أهلاً وسهلاً بك عزيزي أبو عماد، نعم اتفق معك في ان الموعظة تختلف عن خطبة الجمعة وربما ان شح الموعظة يجعل الناس تُقبل عليها أكثر، وربما كما ذكرت أن وقتها يختلف، نعم ربما أن الظهر ليس وقت مريح للناس الحاليين في الاستماع للخطبة، وربما أنه كان مناسب للعرب في السابق لأنهم يريدون راحة نصف اليوم ويجدون تقبلاً لما يقال في الخُطبة! لكن اليوم يحب الناس أن تستمتع بعد المغرب كفترة سكون وراحة وهدوء وفترة قصيرة وماتعة. وربما أن الناس ملت الخُطبة بسبب حضورها كل اسبوع، إلا أننا نستطيع أن نخلق منها شيئاً غير ممل، بل ماتع وجميل – طبعاً متى ما أردنا ذلك! تسائل معي: لماذا لم يمل الناس يوم الخميس ويملوا مشاهدة الأفلام في ذلك الوقت؟ لأن الخميس يعتبر لهم وقت راحة وأنس وسكن، نستطيع أن نجعل مثلاً يوم الجمعة هو وقت الأنس والراحة بدلاً من الخميس، مثلاً نعرض لهم بوسائل العرض صور ومقاطع عن التفحيط وآثاره وعن المخدرات وأمراضها وعن امراض الزنا واللواط والسحاق وكل المفاسد الاجتماعية، بحيث يأتي الإنسان للمسجد برغبة جامحة لمشاهدة ما سيُعرض فيها. يعني كما نفعل في المخيمات نفعل في المسجد، المسجد فقط ملتقى يجمعنا جميعاً بكل فئات المجتمع فاسق متعلم عالم جميعهم. وربما أن الناس كرهت يوم الجمعة بسبب رمزيته حيث يأتي كنذير بقرب العمل يوم السبت، فلو كان مثلاً لدينا عمل في الخميس واجازة بالجمعة والسبت، سنجد أن فرحتنا بالجمعة أكبر بكثير من فرحتنا بالسبت. وهكذا الأمور.
أما قضية النصح في وقت الخطبة فلقد اشعرتني ما تشعر، شعرت بأن أبو عماد يخاف الحين يحضر المسجد يوم الجمعة ويسوي شيء خطأ فينصحك الأمام قدام الناس ويحرجك ههههههههه (انتبه اهم شيء لا ترفع يدك وقت الدعاء، يمكن يقاطعك الامام وينصحك تنزل يدك)......
لكن الموضوع تقريباً امممم لا استطيع الحكم فيه، ربما أنه أقرب إلى الإحراج كما ذكرت لكن بعض الناس مُعتادة وطالما أن النصح فعله النبي فلعلها مرة ولعل المرة التي يود ان يطبق فيها الأمام تلك السنة تكون من نصيبك j . طبعاً المسجد تعليمي وتهذيبي وتطبيقي لما نتعلمه نظرياً، أذكر مثلاً أن الشيخ محمد حسين إذا لم تخب ذاكرتي نصح علوان عبدالله بصلاة تحية المسجد وعدم الانتظار للأذان (طبعاً لأن الخطبة واجبة اتوقع والتحية سنة ومن هذا القبيل)، طبعاً لم ينصحه بصوت مرتفع، كان المؤذن يؤذن وكان علوان منتظر وكان محمد حسين جالس ينتظر المؤذن ينتهي، فلما رآه أشار إليه بيديه أن كبّر وصلّ ولا تنتظر، فاستجاب علوان وكبر وبدأ التحية! هذا المثال مثلاً تم تطبيقه كسنّة وتم تطبيقه بطريقة احترافية كذلك، ويستطيع الخطيب تطبيقها بتعليمها اثناء الخطبية، يعني مثلاً كنا زمان نرفع ايدينا عند الدعاء!!! فأخبرنا الخطيب - واتوقع انه محمد حسين – بأن الأفضل أن لا نرفع أيدينا إلا وقت الاستسقاء ووقت ثاني نسيته!! فما كان من الجميع إلا أن استجابوا جميعها وطبقوا ما قاله في نفس اليوم! فلاحظ كيف صار المسجد تطبيقي وعملي هنا، بحيث طبقنا ما تعلمناه في نفس الوقت. وقصة ذلك الشاب الذي قيل له "مالذي يضحكك يا فتى" معبرّة ومحرجة ولم اعلم بأنه انحرج من ذلك، ولا ألومه لو فعل!! لأنها نوعاً ما تسليط ضوء على سلوك خاطيء، كالسارق ذو الزي الأخضر الذي في افلام الكرتون، يهرب متى ما سُلط الضوء عليه بسبب انشكاف امره. كان يقول لي ذلك الشخص القصة ويقول بأن الخطيب قالها ونظر إليه أبوه، يقول أن أبوه كان يضع الشماغ في فمه ضاحكاً عليه. ربما أنه سلوك خاطيء لا اعلم، وربما أنه مفيد للناس ومرهب لهم لتطبيق الأسلم والأفضل، لكنها وجهة نظر واجتهاد لا تعدو أن تكون في نظري مصيبة إلى حد كبير جداً.
يعني اتذكر ان في مسجد الحواش كان هناك شخص يتخطى رقاب الناس وقت الخطبة حرصاً منه على الصفوف الاولى، فنهره الشيخ بصوت شديد ورهيب وقطع خطبته وقال اتق الله اتق الله ولا تتخطى رقاب الناس، فتوقف! لكن لاحظ، ربما تأتي له بـ "قلبن" بعدين وصدقني بأنه ستمنع كل الحضور من فعلها ابداً أبداً، لأنه لا يريد أن يقع فيما وقع في ذلك الشخص. لكن اتفق معك فيما ذهبت إليه بإختصار.