عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2010, 03:15 PM   #1
أبو بندر
 

أبو بندر سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي مذكراتي..لظى الاغتراب..حياتي (4)

بسم الله الرحمن الرحيم




مذكراتي..لظى الاغتراب..حياتي





المذكرة الافتتاحية




مع اللغة الإنجليزية في شقق ابن عباس



يظهر حبنا للوالدين في الغالب فقط في حالات المرض..و في إحدى اللحظات الاستباقية لذلك الحب الظرفي قررت أن آخذ والدتي لمستشفى ابن عباس للعيون في الباحة..ذلك المستشفى الأقرب لأن يكون شقق فندقية منه مستشفى..خوفا على الوالدة من أن تصاب بالعمى كما حدث ذلك لوالدتها-جدتي- رحمها الله..فدخلنا على من يقال أنه دكتور مصري و معه ممرضة ليست سعودية..كان ذلك في عام 2005 م..بدأ الدكتور بطلبه من الوالدة أن تضع رأسها في جهاز ليبدأ الفحوصات..و فحوصات النظر بحاجة لتوجيه من الدكتور للنظر يمنة و يسرة..لكن اللهجة المصرية صعبت على الوالدة فكانت استجابتها لتوجيهات سعادته غير ما يرجو..بصي و إزاي و غيرها الكثير مما يتداخل في جمله التوجيهية جعلت الوالدة كأنها تتكلم مع إنسان ليس بعربي..فبدأ الامتعاض من الدكتور و انتقل لغير السعودية التي بجواره من الجزر الآسيوية..و بدأ الحديث يتحول للإنجليزية و بدأت حينها أشعر بشعور الوالدة مع اللهجة المصرية..لكن لحسن الحظ سمعت كلمة واحدة تفوهت بها غير السعودية تسب والدتي بأنها حيوان اسمه كذا..أكرم الله الوالدة و أكرم القارئين..فحينها خرجت من هدوئي الذي كان من أجل أن نحصل على علاج للوالدة فلم يكن باستطاعتي إقناعها بالذهاب إلى جدة من أجل فحوصات استباقية..و لا يوجد في منطقتنا غير هذه الشقق..و انطلقت بلسان عربي مبين على الدكتور فجعلته ملتصقا بالأرض و شزرت غير السعودية بنظرات كالسيوف الحداد..و أحسب نفسي حليما يطيش عند جهل الجاهلين..فقلت له أنت الآن تغضب و تمقت من الوالدة و أنا صبرت و الحق أن كلام الأجنبية منطبق عليكم أنتم من يتعامل مع الحالة.. فاللهجة المصرية ليس متعارف عليها بأنها اللهجة العربية الرسمية عند التقاء اللهجات العربية المختلفة..و للأسف الوالدة لا تتابع المسلسلات و الأفلام المصرية لكي تتقن لهجتكم الأكاديمية..و إن لم يصبر و يستطع الدكتور و معاونيه على التعامل مع المريض حسب ثقافته فكيف يكونون أكفاء و أمناء في ماهو أبعد من ذلك..و ظلت والدتي تهدئني و أنا أثور و كأني كل ماسمعتها تهدئني تتردد تلك الكلمة الإنجليزية في مسمعي فيزيد اللهب..أخيرا مكره أخاك قد رضي بتوسلات الدكتور و طرد الغير سعودية من الغرفة رقم 11 لينتهي التشخيص..و لأستكمل الردع بأخذ رقم صاحب المستشفى من الاستقبال و الذي تفاعل و أعتذر و هو صادق و طلب اسم الممرضة لطردها نهائيا و لم أتابع لاحقا..هذا ما كان مع اللغة و مع العمالة الغير سعودية..حينها قلت لابد أن أتعلم اللغة..أما العمالة فالعادات ترفض فهي دين قائم بذاته في مجتمعنا..



