بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كانت ليلة الخميس 1432/3/27هـ ليلة استثنائية في المنتدى
بعودة الكاتب و الأديب الخلوق الرائع مسك الكلام
الاستاذ دخيل محمد مديس القرني..
عادت إطلالة المسك و فاح طيبه في أرجاء المنتدى
من يعرف الاستاذ دخيل يدرك انه أمام هرم الثقافة و الأدب الجم و الخلق الرفيع..
لقد سعدنا جميعاً بعودته الجميلة للمنتدى و ستكون سعادتنا أكبر حين نبارك له هنا في المنتدى بحصوله على الماجستير بإذن الله تعالى..
قال لي دخيل في معرض حديثه بأنه سيسافر الى الرياض لمدة اسبوع و سألني مرافقته فاعتذرت بسبب ظروف الدوام..
اعتقدت انه ذاهباً الى الرياض لمراجعة الوزارة أو
لعل هناك بعض الأشغال..و لكني تفاجأت بأنه سيقضي
اسبوعاً هناك لزيارة المعرض الدولي للكتاب..
لم يدم استغرابي كثيراً حين تذكرت ان محدثي هو الاستاذ دخيل الذي يعشق القراءة و الكتاب..المشهور
بتدفق علمه و حبه للعلم و التعلم..
سألني عن مايمكن ان يقدم لي من هدية في رحلته الثقافية.
فقلت أحضر لي كتاباً على ذوقك في الأدب أو التاريخ أو السير و التراجم..
من يحب شراء الكتب يعرف ان اسوأ ما يقال (اختار لي على ذوقك) و أنا اعاني منها شخصياً اذا طلب مني
أحد الأصدقاء ان اختار له كتاباً..فما يستهويني قد لا يعجبه..
و لكني كنت ادرك انني أمام شخص استثنائياً يعرف كيف سيختار لي كتاباً يعجبني..
ذهب دخيل الى الرياض و كنت قد تذكرت ان قرأت ان
كتاب سلمان العودة (طفولة قلب) سيعرض عرض أولي
في معرض الكتاب الدولي بالرياض..تمنيت وقتها بأني
طلبت من الاستاذ دخيل هذا الكتاب..و لكني سليت نفسي
بأني سأحصل على كتاباً مميزاً..فقط علي الأنتظار..
و ما ان حطّ الاستاذ دخيل رحاله في الديرة حتى وصلني
كتاب (طفولة قلب) عرفت حينها بأنها لم تكن مصادفة
بل اختيار مثقف يعرف اختياراته فقلت له (ان القارئ الجيد يستطيع اختيار الكتاب الجيد)
كنت متحمساً لقراءة سلمان العودة..وبالمقابل كان يجب
ان انهي قراءة ما بيدي من كتب..و حين وصل الدور
على (طفولة قلب) لهج لساني بالشكر لدخيل على هذا
الاختيار الجميل و بالشكر لسلمان العودة على ما سطرته انامله في 588صفحة..
كتاب طفولة قلب هو سيرة ذاتية لشيخنا الفاضل
و لكن باسلوب جديد و جميل و غير اعتيادي..
فهو لا يتحدث بصيغة الأنا و لا يقول كنت و كنت..
ولكنه يتحدث عن نفسه بضمير الغائب و كأنه يروي
سيرة شخص آخر..لم يسرد الأحداث سرداً تسلسلياً بل
يروي مقتطفات و أحداث و يطعمها بفوائد و اشراقات
تعود بالفائدة على القارئ..
يروي لنا عن طفولته و والديه و اخوته و عن قريته
الصغيرة و انتقاله لبريدة,عن دراسته و المعهد العلمي و عن رحلة الحج, عن شاعريته و مشائخه
عن بن عثيمين و البليهي..عن حل و ترحاله و عن سجنه و قضيته..عن منهجه و طريقته..
عن تلك المرحلة اقتصادياً و ثقافياً و تاريخياً و اجتماعياً..
و الكثير و الكثير من الحكم و الفوائد و القصص
.
.
.
.
.
و هنا اتقدم بالشكر الجزيل لدخيل بعد شكر الله
على هذه الجرعة الثقافية
و اسأل الله ان يجعلك ممن يأخذ كتابه بيمينه..
و دعوة لمحبي القراءة بقراءة سلمان وفي روايات سليمان العودة..فهو كتاب جدير بالقراءة..
تحياتي لكم