بسم الله الرحمن الرحيم
يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا،
فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم .
يقول أحدالحكماء:
( لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلاعلى سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ،
فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر الأرض؟
لعل الفلاح أشداستغراقا في النوم ، وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة)
فأحذر القلق والهموم فهي تفتك بالجسم وتهرمه كما قال المتنبي :
والهم يخترم الجسيم نحافــة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
***********************
وقد ذم الرسول صلىالله عليه وسلم التكالب على الدنيا فقال:
( من كانت الآخرة همه جعلالله غناه في قلبه ،وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعلالله فقره بين عينيه ،وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) رواه الترمذي .
ويهدفهذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفائدة ، واستئصال أفة الطمع والتكالب علىالدنيا وان الأرزاق مقسومة مقضية .
فلا شك أن علاجالهموم هو في الرضا بما قدرالله، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عندالله، فإن الفرج لابد آت .
والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما . فحياتهم كلهاسواد دامس ، وليل حالك .
أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلامن قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .
والمؤمن راض عن نفسه ، وراض عن ربه لأنه آمن بكماله وبحكمته ، وأيقن بعدله ورحمته .
ويعلم أن ما أصابته منمصيبة فبإذن الله وحسبه أن يتلو قولالله تعالى ( وما أصابمن مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم )
والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبيرالله له أفضل من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه ويقول ( بيدك الخير إنك على كل شيء قدير )
وتذكر قول رسولالله صلى الله عليه وسلم ( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) رواه أحمد .
فالله أعلم واحكم وهو علام الغيوب وهو من خلق الخلق ويعلم ماهو الأصلح لهم
أليس الله بأحكم الحاكمين.
مممممماراااق لي اختياره لكم