صرخة طفل سوريّ / شعر
علي جابر الفيفي/ مجموعة د. عبد العزيز قاسم البريدية 08 جمادى الثانية, 1432
هـنـا .. وتفـتـت لـغـتـي الحبـيـسـة داخـــل الـدفـتـر !
وأتعبـنـي خـضـوع الـدمـع تـحـت تسـلـط المَحـجـر ii!
أنــا الـسـوريّ أحـيـا مـثــل خَـلْــق الله .. أو أُقـبَــر ii!
دفعت دمي .. لتنقش فوق جسمي النار " أنت الحُر"
إذا صــار الــردى " أســداً !!" فــإنّ عـلـيّ أن أزأر ii!
أنـــا طـفــل تـحــوّل مــــارداً مــــن دون أن iiيـشـعــر
تركـتُ طفولتـي وشرعـتُ فـي كِبَـرِيْ .. لكـي أثــأر !
فـفــي يــــومٍ رمــــاديٍّ فــقــدت شـقـيـقـيَ iiالأصــغــر
ومــن بـيـن الـدمـاء رأيــت خَصْـلـة شَـعْـره الأشـقــر
بـكـيـت هـنــاك أحـــلام الطـفـولـة عـنـدمـا ُتـقـهـر ii..
بكيـت الحـب كيـف يــذوب فــي كــأس مــن iiالمـرمـر
وســوريٌّ لــه وجــه كوجـهـي .. يقـصـف المعـبـر ii!
ويطعننـي بسيفـي .. مــا أحــدّ السـيـف والخنـجـر ii؟
وينثـرنـي رمــاداً .. كـيـف أنـســى ذلـــك المـنـظـر ii؟
أنــا مـازلـت مـذهـولاً .. أكفـكـف جـرحـي الأغـــزر !
مـدافـعُـنـا الــتــي كــنــا نجـمّـعـهـا لــكـــي iiنُـنــصَــر
لنُرجعَ أرضَنا "الجـولانَ" نُرجـعَ مَرْجهـا الأخضـر ..
أحالـتـنـا هـشـيـمـاً فــــوق جــثّــة أرضــــه يُـنـثــر ii!
أنـا السـوريّ يقتلنـي الرصـاص الـحـيّ .. iiوالعسـكـر
أنـا قلـبٌ .. سكبـتَ علـيـه نــارَك أيّـهـا" الأزعــر ii!"
أنــا دفءٌ .. ولكـنّـي احتـرقـت بـجـمـرك الأحـمــر ii..
قصفتَ حدائـق الزيتـون .. والليمـون .. والزعتـر ii..
سحقـتَ عرائـس الـوادي الفسيـح .. فلـم تـعـد iiتثـمـر
فـذابـتْ حُـمــرة الـتـفـاح فـــوق وشـاحـهـا iiالأصـفــر
أحـبُّ دمشـق أعشقهـا .. وأعـشـق وجهـهـا iiالأزهــر
أحب الصبح يكتب في جبيـن العشـب .." لـن نُقهـر"
أحـــب نـسـيـم غـابــات الصـنـوبـر عـنـدمـا iiتُـمـطــر
أحـــب الـجـامـع الأمـــويّ .. والـمـحـراب iiوالـمـنـبـر
نسيتُ الحب .. لـم تتـرك لنـا نبضـا .. لكـي نشعـر ii!
أنــا الـسـوري .. أصـبـر ثــم أصـبـر ثــم لا أصـبـر ii!
جعلـت يـدي تحاصـرنـي .. وكـنـت لأجلـهـا أسـهـر !
سـأذكـر أوجــه الجبـنـاء ..لـمّـا أشـعـلـوا المـخـفـر ii!
ولـمّـا أطفـئـوا شـمـس الصـبـاح فـلـم نـعـد نبـصـر ii!
ولـمّـا دنّـسـوا الأشــلاء فــوق رصيـفـنـا الأغـبــر ii..
أيـا مـن تقصـف الأطـفـال بالنـيـران .. لــن تُـعـذر ii..
نثـرت الملـح فـوق جـراح مــن صنـعـوا لــك السُـكّـر
دمـــاء الـشـعـب مـازالــت عــلــى هـامـاتـنـا تـقـطُــر
أتُوْقِـفُ أنــت طوفـانـاً مــن الأحــرار ؟ لــن تـقِـدر ii!!
وأمّـــا بـابــك الـمـوصـود دون طمـوحـنـا iiالأكــبــر..
سنـفـتـحـه بــــإذن الله ب(الـتـكـبـيـر) .. أو يُـكــســر