الموضوع
:
مذكرات طالب بحيري (9)
عرض مشاركة واحدة
12-13-2010, 11:58 PM
#
1
أبو عماد
مستشار موقع بني بحير بلقرن
مذكرات طالب بحيري (9)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلاً و سهلاً بكم في الحلقة التاسعة
من مسلسل (مذكرات طالب بحيري)
1412هـ
الصف الثالث المتوسط
(1)
عمل الطالب محمد
تماشياً مع الأحداث العالمية فقد قرر استاذنا الحبيب عبدالقوي معلم الفنية
أن يكون موضوع الدرس عن الغزو العراقي الغاشم على الكويت الشقيقة..كنت
امتلك مهارات لا بأس بها في الرسم ولكني افتقر للفن..
فالرسم شي و الفن شي
آخر
..في حصة الفنية قمت برسم بندقية صغيرة ينطلق منها رصاصة لجسد شخص
يتوشح العلم الكويتي..شخصياً كنت اعرف انها ساااااااامجة..بس المهم اني
اقدم رسمة مايهم مدى جودتها..الرسمة لم تنل اعجاب الاستاذ و لم يعلق على
الموضوع نهائياً..حينما ذهبت للبيت شاهدت رسمة لمحمد اخوي رسم فيها الخارطة
الكويتية و قد داس عليها ديناصور كبير يجر خلفه دبابات كثيرة..كان محمد
فنان ولم يكن رسام..فقمت بسرقة الفكرة وقررت ان ارسم نفس الرسمه ولكن
بخطوط أجمل..كان قد وعدنا الاستاذ ان يعلق أفضل رسمه على لوحة كبيرة بجانب
غرفة الفنية..فقمت برسم الفكرة الجديدة القديمة وكانت أجمل بكثير من رسمة
محمد..ذهبت الى الاستاذ وسألته عن موعد تعليق الرسمه..فقال لي في
الغد..فوعدته ان احضر له رسمه احترافية..و في اليوم التالي احضرت له رسمتي
و جلست امامه متباهياً بمهارتي..فقال ان هذه فكرة محمد
فأنكرت فأخرج رسمة
اخوي التي قدمها قبل اسبوع..و قال ستنال عقابك الرادع..بعد الفسحة شاهدت
رسمتي معلقة و تحتها مكتوب
(
اعداد الطالب محمد احمد القرني
)
(2)
احترام المعلم
الاستاذ السوداني عثمان كان غزير العلم ولكنه ضعيف الشخصية..اتذكر جيداً ذلك
اليوم..حينما ضاق ذرعاً بصيحات الطلاب وقت الحصة..فأمرهم بالوقوف..وقف ستة
طلاب متهمين بإثارة الفوضى..لوح الاستاذ عثمان بـ (
ليّ
) اسطوانة اخضر تمهيداً
لعقابهم..و لكن الطالب محمد (
امترش
) الليّ من يد الاستاذ و رمى به الى زميله
الآخر أحمد ركض الاستاذ باتجاه احمد ليأخذ اللي الذي اصبح في يد صالح و من
يد طالب الى آخر ونحن نقهقه من الضحك..انتهى الأمر بالتفاوض بين أحمد و
الاستاذ عثمان الذي جاوز الحمسين من عمره..
بأن يعيد احمد الليّ الى الاستاذ و
تسقط حق العقوبة على الطلاب المتهمين..
آسف استاذي فلم نرعى حق المعلم ولم نرعى حق الشيبه..ولكن ماذا يفيد الأسف
الآن..اشعر الآن بالذنب
(3)
بركة بن سريان
بعد نجاحي العام ماضي اشتريت دراجة..كان يوم الربوع استثنائياً جداً..في ذلك
اليوم جاء حسين ولد خالتي بدون دراجته وحبك خطته مع أحمد ولد خالي..فطلب
أحمد دراجتي (
دورة
)و اخذ حسين دراجة احمد..انتظرت احمد ولكنه لم يعد برفقة
حسين..فعرفت من بعض الاصدقاء انهم ذاهبون الى الريان و بالتحديد الى بركة
بن سريان عشان يتسبحون..اخبرت والد احمد بالسالفة وكان رجلاً غضوباً..ذهبت
معه الى بركة بن سريان..وحينما وصلنا فتل
مطرق من مرخة
بجانب البركة..و
هجم عليهم ضرباً باليمين..هرب الجميع من البركة وكانوا يزيدون عن 15 شاباً
من مختلف القرى..و قد وصمني احمد بعد هذه الحادثة بـ
(الشكاية البكاية)
وهذا مالا ارتضيته..فحاولت ان ابرر موقفي ولكن احمد لم يرضى الا بعد ان
وعدته ان اعطيه دراجتي ليوم كامل..و تم سحب المسمى
ومن يومها كنت زبوناً
لبركة بن سريان والتي كان يشرف عليها باكستاني شيبه يأخذ منا خمسة ريالات
عشان يسمح بالسباحة..
(4)
انقذونا..ادركونا
الاستاذ سعيد كان جداً لطيف وخاصة معي..كانت الحصة الأخيرة يوم الأربعاء
تعبير..وبعد ان شرح لنا الموضوع وكتب العناصر على السبورة..قال لنا بأنه
سيذهب لغرفة المدرسين و سيعود سريعاً..و امرنا بعدم الفوضى أو الخروج من
الفصل
..ذهب الاستاذ واقفل الباب خلفه..و استغلينا نحن الفرصة في السوالف و
المزح..مرت الدقائق سريعة..و تنبّه زميلي حسن للوقت مؤكداً بأن الحصة
انتهت..و لكننا انتظرنا عودة الاستاذ..ثم فكرنا بأن نذهب لغرفة
المدرسين..لنستوضح الأمر..ولكن
من يجرؤ على ذلك؟
المحصلة اننا بقينا في
الفصل حتى تكفل صالح باستطلاع الأمر..و حينما هم بالخروج
ودّعناه وعانقناه
عناق ام ستفقد وليدها..فلا نعلم قد تحل به لعنات الاساتذة
..ذهب صالح ونحن
نرقبه من الباب..منتظرين ان ينزل عليه غضب أو صاعقه تحرقه..ولكنه عاد
الينا بدون أذى قائلاً أن المدرسة
(تقرأ و تسبّح)
قررنا الخروج من هذا
السجن..و لسوء الحظ فقد كانت الأبواب كلها موصدة..و هذا ما ازعج
أصحاب
الكروش
..لأنهم سيضطرون للخروج من النافذة.. خرج طالب و اثنين و ثلاثة..وأصرّ
أحد الزملاء البدناء ان يخرج قبل البقية لأنه يعلم بأنه سيحتاج الى
مساعدة..و ما ان اخرج نصف جسده حتى
اصبح معلقاً لا الى هؤلاء و لا الى هؤلاء
كأنما يصعّد في السماء..و وسط صيحاته و توسلاته عدنا للمساعدة..و بعد ان
اخرجناه..اتجهنا الى السياج الحديدي..و وقف زميلنا طالباً المساعدة..بيد ان
احداً لم يتوقف لمساعدته و حينما
رأى الصليبة
تشجّع و تسلق السياج كآخر
الناجين من هذه المقبرة..في ذلك اليوم كنا جميعاً سواسية فقد ذهبنا جميعاً
الى منازلنا مشياً على الأقدام فقد ذهبت سيارات النقل و ذهب طلاب القرى
البعيدة يمشون على اقدامهم الى منازلهم البعيدة يتوسلون ايقاف سيارة
تأخذهم الى بيوتهم..و حينما كنت اتغدى في بيتنا و تصورت معاناة زملائي
الذين يسكنون خارج الفائجة عرفت
ان الاستاذ كان يوجه لنا دروساً مجانية في
الاعتماد على النفس من خلال خروجنا من مدرسة مغلقة.
ودرساً آخر في العدل و
المساواة من خلال ان يذهب الجميع الى منازلهم على اقدامهم..
في هذه اللحظات
كان الاستاذ راقداً في منزله بعد ان فضّل ان يلحق حنيذ الربوع..و يترك اولاداً
في سن 15 في مكان مغلق..
الى اللقاء
أبو عماد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عماد
البحث عن كل مشاركات أبو عماد