساعة الثانية ظهرا حيث إنحسرت مياه البحر ثم تبع ذلك تغير في لون البحر وهيجانة وإرتفاع مطرد في منسوب المياة إلى عدة أمتار فوق المعدل الطبيعي مما أدي إلى دخول البحر في اليابسة لمسافة تناهز 100 متر وهذا بدوره أدى إلى جرف بعض القوارب نحو اليابسة وتخريب البنية والممتلكات القريبة من الشاطئ.
وإذا حسبنا الفارق الزمني بين حدوث الزلزال و وصول الأمواج إلى سواحل السلطنة وبإعتبار المسافة بين موقع الزلزال والسلطنة نجد أن هذه المواج كانت تتحرك بسرعة تناهز 900 كم في الساعة.
ويكون وصول هذه الأمواج إلى السواحل بشكل متتالي وبعتبار أن الفاصل بين الموجة والأخرى حوالي 200 كم فإن الفرق الزمني بين وصول موجة وأخري حوالي ربع ساعة تقريبا لذلك ينبغي عدم الإقتراب من السواحل بعد وصول الموجة الأولى خوفا من وصول أمواج أخرى خلال الساعات القادمة إلى أن يتم التأكد من الجهات المختصة كالدفاع المدني والارصاد الجوية بأن الأمواج قد هدأت.



زلزال سومطرة


قام مركز رصد الزلازل في صباح يوم الأحد الموافق 2004/12/26 م الساعة الخامسة صباحا برصد زلزال ضخم بلغت قوته حوالي 9 درجات بمقياس ريختر وكان موقع الزلزال في المحيط الهندي بالقرب من جزيرة سومطرة الأندونيسية وتبين الصور التالية موقع الهزة الرئيسية وتوابعها والأمواج الزلزالية الناتجة عنها كما سجلها مركز رصد الزلازل في جامعة السلطان قابوس، مع ملاحظة أن مواقع الهزات الإرتدادية تفتقد الى الدقة وذلك لبعد محطات الرصد العمانية ووقوعها في إتجاه واحد وهو الشمال الغربي لمنطقة النشاط الزلزالي.
ملاحظة: لتكبير الصور يرجى الضغط عليها

موقع الهزة الرئيسية و توابعها التي سجلت بتاريخ 26-27/12/2004م

معلومات معززة بأمواج زلزالية لزلزال سومطرة كما سجلتها محطات الرصد العُمانية

الأمواج الزلزالية لزلزال سومطرة موضحة الفارق الزمني بين وصول الأمواج الأولية والسطحية

وأدى هذا الزلزال إلى تكوين موجة من المياه العاتية ضربت سواحل الدول المطلة على المحيط الهندي والتي ليس بينها وبين مركز الزلزال أي مصد طبيعي مما تسبب في دخول مياه البحر لعشرات الكيلومترات في اليابسة وأدى ذلك إلى خسائر فادحة في الأرواح و الممتلكات في دول جنوب شرق أسيا

أمثلة على الدمار الذي أحدثته موجات السونامي في بعض الدول

صورة جوية لأحد السواحل قبل وبعد الكارثة (المصدر: Digital Globle )

وقد تلى الزلزال العشرات من الهزات الإرتدادية والتي سجلها المركز وبلغت أقواها أكثر من سبع درجات بمقياس ريختر