المذكرة المفكرة




مع المشاهير



حدثني صديق بحبه للاعب خالد مسعد..فذهب للسلام عليه في النادي الأهلي لكنه رأى غروره و تعاليه و تجاهله له و من حينها قل اهتمامه باللاعبين كقدوات أو أبطال يرى فيهم شخصيته..كنت أتذكر ذلك الموقف في طريقي لنادي الهلال لألتقي ببطلي الملهم لي رياضيا سامي الجابر..كان ذلك في عام 2004 تقريبا..الهلال على وشك المغادرة لبيروت للعب نصف نهائي أبطال العرب و المدرب هو أوسكار..أقنعت حارس االبوابة المعروف بتشدده للدخول لأرض الملعب قبل دخول اللاعبين فوصل الجميع إلا سامي و الدعيع..يطلب مني الحارس الخروج من الملعب لأنتظر عند البوابة..يصل العملاق الدعيع و نتبادل حديثا مختصرا مع صورة تذكارية بدوت فيها قزما..يبدأ أوسكار بتجهيز الملعب للتمرين و يصل سامي في سيارته ذات اللوحة ن ار009 على أفضل ما أتذكره..دخل و المدرب على وشك البداية و هو بحاجة لدخول غرفة الملابس ليجهز نفسه بلبس التمرين..أهلا أبو عبدالله..مرحبا أخوي..أبو عبدالله ممكن صورة للذكرى..أكيد تفضل..معذرة فتأخري ليس كتأخر أي لاعب فبكرة ستجدونها في الإعلام و أوسكار يحاول يضبط الفريق لهذا أستأذنكم..خذ راحتك يابو عبدالله لكن ترانا جينا من القنفذة للقائك..عندها وقف و قال: أولا أعتذر لأنكم مثل ماتشوفون المدرب على وشك يبدأ فسبب تأخيري كنت مع الوالد في المستشفى لأنه محتاج دعائكم فهو له شهر فيه و عندما أنهي التمرين سأعود للمستشفى..و تبادل الضحكات معنا لأنتصر برهاني عليه..بعدها بشهر ينتقل والده إلى رحمة الله..عدت بذاكرة طيبة معه و لم أندم للحظة أن ملهمي الرياضي هو جابر عثرات الكرة السعودية..لذا اختر قدوتك الرياضية بعناية كي لا تندم مستقبلا..



المذكرة الختامية




علوم الرجال



لم أكن صغيرا و لا رجلا بالغا حين دعاني أحد الأصدقاء الكبار لحضور وليمة أقامها لضيف حل عليه من شمال المملكة..العزيمة مختصرة و العدد قليل لعجلة الضيف..كانت المائدة مكونة من ثلاثة صحون و بإمكان الجميع ملاحظة أي حدث..الصحن الأول للضيف و المضيف و بعض الكبار.. و جلست على الصحن الذي يليه مباشرة..ثم حدثت المصيبة آنذاك بأن قمت قبل الضيف..لم أدرك لماذا كانت الرؤوس تتمايل و الشفاه تتمتم و الإشارات لم تستقبل..بعدها أخبرني بعض الشباب بالجرم..فظللت حوالي الشهر أتهرب من ذلك الصديق الذي عزمني لأجمله لكني فشلته كما قال الأصدقاء..و شعرت بالذنب و الألم و الأسى على هذه الكارثة فلقد صور لي بأن الضيف قد أخذ فكرة خاطئة عنا..قابلني صديقي و ابتدرني موضحا عادية الأمر و أريحيته و بدأت أسرد الأسف لما اقترفته في حقه..فهل هو دور المدرسة الغائب عن إعداد أفراد قادرين على التعايش مع المجتمع أم أنها عادات لا اعتراف وثيق بها فهي مهملة لكنك تحاسب عليها..فالمدرسة لم تعد أفرادا للتعايش مع بيئتهم المحلية و لا أفرادا قادرين على إيجاد أنفسهم في سوق العمل بل حفظ حفظ حفظ..أم أنه دور الأسرة أم ماذا؟ هناك الكثير من العادات التي يفترض أن تحذف أو أن تعلم..تحياتي



أبو بندر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس