عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2011, 11:53 PM   #1
م ح البحيري
مستشار منتديات بني بحير بلقرن
 
الصورة الرمزية م ح البحيري
 

م ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوق
افتراضي العطر الفواح ، من محاضرة " قصة نجاح "

الحمد لله المتفرد بصفات الجلال والكمال ، والصلاة والسلام على خير الخلق وسيد الأنام .. وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراًَ
ثم أما بعد :
فقد يسر الله تعالى لي حضور محاضرة الدكتور : محمد بن حامد البحيري ، التي نظمها قسم النشاط بمدرسة الفائجة المتوسطة والثانوية ، بإشراف المبدع المتميز رائد النشاط بالمدرسة ، الأستاذ : علي بن أحمد العاصمي ، عميد المنتدى ، ودينمو التطور والإبداع ، ووكالة الأنباء الحية بقبيلة بني بحير وما جاورها .
وقد كنت من أسعد الحاضرين ، بحضور هذه المحاضرة الماتعة التي تحدث فيها الدكتور عن مشواره العلمي ، وأسباب نجاحه وتفوقه وإبداعه . استمتع بكل عبارة فواحة ينطق بها الدكتور ويرددها على مسامع الطلاب المنصتين المستمعين .
ولا أبالغ إن قلت أن ما قاله الدكتور بالأمس ، كان رسالة بيان لنا نحن المعلمين قبل أن يكون إضاءة لأولئك الشباب الذين يقفون على ضفاف المستقبل المجهول .
ووددت هنا أن ألمح وأعلق سريعاً على بعض ما استوعبته ذاكرتي من ذلك اللقاء المبارك .. أو ما يتعلق بذلك اللقاء من قضايا نحن في حاجة ماسة لتطويرها وعلاجها .
وسأبدأ بالعميد ... فهو همزة الوصل الذي أشرف وتابع ونظم هذا اللقاء بكل حرفنة وإبداع ،
وكنت أتمنى أن يكون الإعلان أوسع من حدود القبيلة أو مساحة المدرسة . حتى تعم الفائدة
( لمن أراد ) .. ولا يعني استبعادنا لحضور الآخرين أن لا نبلغهم ،، فإنما نحن مبلغون ولا نسأل عن ثمرة البلاغ .
كما كنت أتمنى أن يُخاطب رواد النشاط بمدارس المركز للمشاركة معنا ، وإحضار بعض الطلاب المتميزين في مدارسهم لينقلوا صورة ذلك النجاح لزملائهم ومعلميهم وآبائهم بعد أن يكونوا قد نهلوا هم أنفسهم من نبعه .
ـ ثم أثني بالمجتمع البحيري ، الذي لا زال رافضاً حضور مجالس العلم ومحاضن الخير . على أنني أثق كل الثقة أننا في حاجة لمعرفة ملامح الطريق ، وخطوات النجاح أكثر من غيرنا ، كيف لا ونحن نملك من مقومات النجاح ما لا يملكه غيرنا . ولكننا وللأسف رضينا لأنفسنا في كثير من الأحيان أن نتربع صدر الصف الأخير ، لأننا لا نريد أن نشارك ، ولا نريد أن ننافس ، ولا نريد أن نسابق غيرنا في مجال النجاح والتطوير .
يحدثني مدير المدرسة بعد اللقاء ، فيقول : كنت أتوقع أن يكون الحضور الخارجي أكبر .
ولو أن الأستاذ أحمد ، سألني عن هذا قبل اللقاء لأخبرته بالنتيجة المؤسفة . وهذا من واقع تجربة ، فكم من لقاء أو ورشة عمل أو دورة تدريبية أو حتى محاضرة ، تنظم بجانبنا في نمرة أو ما حولها ، فلا نجد من هذه القبيلة " الرائدة فكرياً " بشهادة الجميع إلا عدداً قليلاً لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة .
ـ أما ثالثة الأثافي ، فهي تلك الدرر الثمينة الرفيعة التي نثرها الدكتور على مسامعنا صباح الأمس .. فقد كانت الدقائق تمر بسرعة عجيبة ، وما شعرت بنفسي إلا مع نهاية اللقاء ، غير مصدقٍ ، أن وقت المحاضرة قد أدبر .
ـ أفتتح الدكتور كلامه .. بالسبب الأول للنجاح ،، وهو توفيق الله تعالى ، حاثاً على ضرورة استشعاره ، مستدلاً بقول الله تعالى " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
وهذا بلا شك أعظم سبب للنجاح ، فلا هداية ولا ريادة ولا صدارة إلا بتوفيق الله تعالى ..
بل يخشى على من اغتر بذكائه وحرفنته ومكانته العلمية أو الاجتماعية ، يخشى أن يؤول حاله إلى ما آل إليه حال قارون الذي " قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي "
فكانت النتيجة " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ "
