الموضوع
:
زمن الغفلة
عرض مشاركة واحدة
04-14-2009, 03:45 AM
#
1
مجيدي9
زمن الغفلة
الدنيا بقدر ماتضحك لنا فإنها تضحك علينا أضعافا" مضاعفة.
فلو نظرنا إلى معظم مشاكلنا لوجدنا سببها الأساسي هو تجاهلنا لها
وهي في أولها، وغض البصر عنها والمرور عليها مرور الكرام وكأننا ننتظر أن تحل نفسها بنفسها، فتكون المفاجأة بأن تصاب حياتنا بالصدع بعد وقت قد يطول أو يقصر
ويبدأ البحث المتأخر عن حل لها، فالسكوت عما فات هو الذي أوصلنا لما نحن فيه.
انه الزمن الجديد زمن الحقد والحسد والكراهية والبغض والكذب، زمن أصبح للشر روافد تغذية بالنيران ليحرق بلهبه البسطاء فيعشش في العقول الخاوية التي تختار أقصر الطرق إلى بحور الوهم لتغرق فيها، زمن ضياع الحق الذي نتجرع فيه الأسى ونجلس نتفرج ونصاب جميعا"
بالصمت.
أنها مسميات كثيرة ومشكلات لاتنتهي من عنف وقتل وتعاطي مخدرات وفقر وبطالة وتسول وطلاق وعنوسة وانحراف وسرقات ورشوة وغش وكذب وخداع وخيانة وانتحار وخطف واعتداءات وتزوير وتزييف ونميمة وغيبة ونفاق رأيناها وعشناها وسمعناها في مواقع كثيرة وفي أزمان مختلفة وبأسماء متغيرة جميعها مشتقة من الظلم... الظلم الذي أفسد علينا حياتنا وجعلنا نتساءل ليل نهار عما أصابنا من هم وغم وقلة حيلة وقلة بركة. انه الظلم الذي اعتاد كثيرون منا على أن يلتزموا أمامه بالصمت انه
الظلم الذي بدأ يغزو عالمنا ليقود منظومة الكذب والنفاق ظلم الكبار للصغار وظلم الصغار لمن هم أصغر منهم.
انه زمن العجز، زمن يسخر من غفلتنا وجهلنا حتى فقدنا القدرة في الدفاع عن أنفسنا وفقدنا حقوقنا ووقفنا نتفرج وننبهر بقوة الأقوياء ونتعجب من عجزنا ونحن نرى أن المظلوم يعتذر لمن ظلمه؟ والمجلود يعتذر لمن جلده؟ والمجني عليه يعتذر من الجاني؟
مالذي حدث حتى اختلفت المفاهيم وأصبح الكائن أقرب إلى تمثال حديدي فلا يحس أو يشعر أو يتألم أو ينفعل؟ تمتلكه الأنانية والقسوة لايفكر إلا في نفسه، ترى ماسر تجمد مشاعرنا والتبلد الذي أصابنا بعد أن أصبحنا نرى ونسمع مشاكل غيرنا دون أن تهتز مشاعرنا؟ فقط نتفرج دون أن تتأثر جوارحنا وكأن كلا منا يعيش في واد منعزل لا علاقة له إلا بنفسه وهمومه ومتطلباته، حتى بدأت الأخبار الجميلة تنقرض والصداقة أصبحت من الذكريات والمنافسة الشريفة صارت حربا" غير متكافئة، وضاعت القيم الجميلة التي كانت تصنع السعادة وأصبح الحب كلمة لا معنى لها ولم نعد نسمعها، ولم يعد يعرف الإنسان منا كيف يحب نفسه، وبالتالي لن يعرف كيف يحب غيره، أصبحنا أناسا" ضاقت بنا الدنيا بما رحبت.
ترى إلى متى نستمر في غفلتنا؟ وهل يمكن لنا أن نعيد للحياة توازنها لتعود القيم الجميلة؟ أم أن الذي مضى لن يعود وليس لنا وسيلة
للهروب من واقعنا المر والتعيس الذي نعيشه سوى بالتسلح بالصبر والدعاء لرب العباد بأن يصلح الحال.
>>أنين<<
أشياء كثيرة تغيرت في حياتنا.. وللإسف تغيرت إلى الأسوأ.. وهذا التغير لم يأت فجأة، بل أسهمنا في حدوثه حينما مهدنا له جميع الطرق.. وأول هذه الطرق هو أننا أضعنا التسميات الحقيقية للأشياء وألبسنا كثيرا" من المصطلحات ثوبا" غير ثوبها، فصرنا نعيش في عالم أتقن تحريف الكلام عن موضعه..فالرشوة هي الأكرامية والأختلاسات شطارة والوصولية(فهلوة) وانتهاك حقوق الغير والقتل والأحتلال وإبادة الأمم ونهب الثروات سمي(استعمارا") ونشر الرذيلة صار حرية والإبتذال وصور الكليبات العارية أصبح نوعا" من حرية المرأة.
مجيدي9
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى مجيدي9
البحث عن كل مشاركات مجيدي9