ـ ثم أكد الدكتور حفظه الله تعالى على أن التوفيق والهداية هي نتيجة حتمية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " احفظ الله يحفظك "
مؤكداً على أن الدين يقدم على كل شيء ، فمتى ما تعارضت القضايا العلمية أو الاجتماعية أو التربوية مع أحكام الدين ، فلا نقاش ولا جدال.
وهذه رسالة يجب أن يعلمها كل من يدعو إلى التحرر من الدين بداعي التقدم والتحضر ،، فإننا لن نعتز إلا بالدين ولن ننال أعلى المناصب إلا بالدين . ولن نسود إلا بلا إله إلا الله محمد رسول الله .
ـ ثم عرج الدكتور على قضية بر الوالدين ، وأن الوالدين هما حجر الزاوية لعملية النجاح ، بما يولياه للشاب من حسن رعاية وتربية ، وبما يجده الولد عند أبويه من ألفة ومحبة وحنان ، مؤكداً على ضرورة البر بالآباء والأمهات وتجنب العقوق والعصيان لهما .
وقد أطربنا سعادته ، عندما عرج على قضية زرع الثقة في نفس الابن من قبل الوالدين ، وذلك بإسناد شيئاً من المهام والمسئوليات للشاب حتى يتدرب ويتعلم مهارات إدارة الظروف ... وكأن الدكتور حفظه الله تعالى كان يجرنا رويداً رويدا ، لأساليب التربية الناجحة ملمحاً غير مصرح فجزاه الله عنا كل خير .
ـ ثم تحدث على ما أذكر ،، أن سر التفوق هو إكساب النفس كل ما تحتاج إليه من مهارات علمية وعملية ،، وأن الناجح فعلاً هو الذي يحاول أن يتعلم ويتلقن ما يرى الآخر يبدع فيه .. فلا تقف منظومة التعلم والتطور عند تخصص معين أو سن معين .
ـ ولم يغفل الدكتور عن أن يتطرق لـ " صناع الفشل " الذين يقتلون النجاح في مهده بما يرسلوه من رسائل سلبية تقتل الإبداع وتحط من قدر العلم وأهله .
وأنا أنادي بضرورة إعلان الحرب على هؤلاء ، أينما كانوا ، فإن أحد أسباب النجاح أن نسكت تلك الألسنة التي لم تعمل ولن تعمل إلا على قتل روح الإبداع في المجتمع ، بما تلوكه ألسنتهم من نقد وتجريح وانتقاص لأهل التفوق والنجاح .
ـ ثم كانت لمحة سريعة ورائعة من الدكتور عن بداية مشواره الدراسي انطلاقاً من مدارس تحفيظ القرآن الكريم ،،،، معلقاً على ما لحفظ القرآن الكريم من دور بارز في صقل المواهب وتنمية القدرات العقلية واللغوية ، وكسر حاجز الخوف والقلق لدى الشاب ، وثقة المجتمع في حافظ القرآن ، وتقديمهم له في كثير من المحافل ،،،،
عندما كان يتحدث بهذا ،، تمنيت لو أن لي جناحين أطير بهما في قاع المدرسة وأرفرف على رأسه .
فقد شابت رؤوسنا وتخلعت أضراسنا ، ونحن نصيح وننادي بهذا بين الناس ، دون أن نجد نتيجة مرضية .
وسأذكر لكم مثالاً في ذلك يحكيه أحد المشرفين على حلقات التحفيظ ..
يقول الراوي : عند افتتاح الحلقة في قريتنا ، كنا نطالب الأهالي بضرورة تسجيل أبنائهم في حلقة التحفيظ .. يقول : فاعتذر لنا أحد الأهالي ، أن الحضور للمسجد من أجل الحلقة ، سيؤدي إلى تراجع ابنه عن التفوق في الميدان الدراسي ... يقول الراوي : وبعد سنوات استطاع أحد طلاب الحلقة أن يتفوق على كل طلاب الفصل بما فيهم ابن ذلك الرجل ، ويتصدر قائمة الطلاب المتفوقين في فصله .. "إنه القرآن العظيم ".
ـ كما تحدث الدكتور ، عن فضل القراءة الذاتية ، في تطوير مهارات الفرد ، مبيناً معضلة المجتمع ، وانطواءه على لعب الكرة ومتابعة أخبارها ، مع إهمال تطوير المهارات الذاتية من خلال القراءة والبرامج التدريبية الناجحة .
هذا غيض من فيض ،، وإلا فالمحاضرة حملت بين ثناياها كثيراً من الفوائد والدروس والعبر .
ولم يرد الله تعالى أن يبقى معنا الدكتور أكثر مما بقي ... ولكنه وعدنا خيرا.
ولن نتركه إن شاء الله تعالى يفلت منا بعد اليوم .
في الختام لكم من محدثكم أجمل تحية وسلام ،، على أن نلقاكم مرة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
أخوكم : م ح البحيري .



م ح البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس